ترتسم على ملامح وجهه سمات الالفة والطيبة، ويأخذك بأدائه امام الكاميرا الى اجواء القرية وجمالها العذري.

بدأ مشواره الفني عام 1970 وهو من رجالات القانون اللامعين، فقد شغل مناصب كثيرة بالدولة ابرزها رئيس ديوان محاسبة. جوزيف سعيد الممثل الذي لمع مؤخرا بشخصية مازن في مسلسل "كل الحب كل الغرام"، يتحدث لموقعنا عن الكثير من القضايا الفنية والاجتماعية التي تشغله.

هل كنت راضيا عن نهاية مسلسل " كل الحب كل الغرام "؟
كانت نهاية طبيعية لعلاقة عاطفية باتت نادرة في زمننا اليوم. المسلسل كانت قد كُتبت منه 63 حلقة، وكان الكاتب الكبير مروان العبد قد جسد فيه روحه، فلما جاءت الحلقات اللاحقة بعد وفاته، كان لابد من حصول بعض التغييرات بالروح والسرد.

هل شعرت كممثل بهذه التغييرات؟
بالطبع وخفنا في البداية من الوقوع بالرتابة والملل.

جوزيف سعيد كانت له حصة الاسد في اعمال مروان نجار؟
لانه كان مؤمنا بموهبتي وكان ادائي يوحي له بالكثير، حتى عندما اكون في حالة من الغضب والعصبية كان يضحك من قلبه.

هل انتهى عصر مروان نجار؟
المعطاؤون امثاله لا ينتهون، ولكن لكل زمان ومكان رجالاته. اليوم المناخ الفني العام مختلف عن الماضي وهذا الاختلاف اوجد شرائح جديدة وفتية على الساحة الفنية.

ما الذي جاء بك من عالم القانون الى التمثيل؟
دعني اقول لك، أنا رجل يحترم الوقت كثيرا لهذا السبب، الى جانب دراستي القانون تخصصت في معهد الفنون ايام مجلس الانماء والاعمار، وكنت اوفق بين عملي الاداري وفني لانني كنت شغوفا بالفن.

لماذا ظلت ادوار البطولة مبعدة عنك في البدايات؟
أنا فنان لا يؤمن ابدا بالبطولات الاولى والثانية وحتى الثالثة، انا اؤمن بأن الممثل الناجح هو بطل الدور الذي يؤديه.

بصراحة، ماذا يعني لك الفن؟
بالنسبة لي هو حالة من الزهو تنتشلني من عالمي وتضعني في عالم آخر. انا عملت غالبية اعمالي فوق خشبة المسرح وتتلمذت على ايدي مسرحيين عمالقة امثال انطوان ولطيفة ملتقى وكانا يعتبرانني ابن المسرح ويمنعانني من التمثيل بالتلفزيون.

كيف تقيّم وضع المسرح اليوم؟
للاسف المسرح بحالة مزرية ولم يعد من الناشطين فيه الا جورج خباز. انا آخر مسرحية لعبتها كانت مسرحية " محلولة "، وكنت أوزع الدعوات على المحبين فكانوا يتهربون من الحضور.

من المسؤول عن هذا التدهور؟
وزارة الثقافة والاعلام والسوشيل ميديا، فالوضع المأساوي والحياة السريعة التي نعيشها أثّرا على الفن بكل قطاعاته.

ما هي مقومات العمل الفني الناجح؟
الجودة والانتاج السخي، ولكن للاسف عندنا بعض المنتجين يتعاملون مع الممثل بطريقة غير لائقة وهؤلاء اعتبرهم مجرد تجار هدفهم التسويق .

الاعمال اليوم تحتاج الى وجوه شابة وجميلة لتسويق الاعمال؟
انا معك وهذا امر محسوم، ولكن يجب ان تكون مثل هذه الوجوه محترفة وذات موهبة ثابتة ودراسة اكاديمية، لا ان تكون مجرد شكل جميل.

لماذا قدمت نوعية محددة من الادوار؟
ابدا هذا الكلام غير دقيق، فأنا نوعت بالادوار التي لعبتها في بداياتي الفنية، لكن المسرح اخذ حيزا كبيرا من حياتي الفنية اكثر مما قدمته للتلفزيون.

ما هي الدوافع التي تحملك على قبول الدور؟
تركيبة الدور ومضمون الشخصية، فاذا لامستني من الداخل اوافق فورا وبدون تردد.

هل انت مقتنع بحياتك اليوم؟
انا سعيد مع زوجتي وأعيش كل مرحلة من حياتي بحلوها ومرها.

ماذا تتمنى في هذه المرحلة من عمرك؟
الصحة والستر ولا يغريني اي شيء آخر صدّقني.

هل تبني السعادة وطن الامان في داخلنا؟
السعادة تكمن في راحة البال والقناعة فاذا فقدنا احدهما نشعر بالقلق والارتباك وعدم الرضى.

متى تردد بينك وبين نفسك عبارة "لو"؟
اتصدق بان هذه العبارة لا ارددها ابدا لانني متفائل ولا انتظر من المجهول الا كل المفاجآت السعيدة.

هل صحيح ان بعض المنتجين لا يدفعون الاجور للممثلين؟
المسألة ليست بهذه الصورة، انما البعض منهم يتأخر في تحصيل حقوقه من المحطات التلفزيونية ويتأخر بدوره في دفع مستحقات الممثلين.

ما الذي يحتاجه الفن ليستعيد مجده كالماضي؟
نحتاج الى تنظيم مهنة ونقابة ورعاية رسمية من الدولة، فاذا دعمتنا الدولة سوف نحقق انتصارات كبيرة فنيا.