اعتدنا على مهرجان "إهدنيات" أن يختار بعناية كل عام أشهر النجوم من مختلف أنحاء العالم ليرضي جميع الأذواق والمستمعين، فوقع اختياره هذا العام لإفتتاح ليلته الأولى على نجوم "Music Hall" تحت عنوان "إهدن قصة حب"، "Music Hall" أسسها الفنان ميشال الفتريادس وجمع فيها موسيقيين وفنانين شرقيين وغربيين ليشكل مزيجا بين الشرق والغرب.

بدأ العرض عند التاسعة والربع بالنشيد الوطني اللبناني بحماس الحضور ورغبتهم بلقاء نجوم الـMusic Hall والتمعّن بموسيقاها.
البداية مع الاغنيات الاجنبية ايلين وجورج لويس، ثم مع بصمة باللهجة الجزائرية مع شاب ماجد الفنان الجزائري الذي غنى أغنيتي شاب خالد "عايشة"، "ديدي"،كما وغنى "عبد القادر" و"يا رايح وين مسافر" حيث طلب ماجد من الجمهور ترداد الاغنية معه، وتابع بأغنية cest la vie، أغنية الموسم في العام الماضي.

لحضور طوني حنا طعم آخر، فأغنياته لا تموت، وتعيش معنا دوماً. وما ان اطلّ ببذلته الزرقاء المميزة كالعادة وقبعته وشاربيه وعصاه، حتى بدأ المهرجان بالفعل. لأغنية "من شردلي الغزالة" وموال :"لو فيّ رجع الناس وبيروت أم الشرائع، بلدي الحب الضائع"، عبق من الفولوكلور والحنين، قال في صوته حنين الى لبنان الماضي الجميل، ورغم الغصة، يستدرك ويكمل بأغنية "طال السهر وليالي العيد"، فشعرنا بأن في داخلنا صراعاً بين هدر قيمة الانسان في أرضه، واصراره على العيش.

الطبل عنصر اضافي للحماس، نزل حنا بين الجمهور، ورافقته الدبكة اللبنانية التقليدية الحاضرة على المسرح، والتي اظهرت سواعد الشبان الدبيكة بلباس الفولكلور اللبناني.
صوت طوني حنا صدح في تلك الليلة من اعمق نقطة في اهدن الى اعلى قمة في جبالها الخضراء، أغنية "خطرنا على بالك"، كانت مفتاح السهرة، الجمهور وقف بهواتفه الخلوية يلتقط لحظات تذكره بأحباء كانوا معهم حين سماعهم هذه الأغنية للمرة الأولى، فلهذه الأغنية ذكريات وذكريات لدى أغلب من سمعها، وظلّ الناس يرددون اغنية "خطرنا على بالك" لدقائق والانوار مطفأة، توقعنا عودة حنا الى المسرح لارضاء الجمهور، لكنه ظل في الكواليس.

الحاضرون كانوا على موعد مع الرقص والغناء والجنون مع الفنانة صابرين والايقاعات الغربية، التي كسرت جدار المسرح ونزلت بين الناس وغنت معهم، إلا أن صابرين احرجت احدهم حين جلست بين احضانه واستهزأت بصلعته، فضحك الحضور.
بعدها كانت محطة مع بلال، الذي تم التعريف عنه على أنه "الأمير الغجري"، فأدّى أغنية "عالعين موليتين" ،"تعلى وتتعمر يا دار"، "لأزرعلك بستان ورود" ،"مريم مريمتي" وختم بـ"يا سيف اللي عالإعدا"، ومازح بلال الجمهور برقصه كالراقصات الشرقيات، تارة فيخلع سترته ويهزّ بصدره، وتارة أخرى يلف شعره في الهواء، لحظات لن ينسَها الحاضرون بين الفرح والضحك والاستمتاع بالموسيقى.


بعد الاجواء العربية وصلة مع روكي الفنان الشامل، بارع الاداء في الصوت والرقص والابهار غنى "twist again" وغيرها على طريقته.
اشعل الاجواء ومهّد لدخول الأخوين شحادة في الوصلة الاخيرة، هما اللذان لا ينفصلان ابدا، حاضرين بلباسهما التقليدي قبعة حمراء لحية مرخية ملابس فضفاضة، العود يعزف عليه رامي، بينما يعزف فريد على آلة البزق. في تلك الليلة لم يعد احد يشعر بالبرد رقص وتفاعل شديدين بعدما غنيا وعزفا أغنية الموسم "ثلاث دقات" على طريقتهما.
استهلا وصلتهما الموسيقية بتحية خاصة فقالا:" بعد أربعة ايّام عيد الجيش نحب نعيدكن بعيد الجيش وسنغني لهم يا ريت تساعدونا" فاختارا اغنية "بيي راح مع العسكر" و "تسلم يا عسكر لبنان"، بالاضافة الى اغنيات اخرى "نسم علينا الهوا"، "الحلوة دي"، "فوق النخل" و "قدك المياس".
اللّقاء مسك الختام مع الاخوين شحادة بالاغنية الأخيرة "راجع يتعمر راجع لبنان"، هذا الامل الذي نعيشه يوميًّا، علّه يتحقق في المهرجانات. الـ "Music hall" ممتع في مهرجان إهدنيات وفي أي وقت.