بدعوة من مركز الشّباب الموسيقيّ الأوروبيّ العربيّ، وبالتّنسيق مع المجمع العربيّ للموسيقى، شارك وفد موسيقيّ من أحد عشر شابًا وشابةً من "بيت الموسيقى" في النّجدة الشّعبيّة اللّبنانيّة (أساتذة وطلبة وإداريّين) في المخيّم الموسيقيّ الدّوليّ الذي إمتدّ بين 30 حزيران و11 تمّوز في مدينة ليماسول في قبرص.

ترأس الوفد مدير عام "بيت الموسيقى" الدّكتور هيّاف ياسين، وشاركه كلّ من الأساتذة كريستو علماويّ غناءً وعزفًا على العود، جورج الشّيخ على النّاي، عصام فيّاض على السّنطور، نجاح طنّوس على القانون، بالإضافة إلى الطّلبة جان نقولا على الكمنجة، وجاد عبد الله على الإيقاع، وعبد الله نقولا على البزق، وبالإضافة إلى الطّفلين أشرف ياسين على السّنطور وغزل ياسين غناء.

ضمّ المخيّم الدّوليّ قرابة الأربعين موسيقيًّا ونيّفٍ، مشاركين رسميًّا بإسم خمس دول هي: لبنان، قبرص، بلجيكا، كرواتينا والأردن. وامتدّ على مدار أحد عشر يومًا، حيث كان يلتقي الموسيقيّون فيما بينهم قرابة السّت ساعات وأكثر في اليوم الواحد، لتبادل الألحان (كلّ من تراث بلده الأمّ) وللعزف المشترك.

وبعد إتمام التّمارين النّهائيّة على كلّ الرّصيد الموسيقيّ، قدّم كلّ المشاركين حفلًا موسيقيًّا أوّليًّا في القرية السّياحيّة الشّهيرة المعروفة بِـ "أومودوس" (Omodos) أمام أهالي القرية في السّاحة العامّة حيث لاقت استحسان كلّ الحاضرين؛ ثمّ كان الحفل الكبير في مساء اليوم الأخير في ساحة "مربّع الأبطال" (Heroes square) الّذي غصّ بمئات الحاضرين الّذين أتوا من أماكن مختلفة لمتابعة الحدث المرتقب، حيث يذكر حضور ممثّل لبنان في المجمع العربيّ الأستاذة منى زريق الصّايغ. وعلى مدار السّاعة وربع السّاعة قدّم المشاركون برنامجهم الموسيقيّ الغنيّ بطريقة متقنة، لامست قلوب وعقول الحاضرين الّذين كانوا على تركيز تام طيلة الحفلة، يشاركون بالتّصفيق أحيانًا، وبالآهات والمديح أحيانًا أخرى، حتّى أنّهم شاركوا برقصة الدّبكة على وقع أنغام الأغنيّة اللّبنانيّة/الشّاميّة الشّهيرة "على دلعونا"...

وفي الختام أخذت الصّور التّذكاريّة، وسط ذهول الجمهور الحاضر لمستوى الأداء والانصهار الجماعيّ الّذي قدّمه الشّباب المشاركون، لا سيّما الفريق اللّبنانيّ الّذي اكتسب ودّ واحترام كلّ المشاركين لمستواه الموسيقيّ الرّفيع وخبرته في منظومة التّقاليد الموسيقيّة العربيّة الشّعبيّة منها والفنيّة.

ومن المفيد ذكره، أنّ برنامج المخيّم كان غنيًّا أيضًا بفسحته السّياحيّة المميّزة إلى جانب غناه بالحيّز الموسيقيّ، إذ كانت هناك العديد من الزيارات المهمّة والقيّمة للتّعرّف على الأحياء التّراثيّة في البلد وأهمّ معالمه، وأخرى لزيارة أكثر من شطّ على البحر وممارسة رياضة السّباحة، وزيارة معالم آثار رومانيّة قديمة وقرى سياحيّة مميّزة، كما كانت هنالك عدّة لقاءات جماعيّة ساهمت في صهر المجموعة بعضها ببعض أكثر على الصّعيد الاجتماعيّ كما الموسيقيّ.