رحل جسدها إلا أنّ أعمالها الفنية ما زالت خالدة حتى اللحظة.

يقولون إنّ أهل الطرب غابوا، إلا أنّهم حينما سمعوا بإسمها قطعوا أميالا للاستماع إلى باقة من أجمل الأعمال الفنية التي أثبتت مدى تعطشهم للفن الاصيل. وما أجمل من أن تتمايل أعمدة بعلبك على أغنيات كوكب الشرق أم كلثوم بصوت الفنانة مروى ناجي والفنانة مي فاروق بمشاركة الاوركسترا الوطنية اللبنانية وبإشراف المايسترو هشام جبر.

إفتتحت مهرجانات بعلبك بتقرير للسيدة الراحلة مي عريضة تم تصويره في 16 تموز من العام الماضي، شرحت فيه عن مثابرتها الدائمة التي استطاعت من خلالها أن تجعل من مسرح بعلبك حلما لكل فنّان، وتاريخاً وقف عليه عمالقة الفن، من بينهم كوكب الشرق التي أبدعت عليه ثلاث مرّات.

أطلّت مروى ناجي وأطربت الحاضرين بأغنيات "ليلة حب، ألف ليلة وليلة، فكروني، سيرة الحب، حيرت قلبي معاك..". وبمقابلة خاصة معها لموقع "الفن"، قالت لنا إنّ اختيارها للغناء لأم كلثوم على مسرح بعلبك أسعدها كثيرا، وبالمقابل زاد من مسؤوليتها، وكأنها أول مرّة تغنّي، إضافة إلى رهبة المسرح ورهبة الجمهور اللبناني. وأشارت ناجي إلى أن اختيار الأغنيات كان بالتنسيق مع المايسترو هشام جبر، وحينما كانوا يختارون الأغنيات وجدوا أنفسهم أنهم اختاروا جميع أعمال أم كلثوم.

وتابعت ناجي قائلة إن حضور الناس أثبت أن الفن لا زال بخير، وأنهم بحاجة إلى أن يسمعوا أصواتاً جميلة.

ومن ثمّ إعتلت الفنانة مي فاروق المسرح وأطربت الحاضرين بالعديد من الأغنيات أبرزها "أغدا ألقاك وأمل حياتي". وبتصريح خاص لموقع "الفن"، قالت إنّ الغناء للسيدة أم كلثوم هو مسؤولية كبيرة وصعبة، وإن قدومها للحفل هو لتغني بصوت مصر، متمنية أن يكون الجمهور إستمتع. وعما إذا كان هناك روح للمنافسة، خصوصاً وأنّ المسرح تقاسمته معها مروى، قالت مي إن روح المنافسة موجودة في جميع الأوقات، ولكنها ومروى صديقتان مقربتان جدا، ولا توجد روح المنافسة التي تسيطر على الفرد وتؤدّي إلى الغيرة الشديدة، وهي فرحة جدا لأنها تمثل مصر في مهرجان مهم جدا.

صور أم كلثوم طبعت على قلعة بعلبك، وتصفيق الآلاف، وأشعلت الأجواء وزادت حماسة بينهم. وما إن إنتهى المهرجان حتّى وقفت الفنانتان ومعهما المايسترو أمام الجمهور وحيّوهم على حضورهم.