هي كاتبة ومؤلفة مبدعة في أفكارها، تكتب بشغف كبير، وتعيش مع الشخصيات التي تخلقها، لتقدم عملاً مُتقناً ينال إعجاب الجمهور وتقديره.


إنها داليا الحداد، التي كتبت الجزء الأول من مسلسل "متل القمر"، وفيلم "ولاد النواب" والذي تطل فيه أيضاً ضيفة متألقة، والتي وضعت بصمتها المميزة في مهرجان "الزمن الجميل" لتكريم كبار الفنانين، وهي تكتب حالياً مسلسلاً جديداً.
موقع "الفن" إلتقى الحداد، في هذا الحوار:

أخبرينا عن التقارير المميزة التي أعددتِ فكرتها وشاهدناها في حفل تكريم "الزمن الجميل".
قمت ببحوث عن الفنانين المكرمين، وأعطيت الشخص الذي قام بعميلة المونتاج المواد التي أريدها والتوقيت والتقطيع، وكانت الأصداء جميلة جداً، مثلاً الفنان مروان محفوظ أحب التقرير كثيراً وقال لي "أصبح لي سنوات كثيرة في الفن، وهذه المرة الأولى التي أشاهد فيها شيئاً وأتأثر به"، بالرغم من أن التقرير مدته دقيقة ونصف الدقيقة، ولكنه جمع كل مسيرتهم الفنية.
العام الماضي لم أكن ضمن لجنة "الزمن الجميل"، ولكن حينها طلب مني الدكتور هراتش، وبما أن هناك علاقة صداقة تجمعنا، أن أعمل فقرة "الخالدون"، حيث كان توفي العديد من الفنانين، من بينهم ملحم بركات، محمود عبد العزيز، منى مرعشلي، سمير يزبك، كان هناك حوالى 12 فناناً من لبنانيين وعرب، قد توفوا، فجهزت مقاطع وكأنه مسلسل صغير بحيث يرد الفنانون على بعضهم خلال وجودهم في الجنة.

ما قدمته يعني أنك تشعرين بإنتمائك إلى فناني جيل الزمن الجميل أكثر؟
نعم، أنا متأثرة جداً بهم، ربما لأن مخيلتي تأخذني إلى أماكن بعيدة، منذ أن كنت صغيرة كانوا يقولون لي إني أكبر من عمري، ففي سن المراهقة كنت أستمع إلى أغنيات الفنانين عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وهاني شاكر، في حين أن أبناء جيلي كانوا يستمعون إلى أغنيات الفنان وائل كفوري والفنانين الذين كانوا جدداً حينها، ربما لأن أمي أيضاً كانت تكتب روايات، ولكن في الجيل القديم لم يكن هناك تشجيع كبير، أخذت هذه الموهبة من والدتي، كان لدى والداي الحس الفني والأذن الموسيقية، ولازلت أشعر بأني أنتمي إلى ذلك الجيل، أي أن هذا الجيل لا يعني لي، فأنا أحب أن أحافظ على العادات القديمة والتقاليد التي تربينا عليها والتي أصبحت اليوم مفقودة للأسف الشديد في هذا الجيل.

كم ولد لديك؟
لدي ثلاثة أولاد، الكبيرة عمرها 13 عاماً، والأصغر صبي وبنت وعمرهما أقل من 10 سنوات.

تقولين إنك تشعرين بأنك تنتمين إلى الجيل القديم، كيف تربين أولادك في ظل هذا الإنفتاح اليوم وكسر القواعد وإختفاء القيم؟
أربيهم على مبدأ أننا أصدقاء، أي أن هناك قرباً كبيراً بيني وبينهم، وأعرفهم على كل ما هو جديد، وأقول لهم ما هو الصح وما هو الخطأ وأشرح لهم لماذا وأجعلهم يقتنعون وهذا ضروري، كما أنمّي فيهم العادات القديمة.

بعد المشكلة التي حدثت معك في مسلسل "متل القمر" حيث أنك تفجأتِ بطريقة التغيير في تنفيذ نصك على الشاشة، هل هذا جعلك تتريثين في الكتابة؟
هذا الموضوع جعلني أبعد عن أن أكتب قصة مقتبسة لأني أعرف نفسي أنني مؤلفة، ما حصل في "متل القمر" كان على شكل Business، أي أنه طُلب مني، في الوقت الذي كان هناك مسلسل من تأليفي أخذه المنتج مروان حداد وكان من المفترض أن يبدأوا به، ولكن mtv حصلت على حقوق المسلسل المكسيكي "ماريمار" وطُلب مني أن "أعملو على اللبناني"، فإعتبرته حينها كـ Business مع أني أرفض هذه الفكرة، لأن لدينا مؤلفين ونحن قادرون أن نخلق قصصاً، ولدينا كتّاب، فلماذا نلجأ إلى القصص المقتبسة؟ لماذا تريد هذه الموضة أن تأخذ من دربنا؟ مع الإشارة إلى أنه ليس لديه مشكلة مع القصص المقتبسة إذا كانت فكرة، ولكن على أن تُكتب بطريقة جديدة وبخيال جديد وبمجتمع جديد، ولكن لدي مشكلة كبيرة مع الـ copy paste، فترى أنه أصبح هناك كتاب بسبب هذه الموضة، يكتب ما يراه في مسلسل أجنبي، ولكن هذا ليس كاتباً أبداً، وهذا ليس إبداعاً.

أتعلم كم هو جميل أن تخلق شخصيات؟ أي أنني أعيش معها، أنا إنتهيت مؤخراً من كتابة مسلسل جديد، عشت مع شخصياته، أتدرك كم هو جميل؟ عالم ثانٍ، المسلسل ينتمي إلى مسلسلات Light Comedy، وهو فكرة جديدة ليست متداولة من قبل، فيها الكوميديا والدراما وقصة حب قوية، كما إنتهيت من كتابة فيلمين "رح يهزوا الأرض".

خلال كتابتك مسلسلاً أو فيلماً، هل يخطر في بالك من ممكن أن يكون البطل أو البطلة من الممثلين؟
من النادر جداً أن أكتب لممثل، أرسم الشخصية في بالي وأتخايل شكلها وأكتب على أساس ذلك، مشكلتنا أنه ليس لدينا الكثير من الممثلين Class A وحتى Class B، لدينا نقص في عدد الممثلين، مثلاً في فيلم "ولاد النواب" كنت أبحث عن شابة وشاب Class A في عمر العشرينات، لم أجد طلبي، ليس لدينا ممثلون Class A بهذه الأعمار، وأنا أدعو كل شركات الإنتاج لتقوم بـCasting لوجوه جديدة وأن يعطوا لهم فرصاً، وهناك ممثلون كثيرون تخرجوا من معاهد وهم جالسون في منازلهم، ففي رمضان شاهدنا بعض الممثلين في عدة مسلسلات وبشخصيات مختلفة أو بنفس الشخصيات، فأنت تضيع وتمل، فمن محطة إلى محطة ترى الوجه نفسه وهذا أمر يُتعبك، حتى أن الممثل يحرق نفسه ويحرق صورته لدى المشاهد.

أخبرينا عن أصداء فيلم "ولاد النواب".
فيلم "ولاد النواب" توقف عن العرض في صالات السينما لأن كان لديه فترة زمنية للعرض وهي ما قبل الإنتخابات النيابية، وأنا سعيدة جداً بأصداء الفيلم، ولغاية اليوم لم يصلني أي نقد سلبي عن القصة، وأتحدث هنا ككاتبة، وحتى عن الممثلين.

في الختام، إذا قررتِ يوماً أن تكتبي قصة حياتك، ماذا سيكون عنوانها؟
عنوانها "كتّر خير الله" فهو أعطاني أكثر مما أستحق.