مرّة جديدة يثبت اللبناني بأنه قادر على الفوز بالرهان وكسب الثقة، وهذا ما تجسّد من خلال مشروع فيلم "شهيد" للمخرج اللبناني مازن خالد وإنتاج ديالا قشمر.

فمشروع الفيلم تمّ إختياره من بين مئات الأفلام التي قُدّمت ضمن برنامج Biennale College التي تقيمها La Biennale di Venezia و مهرجان البندقية ليتم إختياره من بين الثلاثة أفلام الرابحة من حول العالم بهذه المسابقة، حيث تعمل إدارة المسابقة على إنتاج الفيلم بدعمه مالياً بمبلغ زهيد يبلغ 150 ألف يورو.

ومن هنا إنطلق العمل في الفيلم ليتم إنتاجه في مدّة زمنية قصيرة، مع فريق عمل لبناني تتمحور قصته حول أربعة شبان من مذاهب مختلفة في مقتبل العمر تجمعهم ظروف العيش الصعبة فيخرجون إلى البحر للترفيه عن مآسيهم ونسيان بعض مشاكلهم.

غرق أحدهم يشكّل قمة المأساة في الفيلم، فهذه الحادثة تضع أصدقاءه الثلاثة في صراع مع مشاعر الفقدان، وفي مواجهة الطقوس الدينية.

إنها بإختصار رحلة بين الحياة والموت، الحياة التي تعبّأ بالحزن والخوف من المستقبل، إلى موت مفاجئ يقلب حياتهم رأساً على عقب.

العرض الأول للفيلم الذي اقيم يوم الإثنين الماضي في سينما ميتروبوليس في سنتر صوفيل في الأشرفية، حضره فريق العمل وشخصيات اجتماعية، بالاضافة الى أهل الاعلام والصحافة.

وعلى هامش العرض الذي حضره موقعنا، كانت لنا هذه اللقاءات:

منتجة الفيلم ديالا قشمر

ماذا تخبريننا عن الفيلم؟

هذا الفيلم بدأت به أنا والمخرج مازن خالد منذ العام 2017 والذي كان مجرّد فكرة قدمناها على برنامج إسمه Biennale College تقوم به La Biennale di Venezia ومهرجان البندقية، وهي مسابقة تتقدم اليها مئات الأفلام ليتم اختيار ثلاثة من حول العالم وكان خيارهم لفيلم "شهيد"، وهو الفيلم اللبناني الأول الذي يفوز بهذه الجائزة.

وتقوم هذه الجائزة على إنتاجهم للفيلم بميزانية ضئيلة تبلغ 150 ألف يورو على أن يتم إنجازه في غضون ثمانية اشهر ليكون العرض الاول له ضمن مهرجان البندقية السينمائي الدولي.

الفيلم بدأ من الصفر من خلال ثلاث ورش عمل في البندقية مع خبراء عالميين في السينما، كتبنا خلالها السيناريو وتم التنفيذ في لبنان مع فريق 100% لبناني.

التحدي هو ان نستطيع في مقابل هذا المبلغ الزهيد الذي تمّ من خلاله إنتاج الفيلم وبهذا الوقت القصير أن نخرج هذا الفيلم إلى الجمهور بالمستوى المطلوب.

ماذا يميّز هذا الفيلم لكي يتحمس المشاهد اللبناني لحضوره؟

نحن لا نعمل على الصيغة المتبعة حالياً ضمن باقي الأفلام أو الأفلام التجارية، فنحن من خلال هذا الفيلم ندخل الى داخل الإنسان اللبناني وأي انسان فنحن نتحدث عن الموت والعلاقات في هذا المجتمع كالأمومة والصداقة وزواريب التهميش في هذه المدينة ونحتفل بالجسد بالحياة والموت.

كيف ترين هذا التحدي الذي تقومون به في السينما اللبنانية برغم الأوضاع الإقتصادية والسياسية في البلد التي لا تشجع؟

هذا صحيح، فأي شخص ينتج فيلما لا يقوم على الصيغة التجارية يُدخل نفسه في مغامرة، وللأسف الجمهور اللبناني تربى على الأفلام الأميركية والبسيطة والسهلة والتجارية ولكن هذا لن يمنعنا من الإكمال بمسيرتنا لإيصال فكرتنا.

مصمم الديكور والأزياء بشارة عطا الله

ماذا تقول عن تجربتك في هذا الفيلم؟

الفيلم اخذ الكثير من العمل من تعب وتحضير وأبحاث سابقة إلى أن بدأنا التصوير.

وكان التعاطي جميلاً جداً بين المخرج والمنتج، ومن الطبيعي ان العمل لم يكن سهلاً حيث انه كان من الضروري أن يخرج العمل بصورة حقيقية وقريبة من الواقع وتطلب الكثير من العمل على التفاصيل وأتمنى ان يلاحظ المشاهد هذا الأمر في العمل.

يشار إلى أن الفيلم سيكون في جميع صالات السينما اللبنانية إبتداءً من الـ19 من الشهر الحالي وقد قام ببطولته عدد من الممثلين وغالبيتهم من الشباب من الوجوه الجديدة وغير المعروفة فنياً من الذين يخوضون تجربتهم التمثيلية للمرّة الأولى.

"شهيد" تمثيل كارول عبود، حمزة مقداد، مصطفى فحص، هادي بو عياش، رشاد نصر الدين، ربيع الزهر، يارا بو حيدر، محمد عقيل، حسين صباح ورنيم مراد.

لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً، إضغط هنا .