كثيرة هي اللحظات التي نكتشف فيها اننا نريد أن نقول شيئاً، فيردده شخص آخر فيعبر عنا أكثر منا، وأحياناً نُصدم أننا نفكر بشخص وفجأة يتصل بنا بداعي أنه أحس بشعور ما في هذه اللحظة تجاهنا، تلك الحالات تندرج تحت إطار "التخاطر"، وهي ظاهرة درسها علماء كبار في العالم ووصلوا الى نتائج تفصيلية عنها، فالتخاطر هو مرحلة أوسع واكبر من التوارد، وهي عملية تحتاج بالمرتبة الأولى الى الصفاء الذهني.


في هذا التقرير نستعرض خاصية التخاطر، وكيف ينظر لها العلم.

أشكال التخاطر:
أن تكون تفكر بشخص ما وتتمنى أن تكلمه وتتفاجأ بأنه يتصل بك.
عندما تفكر بشيء معين ويقوم شخص آخر بالتكلم عنه بنفس الوقت.
أن تردد أنت وشخص آخر نفس العبارة في الوقت ذاته.

أنواع التخاطر
التخاطر المتأخر: انتقال الأفكار من شخص الى آخر بوقت طويل.
التخاطر التنبؤي أو الماضي: انتقال الأفكار أو المشاعر من شخص الى اخر من دون مدة زمنية محددة.
تخاطر العواطف: شعور يحس به شخص لآخر بمرحلة زمنية أو وقت معين.

تخاطُر الوعي اللاطبيعي: ويتطلب هذا التخاطر الدراية التامة بخصائص مرحلة اللاوعي للوصول الى الهدف.
وهنا لا بد من التأكيد أن كل إنسان قادر على التخاطر لكن بنسب متفاوتة، وهذه ميزة موجودة عند كل منا، لكن تختلف بحسب كل شخص ومدى صفاء ذهنه، فهي أشبه بقدرة جاذبة للأفكار والمشاعر، ويمكن تنميتها عبر العديد من التمارين السهلة.
تبدأ فكرة التخاطر من مدى مقدرة الإنسان على التواصل مع غيره، ونقل المعلومات من عقله الى عقل الطرف الآخر من دون أن يكون قريباً منه، ولهذا يجب على من يريد الغوص في التخاطر متابعة التمارين التي تنقسم الى 3 أجزاء وهي:

تمرين قوة الخيال
يجب الجلوس في مكان هادئ ومضيء.
إغلاق العينين والتنفس بشكل عميق.
الوصول الى مرحلة الصفاء الجيد للذهن، بفضل عدم التفكير بأي أفكار تشوش عليك الراحة.
ترك كل الأفكار جانباً والتركيز في هذه اللحظة على إرسال رسالة بواسطة الذهن لشخص معين، وذلك عبر القيام بتخيل صورة الشخص، واستحضار كافة ملامح وجهه، والبدء بمخاطبته والتحاور معه بالأمر الذي يراد إيصاله له، والشعور باستجابته وبملامحه أثناء القيام بذلك.
على الشخص المرسل أن يكون واثقاً مما يفعل وبقوة التخاطر وفعاليته وإلا سيفشل.

تمرين المرآة
قف أمام المرآة وانظر الى وجهك بهدوء وحاول التركيز بملامحك العميقة.
تخيل صورة الشخص الذي بالمرآة على أنها الشخص الذي تريد إيصال رسالة له أو مخاطبته.
عندما ينجح التخيل وترى صورة الشخص الذي تريد مخاطبته، إبدأ بالبوح له بما تريد أن تخاطبه به.

تمرين مباشر
قف أمام شخص معين.
أطلب من الشخص ان يتخيل رقماً من الأرقام المحصورة بين الخمسة والعشرة.
تخيل ما الرقم الذي اختاره.
إسأله عن الرقم واطلب منه أن يقوله بداخله.
مر على الأرقام الى أن تشعر بشعور مختلف عند رقم معين، وبالتأكيد سيكون هو الرقم الذي اختاره الشخص الآخر.

الفرق بين التخاطر وتوارد الأفكار
هناك فرق كبير بين توارد الأفكار وبين التخاطر، فإذا كان هناك صديقان يعرفان تفاصيل حياة بعضهما البعض سيكون من السهل على الصديق أن يكتشف ما يفكر فيه صديقه وفقاً لمعاينته لواقعه ويومياته ومشاكله وسلم أولوياته، أما التخاطر فهي حالة ترتبط أكثر بالشعور لا بالعقل، وتؤثر على شعور الشخص الآخر الذي تفكر به وتنتقل الى العقل، فمثلاً قدرتك على التفكير بأحدهم والتخاطر معه سيجعل هذا الشخص يتواصل معك من دون سبب، فقط لأنه يشعر بشيء مختلف حصل معه أو شعور معين إنتابه في لحظة، أنك كنت تفكر به وتحاول التواصل معه، من خلال التخاطر.