يعد الزئبق من العناصر المعدنيّة الموجودة في الطبيعة، وهو عنصر ذو لون فضي، وعند إضافة مكونات مختلفة إليه ينتج مجموعة من مركبات الزئبق، مثل أكسيد الزئبق.

ومن المعروف أنّ الزئبق عند تأكسده يتحول لونه إلى غير اللون الطبيعي المعروف، ويصبح ذا لون أحمر، وعندئذ يصبح مادة ضارة بالإنسان وسامة.

يحيط بمادة الزئبق الأحمر، العديد من الأقاويل والإشاعات وربما هذا هو السبب الأقوى وراء ارتفاع ثمنها وندرتها الشديدة وصعوبة استخراجها.

أنواعه

ينقسم الزئبق الأحمر إلى نوعين هما:

الزئبق الأحمر الطبيعي، وهو النّوع الذي دارت حوله الكثير من الأقاويل وصيغت فيه الإشاعات، إلا أنّ البعض أنكره ونفى وجوده. ويُعتقد أنّ هذا النوع مكون من بعض الأنسجة الحيوية والمواد العضوية.

الزئبق الأحمر الكيميائي، وهو الذي يتم تصنيعه من معدن الذهب الخام وذلك بعد أن يتم تعريضه للإشعاع لفترة معينة ولذلك فإن كثافته 23 غراماً وهو في تلك الحالة اقل كثافة من مادة اليورانيوم الشهيرة.

هذا النوع هو عبارة عن بودرة معدنيّة ذات لون أحمر تصنع في دولتي روسيا وكازاخستان ويُمكن استخدامها في العمليّات النوويّة التي تعتمد الانشطار النوويّ، وبذلك فهي تُستخدم في صناعة الطاقة والقنابل النوويّة ذات القوة العالية عند الانفجار. وتعدّ هذه المادة من أغلى المواد في العالم؛ حيث يبلغ ثمن الكيلوغرام الواحد منها مليون دولار بعد تهريبها بطريقة غير شرعيّة من المفاعلات النوويّة!

إستخراجه

من الناحية العلمية، يتم استخراج مادة الزئبق الأحمر من الذهب ويتم ذلك من خلال تعريضه بشكله الخام إلى الإشعاع هذا إضافة إلى أنه يتم استخراج كميات محدودة جداً منه من باطن الأرض وهي الكميات الضئيلة للغاية التي تخرج من فوهة البراكين، وذلك بعد ثوراتها ومع ذلك تكون الكمية المستخرجة منه قليلة للغاية وقد لا تتعدى الملغرامات.

تاريخه

بدأ الإتحاد السوفياتي في العام 1968 بتصنيع مادة الزئبق الأحمر في مركز خاص بالأبحاث النووية اسمه (دوبنا)، وبحلول عام 1996 أزالت وزارة الطاقة الأميركية الغموض حول استخدامات هذه المادة الغريبة على الرغم من أنها عرفت قبل 15 سنة في السوق السوداء. في عام 1997 أقدم علماء ذرة أميركيون على نشر تقرير مفاده القيمة السوقية للزئبق الأحمر، حيث بلغ ثمن الكيلوغرام الواحد منه ما بين 100 ألف دولار إلى 300 ألف دولار.

إستخداماته

تعددت الأقاويل حول إستخدام الزئبق الأحمر ولعل أهمها دخوله في صناعة الأسلحة المدمّرة ولاسيما القنابل النووية ونذكر من هذه الإستخدامات:

استخدام الزئبق الأحمر في صناعة القنابل الاندماجية شديدة التدمير وقيل فيها إن الزئبق الأحمر يستخدم كمفجر بدائي بدلاً من استخدام الوقود الانشطاري أي النووي، وهو ما تبناه العالم الفيزيائي صموئيل كوهين و هو من قام باختراع تلك النوعية من القنابل النيوترونية.

إستخدام الزئبق الأحمر في مجال تخصيب اليورانيوم وذلك لما له من قدرة عالية على تسهيل تلك العملية الإنتاجية أو التخصيبية لليورانيوم من دون حاجة إلى استخدام أجهزة الطرد المركزية والتي يتم في الغالب اكتشافها بسهولة والقيام بتعقبها من خلال أجهزة المخابرات العالمية ومعرفة ما وصلت إليه من نتائج ومن قدرات بل وتحديد مكانها ايضا.

إستخدام الزئبق الأحمر لطلاء الطائرات وذلك من أجل إخفائها من رصد الرادارات لها علاوة على استخدامها في صناعة الرؤوس الحربية التي توجه بشكل ذاتي.

خرافات تتعلق بإستخدامات الزئبق الأحمر

إنتشرت مزاعم تتحدث عن إستخدام الزئبق الأحمر في عملية التحنيط الخاصة بالموتى في عصر الفراعنة قديماً في مصر، بينما ذكرت بعض الشائعات الأخرى أن الزئبق الأحمر مادة تستخدم في عمليات البحث عن الكنوز المدفونة في باطن الأرض والمرصودة من قبل الجن لحراستها و لذلك فإن وجود الزئبق الأحمر هو كافي لفتح تلك الكنوز وطرد الجن من حولها.

حقيقة وجوده

إختلفت الآراء حول حقيقة وجود الزئبق الأحمر ففي حين يعتبر الكثيرون انها خرافة ابتدعها الإنسان وشاع خبرها في ثمانينيات القرن الماضي خصوصا انها لا تزال مادةً مُبهمةً غامضةً غير معروفة ما هي تركيبتها أو مُكوّناتها بشكل مؤكّد، إلّا أنّ هناك الكثير من النّاس ممن يُؤمنون بوجودها. وقد اشتهرت هذا المادة بفضل المزاعم التي شاعت حول كونها تُستخدَم في صناعة العديد من الأسلحة.