ممثلة ومخرجة من عائلة فنية عريقة، فوالدها الشاعر الغنائي نظمي عبد العزيز من مؤسسي الأغنية السورية وشقيقتها المغنية والممثلة سمر عبد العزيز.


درست الأدب الإنكليزي في جامعة دمشق، وبدأت مسيرتها التمثيلية عام 1996 مع المخرج حاتم بسهرة تلفزيونية بعنوان "أمينة الصندوق".
قدمت كممثلة أكثر من سبعين مسلسلاً، لعل أهمها "أهلاً حماتي" و"أبو المفهومية" و"حمام القيشاني" و"أبو زيد الهلالي" و"لعنة الطين" و"رجال العز" و"الأميمي" و"حدث في دمشق" و"امرأة من رماد".

الممثلة السورية ريم عبد العزيز، حلّت ضيفة على موقع "الفن" عبر اللقاء التالي:

معظم مشاركاتك هي في أعمال شامية وكوميدية، فما سبب حضورك القليل بالأعمال الاجتماعية؟
الأعمال الاجتماعية أصبحت محدودة وظروفها صعبة ولا يستطيع الممثل التواجد فيها دائماً، خصوصا أن منتجيها أشخاص "من صغار الكسبة" و لا يعطون الممثل حقه، وأفضّل عدم التواجد بعمل أو لعب أي شخصية للعمل فقط، كي لا أقدم ما لا يليق بي.

بالرغم من حضورك الكثيف في الأعمال الشامية إلا أنك لم تكوني إحدى نجمات "باب الحارة"، ما السبب؟
عدم وجودي في "باب الحارة" سببه وجودي بمصر، لعبت حينها بطولة مسلسلين دراميين وفيلمين سينمائيين ومسلسل إذاعي، وعندما بدأ المخرج بسام الملا بتنفيذ أول جزء عام 2006 دعاني إلى الكاستينغ لكن ظروف السفر منعتني من التواجد.

بعدها عدت إلى سوريا عام 2009 وكان العمل بجزئه الثالث أو الرابع ولم تعد أصداؤه كما كانت، وبدأ يعاني من بعض العثرات إلى جانب غياب شخصيات عنه، ولا أفضّل لعب دور بديل عن ممثلة أخرى بل أحب أن تكون الشخصية لي منذ البداية كي لا أقارَن بأحد، فلكل فنان خصوصيته وإحساسه وأدواته، ولهذا فضلت عدم الالتحاق بالعمل.

عملت مع معظم المخرجين خلال مسيرتك غير القصيرة.. مَن هو المخرج الذي تطمحين للعمل معه؟
عملتُ مع معظم المخرجين في سوريا وكان لي النصيب في أن أتعاون مع عدد من الفنانين الكبار الذين استفدت من تجربتهم واستقيت من إحساسهم وفنهم والأشياء الجميلة التي نفتقدها حالياً، وأتمنى أن تعود و تُكرّس مجدداً كالحب والود والاحترام.
ليس هناك مخرج محدد، بل أتمنى التعامل مع جميع المخرجين سواء القدم أو الجدد وكذلك الخرّيجين الجدد وأيضاً زملائي الممثلين الذين خضعوا مؤخراً لدبلوم بالإخراج السينمائي، وأتمنى من كل مخرج أن يراني بشيءمختلف وأن يستطيع إخراج ما بداخلي، فالمخرج المبدع هو من يقدمني بطريقة جديدة وهو الذي أحب التعامل معه.

كيف تصفين علاقاتك مع زملائك؟
الحمد لله علاقاتي طيبة مع الجميع ونتبادل الود والاحترام والمحبة، أسعى للتواصل مع الجميع، وأنا سعيدة بوجود الحب والاحترام والود بيني وبين زملائي، وأعطي لكل شخص حقه وأحب أن يبادلوني هذه الطريقة بالتعامل "ما في أجمل من الحب الذي يسود العلاقات".

مؤخراً دخلتِ مجال الإخراج، فهل استفدت من تجارب المخرجين؟
موضوع الإخراج أتى بعد دراسة دقيقة، كوني أول مخرجة كليب في سورية واعتمدت بكليباتي على سيناريوهات تُكتب خصيصاً لها وألا تكون التقطيعات عشوائية، وبعدها خضت تجربة إخراج عبر برنامج "الحب وأشياء أخرى" من إعدادي أيضاً، والحمد لله لاقى صدى جميلا جداً واستضفت فيه قامات كبيرة جداً من ممثلين وشعراء ومخرجين، ثم انتقلت بعدها إلى تجربة الإخراج الدرامي وأحببت أن تكون البداية من السينما التي لها وقعها الخاص في قلبي ومخيلتي وإحساسي ووجداني، فالسينما لا تشبه أحدا بل تشبه نفسها فقط، مختلفة عن أي شيء آخر، هي الخلود والحب، أحب السينما كثيراً.

أخرجت فيلما احترافيا بعنوان "فقط إنسان" قبل حوالي العامين، وهذا العام قدمت فيلم "روح" مدته عشر دقائق، ضمن منحة الدبلوم.
انطلاقاً من حبي العميق للسينما، أصرّيت أن تكون بدايتي الإخراجية منها فهي الحلم الباقي بوجداني، كي يقال في ما بعد، ريم مخرجة سينمائية أتت على التلفزيون وليس العكس. وأرى أن الدراما التلفزيونية تختلف عن السينمائية شئنا أم أبينا، فمقومات المخرج السينمائي خاصة جداً لأنه يهتم بأدق التفاصيل، والصورة مختلفة، وكذلك استخدام العدسات، وحجم الشاشة، فالتلفزيون فرد من أفراد الأسرة وشاشته محدودة تختلف عن شاشة السينما المبهرة والكبيرة.

كيف قوبلت تلك التجربة؟
الحمد لله لاقت قبولا كبيرا من الناس وحصدت تشجيعا كبيرا جداً من زملائي على الصعيد الفني والإعلامي ومن كل شخص يعرفني ويعرف موهبتي، وكي أكمل هذه المسيرة درست دبلوم الإخراج السينمائي الذي أقامته المؤسسة العامة للسينما بالتعاون مع اتحاد الإذاعات العربية، وحاولتُ الاطلاع عبره على إنجازات السينما السورية وعلى تجارب مخرجين عظماء كبار قدموا أشياء جميلة.

وأود أن أتوجه بالشكر لمدرّسي الدبلوم ومنهم فاضل كواكبي الذي قدم لنا حالة إخراجية أكثر من رائعة وأعطانا أفقا واسعا لصيغة النقد، وأنا مع النقد البناء الذي لا يهدف إلى التجريح. والدبلوم في الحقيقة كان مفاجأة للجميع وقيل إنني أضفت صفة مخرجة الى نفسي.

في الدراما، أخرجت العام الماضي المسلسل الكوميدي"سيت كوم" بعنوان "توب فايف" رغم أنه عرض لمرة واحدة وبوقت متأخر على شاشة سورية دراما وإن شاء الله سيعرض مرة أخرى بعد عيد الفطر.

العمل لاقى صدى إيجابيا جداً من زملائي والجمهور العام، وكانت الآراء تقول بأنني قدمت لغة كوميدية مختلفة وصورة جديدة، وأنا أحببت تقديم كوميديا قريبة من القلب بسيطة وخفيفة.

أين أنت في السينما السورية تمثيلاً؟
لغاية اليوم لم يتحقق حلمي بالمشاركة في فيلم سينمائي سوري يُعرض في الصالات ويشاهده الجمهور السوري.

شاركت بفيلم سوري وحيد هو "ليلى"، من إخراج محمد عبد العزيز ولكنه للأسف لم يُعرض حتى الآن، وكانت لي تجربة في فيلم سينمائي مصري عنوانه" على الهوا"، من إخراج إيهاب لمعي، شارك بمهرجان القاهرة، وأيضاً فيلم سعودي "مناحي"، من إخراج أيمن مكرم.

بعد تنفيذك لعمل تلفزيوني واحد، ما جديدك على صعيد الإخراج التلفزيوني؟
عُرضت عليّ أعمالٌ إنتاجها ضعيف فرفضتها لأنني لا أحب أن أكرس هذه الآلية، لأننا بحاجة لأعمال تنتج بزخم مادي كبير، فالدراما بحاجة لمادة كي تتفوق، و"ما في طبخة بتستوي صح إذا ما كانت مكوّنتا كلها موجودة"، ويجب على طبختنا الدرامية ألا تكون ناقصة، المتذوق السوري لديه حنكة ومعرفة وقدرة على معرفة العمل البسيط الذي لم يقدم له فائدة فيبعده عن إحساسه وبالمقابل يستطيع أن يقدر العمل الفني الجيد و"المتعوب عليه" ويتكلم عنه بطريقة جميلة.

ويتم التعاون مع الكاتب زكي مارديني بعد شراكتنا الأولى في فيلم "روح"، وهو بصدد كتابة عمل جديد وحالياً نعقد اجتماعات مكثفة لإنجازه، وأبحث عن جهة إنتاجية تقدم الدعم لهذا المشروع.

شقيقتك سمر غالباً ما تكون بطلة أعمالك، هل يتم اختيارها كونها شقيقتك أم انطلاقاً من موهبتها؟
بعيداً عن كونها شقيقتي، سمر إنسانة موهوبة جداً وهي ممثلة ومطربة وأنا أدعم مسيرتها لأنها صادقة وتمتلك إحساساً جميلاً وتستحق الدعم.

هناك أصوات جميلة لكنها لا تلقى الدعم، وسمر تحاول الجمع بين التمثيل والغناء وتُرفع لها القبعة، وبالدول الأخرى وتحديداً في مصر الشخص الذي يتمتع بهاتين الموهبتين يلقى دعماً كبيراً ويتم تجهيز نصوص خصيصاً له كي تخدم مسيرته، لكن لدينا يقلل من شأن الفنان ويتم حصره وحده ضمن إطار فني واحد، لا أعلم لماذا، الفنان مجموعة أحاسيس وأعتقد أن التمثيل والغناء جميلين جداً عندما يجتمعان.

علاقة قوية تجمعك بشقيقتك هل من منافسة بينكما؟
ليس هناك منافسة أبداً بيننا، نحن توأم ندعم بعضنا البعض، نجاحها هو نجاحي والعكس صحيح، وما أجمل أن تكون الأخوة سند ودعم لبعضها، هكذا تربيّنا وهكذا سنبقى.

والدك هو الشاعر نظمي عبد العزيز، هل أورثك موهبة الشعر؟
أتذوق الشعر بشكل كبير، علمني والدي أن أنتقي الكلمة المناسبة وكيف أقدّم نفسي، والدي أيضاً وضع بداخلي أشياء جميلة كإحساسي بالكلمة ومسؤوليتي تجاهها، فوالديّ تعاونا على تربيتي بطريقة مختلفة وزرعا بداخلي الكثير من الأمور التي تعنيني والحمد لله هذه نعمة من ربي، ولو عاد بي الزمن وكنت بموضع اختيار سأختار أبي نظمي عبد العزيز وأمي هيفاء موره لي ولن أختار سواهما أبداً.

أنت ممثلة ومخرجة..هل تفكرين بالكتابة؟
لا أفكر فيها أبداً مع أنني كتبت فيلمين قصيرين أثناء دراستي للدبلوم وكانا من ضمن وظائفي، ولا أنسى شهادة الكاتب حسن م. يوسف الذي كان أحد أساتذتي، وقال لي "ريم أنت تمتلكين إحساسا كبيرا وأشهد لك بأنك من أهم كتّاب السيناريو في سوريا"، فرحتي حينها لا يمكن وصفها ولا أعطيها لأحد، لكنني بكل تأكيد سألتزم بكوني مخرجة وممثلة، وعلى صعيد الكتابة من الممكن أن أوظفها بتصحيح دوري بأحد الأعمال أو أن أقدم ملاحظات لممثل عند قيامي بإخراج عمل ما.

منصبك في نقابة الفنانين، هل ينعكس على عملك؟
تم اختياري لهذا المنصب عن محبة وثقة وإيمان بأنني قادرة على الوقوف بجانب كل زميل موجود في النقابة، فهذا المكان لا يؤثر في عملي كممثلة أو مخرجة ولا يشكل عبئاً بل أعتبر وجودي مسؤولية تجاه كل زملائي.

ما رأيك بأداء النقابة مؤخراً؟
أداء النقابة خلال وجودنا كمجلس جديد في السنوات الأربع الأخيرة كان موفقاً وجيداً، وقدمنا الدعم والمحبة لكل زميل وفنان سوري لأنه يستحق ذلك، وإن شاء لله مع الأيام سنقدم الأفضل والأحسن دائماً.

قلبك شاغر، فهل تفكرين بالارتباط بشكل جدي؟
لستُ ضد الارتباط بكل تأكيد، لكن مع الشخص المناسب، فالحب ليس كلمة بسيطة، على العكس هي كلمة تحمل كل المعاني هي الحياة والاستمرارية، "أنا مسكرة باب قلبي حتى يجي الشخص المناسب يلي رح يقدر يفتحه".

هل تكررين تجربة الزواج من الوسط الفني بعد زواجك من المخرج سالم الكردي؟
الموضوع لا يتعلق بعمله في الوسط الفني، وإنما القضية تتعلق بما اذا كان شخصاً مناسباً أم لا، وأتمنى أن ألتقي بشخص يمتلك إحساساً خاصاً وقادر على فهمي بطريقة صحيحة ويحب ريم الإنسانة بصدقها وعفويتها وجنونها أحياناً والتي لا تبتعد كثيراً عن ريم الفنانة، حقيقة تعبت على نفسي كي أكون صادقة وعفوية وكي لا أكون بشخصيتين مختلفتين.

لديك ابنة من زوجك سالم... حدثينا عنها؟
ابنتي هيفاء بكالوريا أدبي، أتمنى لها التوفيق بامتحانها وأدعو لها ولكل أولاد سوريا بالتوفيق وخصوصا في ظل هذه الظروف الصعبة.

تحب دراسة الحقوق "قانون دولي"، هي ابنتي وأختي وصديقتي وهي قطعة من روحي وقلبي، تشبهني كثيراً بكل شيء، تحب السباحة ومن هواياتها أيضاً "المزاح"، تغنجني كثيراً وتعاملني أحياناً على أنني ابنتها وأحياناً صديقتها وأحياناً والدتها، أضافت لي إحساسا مختلفا عند ولادتها.

تحمل اسم والدتي التي تولت مسؤولية تربيتها ولولا وجودها بحياتي لكانت حياتي صعبة.