ما أجمل أن تطغى الأعمال الخيرية التي تتمتع بنكهة إنسانية على تلك الأعمال المليئة بالحقد والمنافسات، وما اجمل أن تتحوّل رسالة الفن إلى رسالة تحملها طيّات الريح إلى عالم يحتاج ليد العون.

نحن دائما كصحافة نحرص على تسليط الضوء على الأعمال الخيرية التي يقوم بها أهل الفن، ولكن لاحظنا مؤخرا أن هذا الأمر فاق حدّه، وتخطّى الخطوط الحمر، لتصبح كل تلك الأعمال الخيرية وسيلة لجذب الكاميرات ولفت الانظار.

خلال شهر رمضان المبارك، سارع الفنانون إلى القيام بأعمال خيرية، لكن حضورهم في هذه المشاريع لم يكن مقتصرا عليهم وحدهم، بل أيضا كانت الكاميرا مرافقة لهم طوال الوقت، وكأنّهم قالوا للمشاهدين "اطّلعوا نحنا عم نعمل حسنة".

أشدنا كثيرا بتصرفات بعض الشخصيات هذه، ولكن أن يصل للصحافة خبر عن تغطية شاملة لإحدى الشخصيات الفنية لأعمال إنسانية قامت بها طوال شهر رمضان هو ليس بأمر عادي.

من الجميل أن نمد يد العون، ولكن ليس من المستحسن أن نجعل المتابعين يروا ما قمنا به، فهذا الأمر قد يؤثّر سلبا على الشخص المحتاج، ليتحوّل إلى مادة دسمة يفترسها أولئك "مفجوعين الشهرة"، بالإضافة إلى أن ذلك قد يؤدّي إلى إحراج هذا الشخص أمام الآلاف من المتابعين.

نصيحة من أهل الصحافة، توقفوا عن هذه الأمور التي قد تشوّه سمعتكم بعكس ما تتوقعون، فنحن نعلم العديد من الأسماء مثل الفنانة هيفا وهبي وغيرها ممن يقومون بأعمال إنسانية وخيرية من دون تسليط الضوء عليهم لأنّهم يحرصون على التفريق بين الشهرة وبين حياتهم كبشر يرغبون بمساعدة بعضهم البعض بعيدا عن أنظار الناس والترويج لعمل الخير الذي يقومون به!