الحفاظ على كبارنا من اسمى القيم التي يجب ان نتمسك بها، ومن اقرب هؤلاء الى قلوبنا شخص شغل حقبة غير قصيرة من عمر الكثيرين ولوّن طفولتهم بالابتسامة والفرح وخفة الظل مع فريقه المميز.


الممثل الكبير صلاح تيزاني المعروف بـ أبو سليم، كان لـ "لفن" محطة معه لمعايدته، حيث دار الحديث التالي:

أخبرنا كيف أمضيت الاعياد المباركة، وماذا تقول بهذه المناسبة؟
الاعياد هي من اجمل الاوقات في عمر الانسان وبالنسبة إليّ، انا اعتبر ان للاعياد في لبنان نكهة مميزة غير موجودة في اي بلد آخر، ففي أعياد المسلمين تُعيّد كل الطوائف وفي اعياد المسيحيين كذلك الامر، الفرح في بلدنا مشترك وهذا ما يعطي للاعياد رهجة خاصة نعيشها في كل الاعياد وهذه ميزة غير موجودة في كل الكرة الارضية، ولو ان البعض يحاولون ان يشوّهوا هذا الواقع الا ان تضامننا أفشلهم وسوف يُفشِلهم دائما بإذن الله.

كيف أمضيت العيد خصوصاً انه مناسبة لاجتماع العائلة؟
لم أغادر المنزل لأنني ما زلت أعاني قليلا بعد حادث السير الذي تعرضت له، فإصابة الشاب تختلف عن اصابة المتقدم في السن، انا افضل بكثير ولكنني لست بالنشاط نفسه كما في السابق، " وللعمر حقّو كمان"! كنت اتمنى لو أمضيت العيد مع حفيدي وحفيدتي، ولكنهم وكما معظم العائلات، هم يقيمون في الخارج، فنحن للاسف نُعلّم اولادنا لتستفيد منهم الدول التي يهاجرون اليها، ويا ليت هذا الواقع يتغيّر.

هل تتمنى لو انك عشت ومارست مهنة التمثيل في زمن الماضي ام الحاضر؟

الوسط هو الافضل. ان لبنان في الفترة من الستينيات حتى بداية الحرب في العام 1975، كان في عز مجده وانتاجيته، كنا واثناء اعدادنا لعمل ما، يطلبونه منا في الخارج. كنا نحن اول من قدم برامج تلفزيونية في العالم العربي. ما قبل هذه الحقبة من الزمن لم تكن مناسبة للعمل التلفزيوني، حيث كانت حقبة صعبة، حتى ان شهادة الممثل لم تكن مقبولة في المحاكم، الممثل وكشّاش الحمام كانا يُمنعان من الادلاء بشهادتهما لانه برأي واضعي القوانين في حينها هما يكذبان كثيرا، وقد شاهدت بنفسي الدفاتر التي نُصّت فيها القوانين العثمانية، شاهدتها في المالية في طرابلس وقرأها لي ولبعض الاشخاص شاب تركي، حجم الدفتر متر بمتر! نعم شهادة الممثل كانت مرفوضة، واليوم الزمن صعب، لذا افضل زمن للممثل كان الوسط الذي شهد الزخم والانتاج والابداع، "كنا شاقّين الارض وطالعين منّا"!

أي مسلسل تابعت في رمضان؟
سوف أجيب ليس عن تعصّب او لاي سبب آخر بل عن منطق. نحن ننشغل ببرامج ومسلسلات يقولون انها من واقعنا ويجدونها عادية جدا، عن الخيانة والخداع والكذب والمؤامرات والسرقة وما الى هنالك، وهذه ليست عاداتنا ولا تقاليدنا، لست متخلفا ولا اتحدث من اي منطلق انتقادي، بل لا اجد من المنطقي ان ابحث انا او غيري من الكثيرين ممن يحبون ان يشاهدوا برامج رمضانية تتحدث عن الخير والفضيلة او ذات مغزى في هذا الشهر الفضيل ولا أجد، وهذا غير مقبول! إن المسلسلات العادية يمكن ان تجد لها مكان في اي يوم من ايام السنة في ما يجب ان تعرض في هذا الشهر ولو لنصف ساعة برامج تعيدنا الى مغزى ومعنى هذا الشهر الذي يعود فيه الانسان الى نفسه والى الله والى الفضيلة ويعيد حساباته، وما يعرض بعيد كل البعد عن ذلك. لست ضد وأنا مع التطور، ولكن ايضا يجب ان تكون هناك برامج رمضانية ذات مغزى في هذا الشهر الفضيل.

ختاما....ماذا تتمنى؟
انا اليوم ابلغ من العمر 90 عاما، وقد حققت في حياتي اكثر ما يطمح كل شخص الى تحقيقه وهو محبة الناس، هي كل ما تمنيته وقد حققته، وكما يقول المثل "من نِعم الله عليك محبة الناس اليك"، والحمد لله على كل شيء. وغير ذلك، اتمنى الا اكون عالة على احد وان ابقى بصحتي وهنا استعين بمثل كانت تقوله جدتي " الله لا يتَقّل فينا ارض ولا يكرّه فينا عبد". الحمد لله على كل شي فأنا بصحة جيدة وأقابل الناس وأخرج وأشارك بالمناسبات بين المحبين والاصدقاء، ومجددا أعايد الجميع.