ما حققه من نجاح باهر على صعيد الدراما اللبنانية جعله من المسلسلات المتفردة بلغة درامية لها خصوصيتها.


"كل الحب كل الغرام"، هو رؤية درامية دخلت حلبة المنافسة في الشهر الفضيل الى جانب مسلسلات عملاقة بإنتاجاتها ونجومها العرب، وخصوصا منهم النجوم السوريين، فكان الجواد الرابح منفردا داخل حلبة السباق والذي استطاع ان يجذب نسبة عالية من المشاهدة. هذا العمل من انتاج واخراج ايلي معلوف ( شركة فينيكس ) وكتابة مروان العبد وبطولة نخبة من الممثلين اللبنانيين وحمل عنوان " كل الحب كل الغرام ".
ماذا قال اصحاب العمل عن عملهم هذا؟

حدد المنتج والمخرج إيلي معلوف سر نجاح هذا المسلسل فقال : "نجاح المسلسل قائم على النص الجيد والمخرج المتمكن من ادارة الممثلين، فأنا اعتبر الاستاذ مروان العبد خسارة كبيرة للدراما اللبنانية وسبق ان تعاونت معه في مسلسلين "الارملة والشيطان " و" ياسمينا "، انه استاذ برسم الشخصيات ويجيد تحريكها على الورق".

واستطرد معلوف قائلا:"لا البهرجة الاعلامية ولا العناوين الطنانة ولا الكلفة الانتاجية العالية في غير موقعها تصنع عملا جيدا، العمل الدرامي الجيد بحاجة الى دراسة عميقة ومخرج لديه حنكة بأدارة الممثل، فأنا سبق ودخلت المنافسة في مسلسل " ورود ممزقة " ايام مسلسل " اسمهان "، وحققنا نجاحا باهرا وحاولنا في الحلقات الثلاث الاخيرة الحفاظ على مستوى روحانية النص".

الممثلة كارول الحاج عبّرت عن رأيها بشخصية نسرين بمسلسل " كل الحب كل الغرام "، وعن سر نجاح هذا العمل قالت:"اي عمل تباشر في تنفيذه لا تتوقع له النجاح الساحق، بصراحة أنا لمست في شخصية نسرين سمة الطيبة والتسامح، وكذلك الحال في نفسية ياسمينا سابقا، ولكن الناس تعاطفت مع العمل لانه اعاد للذاكرة الالفة والطيبة وصور الضيعة التي باتت شبه مفقودة اليوم".

وتابعت الحاج كلامها فقالت:"من حلقتة الاولى "علّم" المسلسل لدى المشاهد وخبط خبطته القوية في شهر رمضان المبارك لينافس اعمالا درامية مكلفة من حيث الانتاج والممثلين، وهذه ضربة معلمين من قِبَلِ قبطان العمل السيد ايلي معلوف الى الزملاء المشاركين بالتمثيل".

وأضافت الحاج قائلة: "يعود نجاح العمل لمخرجه وتحديدا للكاتب مروان العبد، فأنا صحيح مقلة بأعمالي لانني ابحث عن الجودة بالمسلسلات وعن الادوار المميزة، لكن نجاح العمل هو من يدعوك اليه".

وانهت حديثها بالقول:"اظن ان العمل لا يحتمل جزءا ثانيا ولن يكون هناك مروان العبد ثانية رحمه الله، واظن ان اي عمل تنفذه بصدق وعفوية يصل الى قلوب االناس بصدق ومحبة".

جيهان خماس التي لعبت دور زينة في المسلسل، عبّرت عن رأيها فقالت:"وجدت بهذه الشخصية شيئا من التحدي، وعندما قرأت النص جذبتني زينة بحقدها اليها فعطفت عليها وزاد من شرارة الحقد زواجها من فادي. لا اظن زينة بالحقيقة موجودة وسر نجاحنا بالعمل هو الالفة والتناغم والمودة بين فريق العمل بدءا من المخرج الى الزملاء الى التقنيين، فنحن نعمل على قلب واحد. اضافة الى ان المسلسل اعادنا الى الضيعة واجوائها واستغرب الكثيرون كيف لعبت الدور وانا لبنانية الجنسية من جذور مغربية.وبالطبع هذا العمل اوجد بداخلي حالة من القلق وبت ارصد اي عمل يُعرض عليّ وادرسه من كافة جوانبه قبل الموافقة عليه".

كما أعربت جيهان عن رأيها ببعض المسلسلات المنافسة فقالت:"اعجبني مسلسل " تانغو " و" الحب الحقيقي " لانني اتابع زملاء عملت معهم سابقا".

اما عن الشر والخير فعلّقت قائلة:"لا توجد شخصية في الواقع مثل نسرين وزينة، انما في حياتنا الحالية نسبة الشر اعلى من نسبة الخير بينما في ذلك العصر كان الخير اقوى من الشر".

وقالت في الختام: "لكل الذين يتساءلون عن سر نجاح المسلسل اقول لهم البساطة ثم البساطة، وانا استغرب انتقاد بعض الزملاء الجارح من الفنانين واقول لهم النقد بعيدا عن المنطق يصبح تهجما".

الممثل الاكاديمي المحترف باتريك مبارك الذي يلعب دور ضابط الشرطة الفرنسي، علّق على العمل فقال:"حاولت ان العب دور الضابط النمرود من دون ان يكرهني المشاهد، فكل منا فيه الشر والخير، وأنا في العمل اتلقى الاوامر من الادارة العسكرية المنتدبة آنذاك للبنان".

وأضاف قائلا:"بدلّت قساوة الدور بالتعابير وملامح الوجه مستخدما احترافي بالفن. انا اعتبر التمثيل حالة تنبع من الاحساس الذي بدوره هو الاداة لايصال المشهد بخطه المستقيم، نبرة الصوت والحركة وتعبير الوجه كلها من ادوات الممثل".

وأضاف: "طبعا كنت أتوقع كل هذا النجاح لان قصته حقيقية وتؤرشف حقبة قاسية من تاريخ الوطن، ناهيك عن الوفاء الكبير الذي صوّره المسلسل ان من الناحية العاطفية وحب نسرين لربيع او الوفاء الوطني للاهالي لوطنهم. جاء العمل كاملا من ناحية الاخراج والممثلين والكاستينغ وحملت القصة هذه الاحداث على مستوى 95 حلقة ولكن للاسف غياب الكاتب مروان العبد يحول دون تنفيذ جزء ثان ربما تطرق الى شخصية نسرين وبحثها عن اهلها".