المزاج المتقلب، أو اضطراب المزاج الدوري، هو شكل من أشكال الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، يتميز بفترات متكررة من الهوس الخفيف (ارتفاع المزاج وانبساطه) وفترات أخرى من الإكتئاب الخفيف (أي عدد قليل من أعراض الإكتئاب)، يكون المريض بين هذه الفترات شخصاً طبيعياً للغاية.


في إضطرابات المزاج تسبب العواطف التي لا يستطيع الفرد التحكم بها إزعاجاً جدياً ومشكلات اجتماعية ومشكلات مهنية أو في كلتيهما معاً.. بمعنى آخر يمكننا القول: تتميز اضطرابات المزاج أو العاطفة بإضطراب أولي في المزاج، يسبب إزعاجاً ومشاكل شخصية ومهنية. هذا الاضطراب يحتاج في كثير من الأحيان إلى علاج.

أسباب إضطراب المزاج
العامل الوراثي: يلعب دورا مهما في نشاة الاضطرابات الوجدانية خاصة ثنائية القطب، وفي دراسة التوأم الحقيقية تظهر الاصابة في 68% وفي التوأم الكاذبة بنسبة 30٪، واذا كان احد الوالدين مصاباً بالإكتئاب فالنسبة بين الابناء نحو 12٪. ان الاصابة تتعلق بمورثات سائدة ذات نفوذ غير كامل تعطي الاستعداد للاصابة. الأبحاث اظهرت وجود علاقة غير واضحة بين الفصام والاضطرابات الوجدانية، وان الزواج بين المصابين بمرضى الإنفصام ومرضى الإضطرابات الوجدانية، قد ينجب اطفالا لديهم فصام أو إضطراب وجداني أو الإثنين معاً. كذلك وجد ارتباط بين الاضطرابات الوجدانية وبعض الامراض الجسدية: ارتفاع الضغط الدموي، أمراض الشرايين والقلب، الداء الرثياني، والسكري.
الشخصية: لوحظ منذ مدة طويلة تَرافُق الاضطرابات الوجدانية مع اضطراب الشخصية الدوري، الذي يتميز بتقلب المزاج بين المرح و الحزن, كما لوحظت العلاقة بين النفاس الوجداني والشخصية الدورية مع الشخصية الممتلئة البدينة، الوجه الدائري، قصر الرقبة، كبر البطن، اطراف واهنة. وهذه الصفات نجدها لدى بعض مرضى السكري، القلب، إرتفاع الضغط، الداء الرثياني.

العوامل النفسية
نظرية التحليل النفسي: يرى فرويد ان سبب الاكتئاب يعود الى السادية في اللاتطور الجنسي للشخصية، وان المكتئب لديه احساس متناقض تجاه موضوع الحبيب الاول "الأم"، ونتيجة للاحباط وعدم الاشباع الغرائزي في مراحل النمو الاولى، يؤدي الى الاحساس بالحب والكراهية بآن واحد. وعند كبره وتعرضه لأزمة كفقدان عزيز او خيبة امل، فيسقط المكتئب صراعاته نحو ذاته ليبدأ الانغلاق والعزلة والعدوان الذاتي، واتهام الانا واحتقارها ثم الافكار الانتحارية، اما الهوس فهو تعبير عن الحرية الطفلية التي تطلق العنان لكل الغرائز.


فرضية التهيؤ (بارون هاوس): يظهر الاكتئاب بسبب التعرض لمشكلات حياتية مؤلمة حديثة يهيئ لهذا العامل المطلق الاسباب التالية : فقدان الام قبل عمر الحادية عشرة .
وجود ثلاثة اطفال او اكثر بعمر اقل من 14 عاما في العائلة الواحدة .
غياب الوسط العاطفي العائلي الدفئ.
البطالة او عدم الاستقرار المهني.
تبدل العوامل الكيميائية والحيوية.

ان الارتباط بين الامراض الجسدية والوجدانية قائم من خلال الملاحظات التالية :
الغدد الصماء: ظهور اعراض اكتئابية عند المصابين بالقصور الدرقي في 40% من الحالات، حتى قبل ظهور اعراض القصور الدرقي.
تشتد الاعراض الاكتئابية او تزداد ما بعد سن الضهي.
يتوقف الطمث او يضطرب خلال النوبات الحادة من المرض .
قد يرافق داء كوشينغ اطوار من الاضطراب ثنائي القطب.
قلة الاضطرابات الوجدانية قبل البلوغ وزيادتها في مرحلة النضج.


الجهاز العصبي: بعض امراض الجهاز العصبي كداء باركنسون، التصلب المتعدد، اورام الدماغ، والصرع، كلها قد تظهر بأعراض إكتئابية أو هوسية.
تحسن الاعراض الوجدانية بالمعالجة الكهربائية المخلجة، يشير الى وجود اضطراب في الجهاز العصبي.

أعراض وعلامات إضطراب المزاج
أعراض اضطرابات المزاج تكون شعور الإنسان بعواطف غير ملائمة للظروف، أو للأحداث المرافقة.
وتشمل مشاعر والحزن واليأس والشعور بالذنب، والتعب، وتغير في الشهية، وصعوبة في التركيز، وصعوبة في الانخراط في المهام اليومية والعلاقات، والهوس.

علاج اضطراب المزاج
يهدف العلاج الى معالجة المشاعر السلبية، مما يساعد الشخص على الشعور بمشاعر طبيعية، ليكون الشخص قادر على مواجهة حياته اليومية.
أحيانا، يكون علاج المحادثة أو العلاج النفسي ليساعد الشخص على التعامل مع الأحداث الصعبة، ويمكن أن تكون كافية لعلاج اضطراب المزاج.
في حالات أخرى، يمكن وصف دواء لتصحيح اختلال التوازن الكيميائي في النواقل العصبية.