تعجّبنا بصراحتها القوية في زمن أصبح فيه الكذب على مشاهد ذكي أمرا عاديا، نسأل دائما لماذا هي سيدة حينما تظهر على الشاشة تخطف أنظار الملايين، ويسألون دائما كيف يمكن لممثل ألا يخذل شخصية لعبها في عالم الدراما، الجواب وبكل بساطة هو لأنّه يحترم ما يقدّمه، ويكرّس وقته على حساب جماله امام النّص الّذي يصل إلى يديه.

الممثلة السورية منى واصف، أثارت في الآونة الأخيرة ضجّة بتصريحها العفوي الذي لطالما لم يعتد على قراءته المتابع يوما، والّذي اكّدت فيه أنّها لم تخضع لأية عملية تجميل لكي يقبلها المشاهد، وأنّه من غير المنطقي أن يصغر الممثل والمشاهد يكبر.

للأسف يا من أعطيتِ سنوات من أجل خدمة الشاشة، هذا الزمن أصبحت فيه الممثلات يظهرن على الشاشة من أجل إبراز جمالهنّ، بغض النظر عن متطلبات الشخصية.

نحن لسنا ضدّ عمليات التجميل، ولكن نحن ضدّ الاستهتار بوقت متابع يشاهد وجوهاً مثل "البلاطة" لا يمكنه حتّى أن يميّز بين ضحكتها أو بكائها لكثرة الشد وعمليات النفخ في الوجه.

دائما نقول إنّنا ننقل الواقع بأعمالنا الفنية، وأنّ الفن رسالة، ولكن هل صادفنا في حياتنا فقراء ليس معهم ثمن رغيف الخبز اشتغلوا بوجههم بآلاف الدولارات؟

نعم، نحن نشاهد ذلك في الأعمال الدارمية التي تقدّم لنا، لا بل نشاهد أكثر بكثير من ذلك. فنرى تلك السيدة التي تمثّل مشهدا تاريخيا تكون محقونة بعشرات إبر "البوتوكس".

هل إذا عدنا بالتاريخ إلى الوراء سنرى تلك الفتيات اللواتي حاربن من أجل أرضهنّ يتمتّعن بملامح مصطنعة؟

بالفعل يا سيدة الشاشة، تعليقك جاء في وقته، جاء في الوقت الّذي نرى فيه اختيار الشخصيات على أساس جمالهنّ وليست الموهبة التي يتمتّعن بها.

قلتِ إنك سيدة متصالحة مع نفسها، وهل من الممكن أن نجد ممثلات متصالحات مع انفسهنّ يستيقظن من دون ماكياج في المشهد، ويظهرن على الشاشة بهدف المنافسة على من يستطيع إيصال رسالة الفن بدلا من المنافسة على ألقاب الجمال؟

يمكننا ان ننصح تلك السيدات الجميلات بأن يتعلّمن قليلا من العبارة التي أرادت إيصالها الممثلة منى واصف، وأنهن إذا أردن أن يبرزن جمالهن الأفضل أن يبتعدن عن عالم الدراما ويشاركن بمسابقة أجمل وجه بلاستيكي.

في النهاية، نتوجه بالشكر إلى كل المنتجين الذين يطلبون القديرة منى واصف لتشارك في أعمالهم، في مقابل منتجين يجبرون ممثلات على الخضوع لعمليات تجميل لإعطائهن أدواراً.