هو ممثل لبناني مبدع، لم يثنه تخليه عن جنسيته اللبنانية وهجرته إلى الخارج عن العودة إلى الوطن وإثبات حضوره من جديد هو الذي لم يغب من الأساس عن ذاكرة المشاهدين من خلال الأعمال التي تركها.

نراه اليوم في كل زاوية من زوايا الفن، فهو ركن اساسي في الفن اللبناني، نراه في السينما وعلى الشاشة الصغيرة وأيضاً ولو بشكل محدود على المسرح، وكأنه يعوّض فترة الغياب.

نراه بأكثر من شخصية حيث يثبت تمكنه من التأقلم مع كل الأدوار التي يعيشها بلحظتها وينساها لاحقاً منتقلاً إلى جو شخصية أخرى تعكس جانباً جديداً من شخصيته الفنية الفريدة من نوعها والمميّزة.

وللوقوف على أجدد أعماله، كان لنا هذا اللقاء مع الممثل أسعد رشدان.

أين تجد نفسك أكثر، في السينما او الدراما او المسرح؟

أنا أستطيع ان أعبّر عن نفسي أينما كان، ولكنني أفضل المسرح أكثر، وهذا ما حصل معي في مسرحية الأب فادي تابت "ثورة النساك" العام الماضي، وحينها عُرض عليّ أكثر من عمل فكنت صريحا أن لدي عمل مسرحي فإن إستطعتم التوفيق بين عملي وعملكم انا حاضر، فقمت بالمسلسلات مع بقائي في المسرحية.

ماذا تخبرنا عن أعمالك الجديدة؟

مؤخراً صوّرت فيملين، الأول "ساعة ونص" مع المخرج نديم مهنا، والثاني " ولاد النواب " مع المخرج فوزي بشارة.

ماذا عن أصدائهما؟

"ساعة ونصف"، حقق نجاحاً ملحوظاً وبقي على فترة أربعة إلى خمسة أسابيع محتلاً المركز الأول على شباك التذاكر، أما بالنسبة لفيلم "ولاد النواب" فنحن تعذبنا بعرضه ولا أدري ماذا أثير ضده، فمن أول يوم افتتاح وأبطال الفيلم يتعاركون مع بعض!!

كما املك تسجيلات لما حصل مع الناس عندما قرروا الذهاب لحضور الفيلم، فإما كان يقال لهم ان افلاما اخرى اجمل منه ليشاهدوها، أو يقال لهم إن الفيلم غير موجود!

هل تعتقد أن هناك خلفية سياسية حول الموضوع؟

كلا، لكن العنوان أحدث لغطاً وبلبلة، لكنني أعتقد أنه تجارياً الأشخاص الذين لديهم أفلاما شعروا بالقلق وخصوصا بسبب عنوانه الذي أتى مع فترة الإنتخابات، مع انه فعلا اعداده سبق موسم الانتخابات، ولكن عنوانه السياسي يغش، علما انه في مضمونه غير سياسي.

تعتقد اذا أن تاريخ عرضه كان غير مناسب؟

على العكس، تاريخ عرضه كان مناسباً جداً، ولكنه لم يكن مناسباً للمتضررين، وهذا أمر واقعي وليس كدعاية! فأنا واقعي وصريح ووقح في بعض الأحيان فالفيلم جيّد ويمتلك كل مقومات النجاح من النص الى الاخراج فالممثلين.

ماذا تخبرنا عن أعمالك الدرامية حالياً؟

شاركت وأشارك في عدد من الأعمال مثل:"أصحاب 3"، "سكت الورق"، "ومشيت" و"طريق".

أعشق "أصحاب ثلاثة"، لأن موضوعه جميل وقصته طريفة وعفوية، "ومشيت" أقوم بدور جميل جداً فيه مع الممثلة كارين رزق الله.

أما بالنسبة لمسلسل "طريق"، فأنا أقوم بدور محام صاحب شخصية تحمل الطابع السيء.

وكذلك مسسلسل "سكت الورق" الذي يلقى أصداء كبيرة حالياً من حيث القصة والتنفيذ والإخراج الجيد، هو مميز جداً، وأقوم فيه بدور أحد أزلام الحرب السيئين الذين كانوا يهجرون الناس ويستزلمون لزعماء وينفذون لهم رغباتهم بشكل سيء.

دورك في مسلسل "موت أميرة" كان صغيرا جداً ولكن مؤثر، لماذا قبلت به؟

الدور جداً جميل، فهو مفعم بالمشاعر والعواطف والمواقف، وبالنسبة لي هذه الحلقة التي ظهرت بها في المسلسل كانت بالنسبة لي بمثابة عمل متكامل.

ماذا عن دورك في طريق؟هذا الدور الذي نرى فيه أسعد رشدان للمرّة الأولى وهو يحاول الإعتداء على فتاة؟

أنا أحب التحدي، وعندما يكون لديك باب لكي تظهر إمكانياتك فسوف تستغل ذلك، فأنا أتمنى أن تكون الأدوار منوعة.

ما هو الدور الذي لم تحصل عليه بعد ولكن تتمنى ان تلعبه؟

تقريباً لعبت كل الأدوار ولاسيما في هذا الموسم بين الشخصية الإنفعالية في "موت أميرة" والشخصية الشهوانية في "طريق" والشخصية ذات القسمين الشرير من أزلام الحرب، و الشخص المصاب والذي يعاني في "سكت الورق".

ماذا تتابع من المسلسلات التي تعرض حالياً؟وما هو المسلسل الذي نال اعجابك؟

أتابعها كلها تقريبا، ولكن أتى الرد على لسان زوجته والتي وافقها على ان الأفضل هما "طريق" و "ومشيت".

هل هناك من دور أو عمل شاركت فيه وندمت عليه؟

قمت بمسلسل أسميته حينها"خدعوني في هنادي" ضمن مقابلة مع احدى المجلات. هو مسلسل جميل جداً إسمه "هنادي" من بطولة الممثل إحسان صادق والممثلة الراحلة هند أبي اللمع، وكان على اساس ان دوري مهم في العمل لأُفاجأ بأن الدور بسيط ولم يكن كما وُصِف لي.

فمشكلتنا انهم يعطوننا الدور من دون ان يعطونا نص المشاهد كاملة، فتضطر أن تأخذ الدور على أمل أن يكون كما هو متفق عليه. هذا العمل لست نادماً عليه بل أشكر ربي لأنها كانت فرصة لي أن أعمل مع هند أبي اللمع، ولكن كدور بمسلسل، كنت أفضل أن لا آخذه.

هل هناك من دور تمنيت لو كان لك، أو عمل تمنيت لو أنك شاركت به؟

هناك الكثير من الأدوار، ولكن هناك دور لفتني وكنت أتمنى لو قمت به وهو دور الممثل عمار شلق في مسلسل "علاقات خاصة"، مع الإشارة إلى أنه من غير الممكن أنني لو أديت الدور كنت لأُؤديه بشكل أفضل من عمار شلق، بل لربما كان سيكون أدائي مثله ولكنني كنت أحب لو كان الدور لي.

ما رأيك بالدراما اللبنانية بشكل عام؟

هي في تحسن عن الماضي، قبل أن أهاجر وأعود، وهذا طبعاً بفضل التكنولوجيا الجديدة التي تدخل على كل بيت وتعطيك صورة أنقى وجميلة.

ومن جهة ثانية، الدراما كغيرها من الفنون هي صورة عن البلد، فعندما يكون البلد في وضع سيء والوطن غير موجود فإن كل شيء فيه يكون على صورته ومثاله.

هناك الكثير من الأعمال التي تعرض حاليا ذات مستوى عالي وتبشّر بالخير وخصوصا لجهة المنافسة القوية بين الأعمال وهو دليل خير على تقدم الدراما وتطورها.