جورجيت سبات، الشابة التي وقعت في حب واحد من أشهر ممثلي الكوميديا عبد السلام النابلسي، رحلت بصمت، فأسدلت الستارة على قصة حب ووفاء جمعت النابلسي وسبات.

جورجيت وعبد السلام إلتقيا في بيروت، وتزوجا في العام 1963، وإجتمعا على الحب، على الرغم من أنهما من ديانتين مختلفتين، كما أن فارق السن لم يقف عائقاً في وجه حبهما، فعبد السلام كان يكبر جورجيت بحوالى 45 عاماً.

رحل عبد السلام في العام 1986، وذلك إثر عودته من تونس حيث كان يصور فيلماً برفقة الممثل فريد شوقي، فتدهورت حالته الصحية وتوفي في سيارة الإسعاف قبل أن يدخل المستشفى، وبعدها أصبحت جورجيت النابلسي تنزعج كلما شاهدت أفلامه على الشاشات، ولكنها بعد فترة، أصبحت تفرح لأنها تتذكر أنها أمضت مع عبد السلام أجمل أيام حياتها.

جورجيت التي عرف إسمها في الوسط الفني كممثلة، وشاركت في الكثير من الأعمال نذكر منها "المغامرة"، "حياتي"، "عازف الليل"، "حول غرفتي"، "البخلاء"، "الدنيا هيك"، أصبحت بعد رحيل عبد السلام تحمل رسالة الوفاء لزوجها، فكانت خلال كل لقاءاتها الإعلامية والصحفية تتحدث عن عبد السلام أكثر من ما تتحدث عن أعمالها، وكانت تجيب بكل شغف، عن كل الأسئلة التي تتعلق به، وتحكي قصة الحب التي لا مثيل لها.

هي الممثلة التي لفتت إنتباهي منذ طفولتي، وخصوصاً في مسلسل "المغامرة" ومسلسل "الدنيا هيك"، فكنت أبحث عنها بإستمرار، إلى أن إستطعت أن أجري معها لقاءً إذاعياً عبر إذاعة لبنان، فحكت عن أجمل ذكرياتها مع زملائها الممثلين، وعن زوجها الحبيب عبد السلام النابلسي.

واليوم بعد رحيل جورجيت، التي تحملت ألم مرضها بصمت، من واجب كل من عرفها أن يبقى وفياً لها، جورجيت الإنسانة المعطاءة التي كانت تضج حباً وعطاءً، لم نسمع يوماً عن خلاف بينها وبين أي زميل لها، كما ولم نقرأ أي خبر يسيء إليها، فهي كانت قريبة بعيدة، تطل بين حين وآخر على لبنان، لتطمئن على أقربائها، وتستعيد فيه ذكرياتها مع عبد السلام.

جورجيت سبات النابلسي، بطلة مسلسل "المغامرة"، كانت فعلاً مغامرة في حياتها، ونجحت في أن تكون مثالاً يحتذى به في الأخلاق والحب والوفاء.