كأي شخص يتطور ويرتفع وكأي أمر ينضج ويكبر، يصطدم ببعض العقبات والمنتقدين واعداء النجاح .

هكذا نشبّه الدراما اللبنانية التي تتعرض خلال هذا التطور الذي تعيشه منذ السنوات الماضية، إلى بعض المعرقلين أو "المحاولين لعرقلتها" والتشكيك بهويتها.

دراما لبنانية؟ يسأل البعض، ونقول: نعم لبنانية .

من جهة لا مشكلة بالتسمية، ومن المعيب في هذا العصر ان نضع جنسية معينة للمسلسل، إلا أن تبادل المواهب بين بلد وآخر لا ينقص من اهمية العمل ولا يفقده هويته الأصلية.

يشارك ممثلون وفنيون وتقنيون سوريون في دراما لبنانية، وهذا التبادل هو دليل صحة، ففي عصر تأثرت الدراما السورية بالوضع الصعب الذي يعيشه البلد الشقيق، كانت الدراما اللبنانية-السورية المشتركة حلا مناسبا لتقديم اعمال جديدة وحين يحصل هذا التبادل يأتي لصالح الطرفين.

هذه الظاهرة وصلت الى ذروتها في أبرز مسلسلات هذا العام في شهر رمضان، وهي تانغو وطريق والهيبة وجوليا، وقد جاءت هذه الظاهرة ملفتة وممتعة بالوقت نفسه. في هذا العمل مخرج سوري بطلة لبنانية وبطل سوري، وفي ذلك العمل مؤلف لبناني بطلة لبنانية وبطل سوري .



بعد هذه اللوحة الجميلة التي رُسمت، يحاول البعض التقليل من قيمة الدراما اللبنانية، ويرفضون بالنهاية اندراجها تحت اسم الدراما اللبنانية إذا ما حصل الامر. وهذا مرفوض.. نعم انها دراما لبنانية، فالمنتج لبناني والتصوير في مناطق لبنانية والشاشات لبنانية والاعلام الذي يدعمها هو لبناني والهوية لبنانية، ومع محبتنا الى كل من يشاركنا فيها واحترامنا لاحترافهم ومواهبهم، الا انه من غير المنطقي ان ننتزع جنسية هذه الدراما منها وان نتنكر لإيمان المنتج اللبناني وثقته بها ومجازفته ليجعل كل هذا الفريق يعمل ويضعه تحت الاضواء.

الى من يحرمنا كلمة "دراما لبنانية" نقول كفى عنصرية واجحافا بحقها، فحين نرى عملا لبنانيا يستحق الانتقاد نكون اول من ننتقده بهدف التحسين والتطور، ولكن حين نحصل على دراما لبنانية محترفة وناجحة بمستوى عالٍ فإنه من غير المنصف أن نُحرم من تسميتها "لبنانية".