هي ذاكرة الاعلام المرئي وسيدة الدار في الشارع الاعلامي وتحديدا في تلفزيون لبنان ايام عزه وتألقه، وهي نفسها من كتبت عناوين مهنة المتاعب تاركة رصيدا مميزا ومشرقا وارثا اعلاميا شكّل للجيل الشاب من الاعلامين نهجا ومنارة مضيئة تنير مشوار نضالهم في ظلام مهنة المتاعب.


جاندارك ابو زيد فياض، المذيعة التي جالت تلفزيونيا على العديد من الافكار والبرامج وقدمت الروائع، كانت من المكرمين في حفل الموريكس دور هذا العام، وايضا من المكرمين على موقع الفن عبر هذا اللقاء معها.

جاندارك ابو زيد فياض، ماذا اضافت جائزة الموريكس دور الى رصيدك الاعلامي؟
بصراحة اضافت قيمة معنوية، فالمحارب بعد رحلته الطويلة بحاجة الى راحة وسكينة وهذه الجائزة بمدلولها المعنوي غالية على قلبي لانها جائتني في اجمل مرحلة من حياتي.

تحبين صدفة الموريكس؟
طبعا هي من الاصداف العريقة في حضارتنا الفينيقية، لانها الاكتشاف الذي لونّ القماش وعرّفنا على حرفة الصباغ.

من خلال موقعك اليوم كمراقبة للحركة الاعلامية، هل انت راضية على حال الاعلام؟
بصراحة" راضية ومش راضية "، لأن غالبية البرامج التي تعرض على الشاشات اصبحت "هشة" وتفتقد الى الحنكة والبراعة بالاعداد والاسلوب الاعلامي الراقي.

ما هو السبب الرئيسي لانتشار هذه الفوضى في الشارع الاعلامي؟
الاستخفاف اولا، نحن نفتقد للجدية في العمل والالمام لان الاعلامي المثقف والمطّلع على عمله يكون سلسا من ناحية المعرفة ونطق الحروف وادارة الحوار بحرفية عالية.

بماذا تميز جيلكم عن جيل اليوم؟
تميز بأشياء كثيرة، نحن ابناء جيل اعلامي له خصوصيته التي تقوم على الشمولية بالمعرفة والقدرة على ادارة الحوار. انا اليوم اخجل بلقب اعلامية.

برأيك "السوشيل ميديا"، أثّرت اليوم سلبا على الاعلام؟
الزمن لا يتغير انما ذهنية الانسان هي التي تتغير، بالماضي كنت أنا شخصيا قبل قراءة نشرة الاخبار أطّلع على الصحف اليومية واي خبر من محطات اجنبية مثل الـ BBC كنت أترجمه وانقحه لغويا ثم اقدمه، للاسف اليوم الكل يستنسخ عن الكل مما يفقد المصداقية بالخبر.

الثقافة العامة هي حاجة ضرورية عند الاعلامي؟
طبعا، بل هي الاساس في بلورة شخصيته الاعلامية وتمايز هويته. الشمولية بالثقافة تساعد الاعلامي على توضيب افكاره واسلوبه بعيدا عن الرتابة والملل.

لماذا نجوميتكم ظلت ثابتة اكثر من نجومية جيل اليوم؟
لانها قامت على الكفاح والنضال والاجتهاد، ايضا كانت الاجواء التي عشناها اعلاميا تسيطر عليها روح التآخي والمحبة والمنافسة الشريفة، وكانت ايضا وايضا قائمة على التواضع.

لاي مدى القراءة على الشاشة مسألة خطيرة؟
ليست خطيرة بل سهلة، انما على القارىء ان يكون متمكنا من قواعد اللغة فالجملة التلفزيونية تختلف عن الاذاعية لانها سريعة وقصيرة ومختزلة.

هجرتك الى اميركا وتحديدا الى لوس انجلوس اسست لمرحلة اعلامية اغترابية جديدة؟
صحيح، حملت وطني معي الى دنيا الاغتراب، فأسسنا تلفزيون " وطن " وعلى الرغم من مساحة تلك البلاد شكّل هذا التلفزيون ذاكرة للشعب اللبناني المغترب فالتف حوله ابناء الجالية اللبنانية لانه كان يمثلهم وبالتالي اقام هذا التلفزيون جسر عبور ما بين لبنان المقيم الصامد بوجه الحرب اللعينة ولبنان المغترب المتعطش للوطن.

ماذا تقولين عن تلفزيون لبنان اليوم؟
عندي غصة حزينة على حال تلفزيون لبنان اليوم. كان هذا الصرح في زمن الامس منارة اعلامية مشعة لكل الوطن العربي ومصنعا للريادة وجامعة تخرج منها رواد العمل الاعلامي الذين سطروا امجادا في ارجاء المعمورة.

لاي مدى تستيقظ الذكريات في يومياتك؟
انا بنت ذاكرة خصبة مليئة بالاعمال التلفزيونية الشيقة. اتذكر كيف كانت اسواق بيروت تغلق ابوابها عند عرض اي عمل من اعمالنا، طبعا هذه الذكريات تنتفض في ذاكرتي بين الحين والاخر.

هل يعتبر برنامج " السجل الذهبي "ارشيفا مهما للمكتبة في الشرق؟
اكيد لانني استضفت فيه اكثر من شخصية نافذة لها اثرها البالغ، تكفي استضافة الفيلسوف مخائيل نعيمة وعبد الله العلايلي، اميلي نصر الله، ونزار قباني. ايضا برنامج " مجالس الادب " نال نصيبه من النجاح.

الوزير ميشال اده باع برنامج "مجالس الادب" الى الاتحاد السوفياتي ؟
نعم...كان حينها وزيرا للاعلام ومتابعا دائما للبرنامج، وذات يوم فتح باب غرفتي في تلفزيون لبنان وقال لي : "جانو بعناكي". استغربت جملته لكنه ضحك وأعلمني بأنه باع البرنامج الى الاتحاد السوفياتي.

كيف تعيشين اليوم؟
أعيش بسلام داخلي، استغل اوقاتي وازور الاصدقاء والصديقات.

متى يستقيل الاعلامي من مهامه ؟
بالغرب كلما تقدم الاعلامي في مهنته كلما ازدادت حرفيته ومهارته وخبرته، للاسف عنا بالشرق يبقى العمر عائقا في طريق الاعلامي. انا بنظري الاعلامي لا يستقيل لطالما هو قادر على العطاء.

ماذا يشغل بالك اليوم؟
طبعا هنالك الكثير من الامور، انما نفسيا انا مطمئنة لا يوجد ما يزعجني لانني امتص كل شيء من حولي، لا اعرف الحقد ودوما اتساءل لماذا كل هذا التشنج؟ لديّ من يساعدني في البيت وسعيدة وسط عائلتي.