فيلمه " الاعصار"، حصد جائزة مهرجان قرطاج السينمائي ووضعه على لائحة المخرجين المميزين وعمله في الدراما التلفزيونية كان وليد الصدفة.


كانت بداياته في اوائل التسعينيات من القرن الماضي، وتحديدا من "اوكرانيا"، حيث تخصص في الاخراج السينمائي وقام بتنفيذ اربعة افلام قصيرة هناك. نال جائزة مهرجان قرطاج السينمائي الدولي عن فيلمه الروائي " الاعصار "، ولكن الصدفة اخذته الى الاخراج الدرامي على الشاشة الصغيرة فقدم العديد من المسلسلات التي انطبعت في ذاكرة المشاهد وابرزها : "لمحة حب"، "الليلة الاخيرة"، "بنت الحي"، "من احلى بيوت راس بيروت"، باب ادريس"، "احمد وكريستينا". ومن اعماله السينمائية: "الاعصار"، "مشوار"، "جبران خليل جبران"، ووثائقي عن مسيرة الست نظيرة جنبلاط .
سمير حبشي يختصر مشواره الفني، عبر هذا اللقاء .

بدايةً، مبروك جائزة الموريكس دور.
الله يبارك فيك.

ماذا تضيف مثل هذه الجوائز الى رصيد المكرم؟ وما مدى مصداقية قيمتها عنده؟
اولا، مثل هذه الجوائز هي بمثابة التفاتة كريمة ومبادرة تقدير للفنان، فهي ذات قيمة معنوية رفيعة المستوى ومؤثرة معنويا عند الفنان.
ثانيا مثل هذه المهرجانات تخلق جوا من الالفة والانسجام والتلاحم فيما بين الفنانين لتبقى مصداقيتها في مضمونها.

سمير حبشي من السينما الى التلفزيون بعكس ما كان يحلم الآخرون من زملائك؟
تقصد المخرجين الذين جاؤوا من الدراما التلفزيونية او الفيديو كليبات الى السينما؟ حين عدت الى لبنان اتصل بي الكاتب مروان نجار مستفسرا ان كنت راغبا بخوض الاخراج الدرامي التلفزيوني، تعاونّا معا ونجحنا فوجدت نفسي بالصدفة في قلب اللعبة التلفزيونية انما عملي دائما برؤية سينمائية.

ما هو سر نجاحك على الشاشة الصغيرة؟
للنجاح في حياتنا مقاييس وضوابط مهنية، فأنا عملت تلفزيونيا بالطريقة السينمائية كما قلت لك، لان منهجية خلفيتي الفنية سينمائية. أقصد بكلامي هذا ان رؤيتي للدراما التلفزيونية كانت سينمائية وهذا ما ميّزني عن غيري.

ماذا عن اللمسات الاخيرة لمسلسل "ثواني"؟
بصراحة انا منشغل بالمونتاج لهذا السبب متخفٍ عن الانظار. العمل شيق جدا وتدور احداثه في 60 حلقة.

لأي مدى اللغة السينمائية تؤثر على مستوى الدراما التلفزيونية؟
سؤالك خطير جدا! فاللغة السينمائية ترفع من مستوى الدراما اذا وُظّفت بمكانها السليم، تُجمّلها، تُثريها وتعطيها رونقا خاصا ومميزا سواء من ناحية الشكل او المضمون.

انت راضٍ عن الدراما اللبنانية اليوم؟
بصراحة الدراما عندنا تشبه لبنان بكل تكاوينه السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، فالفن مرتبط بالسياسة والامن. الدراما بالاجمال تخطو نحو الامام والازدهار، انما في بعض الاماكن مازالت مقيدة ومرتبكة.

تؤثر الدراما بشكل غير مباشر على واقعنا الاجتماعي؟
اكيد، فهي المرآة التي تعكس خفايا ومشاكل الحياة في شارع الوجدان الانساني. نحن ابناء دول العالم الثالث، لدينا فيض من الاشكالات والنزاعات على صعيد الحياة الاجتماعية، وكل هذه العراقيل تمتصها الدراما وتفرزها على الشاشة.

كيف تقيّم وضعية المسلسل اللبناني في سوق التسويق؟
كسر المسلسل اللبناني حاجز الانطواء والانحصار على الذات وحقق انتشاره عربيا بفضل مجموعةمن المهتمين والنجوم الشباب، فاتسعت مساحة تسويقه، انما ابرة الميزان في هذا الشأن مازالت غير ثابتة لان الاعمال الرديئة تؤثر على النوعية الجيدة.

ما هو معدل نسبة الاعمال الهابطة؟
دعنا نقول النسبة توازي الاعمال الجيدة.

تخاف على مصير الدراما اللبنانية؟
انا قلق اكثر مما انا خائف، فالدراما تتطور سنة بعد سنة سواء اخراجيا او انتاجيا، وبدأت تتبلور وتتموضع في مكانها السليم.

غيابك عن السينما يؤثر على مكانتك فيها؟
العمل السينمائي مضني جدا ومختلف تماما عن التلفزيون. أنا اكتب اعمالي السينمائية وانتظر الجهة المموّلة واحيانا نضطر للاستعانة بتمويل من الخارج، لهذا السبب المساحة الزمنية تطول كثيرا، بينما في التلفزيون المساحة الانتاجية قريبة جدا. عملي في التلفزيون ثبّت تواجدي على الساحة الفنية وبشكل مميز ولكن في أعماقي عشق كبير جدا للسينما.

عملك مع شركة " مروى غروب" قائم على عقد احتكار؟
اولا انا مخرج مما يعني انني حرّ طليق، وثانيا أنا ارفض عقود الاحتكار. تلقيت عرضا مقبولا من شركة " ايغل فيلمز " لتعاون فني مدته 3 سنوات اقدم فيه اعمالا سينمائية وتلفزيونية.

​​​​​​​هل وافقت عليه؟
ليس بعد....

كثرة الشاشات ساعدت على الانتشار الدرامي؟
الموضوع في هذه المسألة شائك جدا. انتشار الشاشات وكثرتها فتح اسواقا عريضة للعرض الدرامي، لكن الفوضى ساهمت بتدني بعض هذه العروض. بصراحة هذه الشاشات بحاجة للجان مختصة بالدراما ليكون التقييم سليما.

​​​​​​​هل تعتبر الدراما في هذا العصر هي سيدة الموقف؟
صحيح، اصبحت الدراما على جانب من الاهمية مثل السينما، فالاولى مجانية تزور المشاهد والثانية تجارية يدفع ثمن البطاقة ليشاهدها.

لماذا لم يبق سمير في اوكرانيا وينطلق عالميا؟
لا انكر ابدا أن اوكرانيا وكواليس الاخراج فيها أوصلتني الى العالمية، ولكن هذا الامر لم يكن من اولوياتي على الرغم من وجود الفرصة هناك، فأنا يهمني وطني وافاخر بضيعتي ( دير الاحمر )، وركزت في الاعمال التي قدمتها على الواقع اللبناني لانني اعتبره طريقي الى العالمية، الفن الاصيل هو وليد الواقع.

إلى أي مدى موقعك الاكاديمي في كلية الفنون كرئيس لقسم المسرح والتلفزيون والسينما، ساعدك على اطلاق المواهب الجديدة؟
من الطبيعي الاستفادة من طاقات الطلاب في الجامعة والاستعانة بهم في اعمالي. ولكن هذا لايعني بأني اساير على حساب مهامي كمخرج اكاديمي، على العكس اوظف الموهبة الفتية في موقعها السليم، يجب ان يكون الكاستينغ متوافقا مع شكل الشخصية .