كاتبة وممثلة مسرحية، واكاديمية محاضرة في الجامعة اللبنانية للفنون.

ممثلة بارعة لعبت العديد من الادوار الصعبة وخصوصا في مجال الكوميديا الراقية والبنّاءة، تاركة بصمة مضيئة في ذاكرة النقّاد والمشاهدين.
بيتي توتل، الفنانة المكرمة في الـ "موريكس دور 2018"، تفتح قلبها لموقع الفن لتفصح عن ما يختلج فيه من قضايا فنية شائكة، في هذا اللقاء.

بيتي توتل ، هل تعتبرين ان جائزة الموريكس دور جاءتك متأخرة؟
(تضحك)...بصراحة تربطني علاقة صداقة بالاخوين حلو، وكنت اشغل منصب عضو تحكيم في لجنة المهرجان عام 2011، وأعلم جيدا صعوبة الضغوطات التي يعاني منها المشرفون على تنظيم المهرجان. لم يكن الوقت والزمان هما الأهم، بل المهم أنها وصلت ومشكورون على هذه المبادرة.

ما هو تقييمك لهذه الجائزة بالذات؟
لربما هي الجائزة الاكثر حساسية واهمية بين جوائز الموريكس دور، لانها ترمز وتخص المسرح الذي يجسد معلما ثقافيا من معالم الثقافة في العالم. هذه الجائزة قّيمة جدا لانها ترمز الى دور الثقافة وتأثيرها على حياتنا وسلوكياتنا.

برأيك، الثقافة في لبنان والوطن العربي ما زالت بصحة جيدة؟
القطاع الثقافي بكل مرافقه اصابه فيروس السوشيل ميديا، فأصبحت ميكانيكية الفكر رهينة لكبسة زر، ولم تعد مسألة البحث عن المعلومة بالامر الصعب، هذه الرفاهية أثّرت بمكان ما على الابداع واحاطت ثقافتنا بالخطر.

تؤيدين كممثلة اكاديمية البرامج الانتقادية التي تعتمد اسلوب الشانسونييه الممسرح على شاشات التلفزة؟
سؤال وجيه جدا، أنا لست ضد الشانسونييه الصح، وعملت فيها مع: بيارشمسيان واندريه جدع وكنت فخورة بهذا العمل لانني قدمت فنا انتقاديا راقيا وصعبا. اليوم لسوء الحظ معظم هذه البرامج تحتوي على مشاهد ساخنة مليئة بالاستهزاء والسخرية والكلام غير اللائق اجتماعيا.

تقصدين تسودها حال من الفلتان؟
لا احب التجريح، فالكوميديا الحقيقية لا تقوم على التهريج والكلام الوقح، بل تقوم على الموقف الكوميدي المضحك بظاهره والمبكي بمضمونه وهذا الفن من اصعب الفنون .

نلاحظ في الآونة الاخيرة دخول الممثلين بكثرة عالم تقديم البرامج، هل تؤيدين هذه الظاهرة؟
الممثل بفضل موهبته قادر على ايصال الفكرة بالشكل السليم، ولكن عالم التقديم له خصوصيته. بصراحة لم يُعرض عليّ تقديم برنامج، فالمسرح يشغلني حاليا وكل اهتماماتي منصبة عليه فهو يحتاجني اكثر من اي قطاع آخر.

لعبت في مسلسل " الدنيا هيك " بنسخته الجديدة دور الست وردة، عندما تسترجعين ذكريات هذا الدور الذي سبق ولعبته الكبيرة الراحلة ليلى كرم، ماذا تشعرين؟
صدقا اشعر بالاعتزاز وبالفخر،واعتبر مشاركتي في هذا المسلسل بالذات في نسخته الجديدة شهادة تقدير لعملي الفني وثقة كبيرة من النقاد.

لماذا قدر الممثل ان يعيش القلق دوما؟
لان القلق حاجة ضرورية للفنان وهو مفتاح نجاحه، والفنان الذي لا يعيش هذا الشعور يكون عديم المسؤولية. الممثل المسرحي يعيش القلق بصورة مضاعفة لان باب رزقه مرتبط بالاوضاع السياسية بالبلد واي هزة صغيرة قد تسبب له ضررا فادحا.

لدينا ازمة مسرحية اليوم؟
اكيد عندنا ازمة مسرحية صعبة جدا وحقوق الفنان عموما والمسرحي خصوصا مهدورة. وزارة الثقافة مشكورة على دعمها لهذا القطاع ولكنها لا تمتلك الميزانية الكافية التي تساعدها على النهوض بالمسرح.

لماذا تفرغت بيتي توتل للمسرح اكثر من التلفزيون؟
لانني بالمختصر المفيد درست المسرح والكتابة والاخراج فيه، ووجدت نفسي اكثر في هذا المجال.

عطاءاتك في المسرح لها خصوصيتها؟
اكيد، لانني قدمت الكوميديا الراقية على المسرح البعيدة عن التهريج والايحاءات والالفاظ الرخيصة، وهذه هي مهام المسرح ودوره في تثقيف الناس.

​​​​​​​​​​​​​​الى اي مدى تلعب الصالات المسرحية المجهزة دورا بانعاش المسرح؟
للاسف هذه الازمة بحد ذاتها تكاد تقضي على تاريخنا الثقافي في زمن كان لبنان من اوائل المسرحيين في الوطن العربي. ليس لدينا صالات للمسرح مجهزة تقنيا والدولة لا تعتبر هذا الملف من الاولويات، ومن واجب الجهات المعنية وخصوصا وزارة الثقافة توفير الدعم اللازم لهذا القطاع.

المسرح بالنسبة اليك قرار واختيار؟
صح هو خياري، فأنا اكتب وأقوم بإخراج مسرحياتي وأجول بالمؤتمرات والعروض في لبنان وخارجه. المسرح اختياري وقراري معا. انا لست ضد التلفزيون بل على العكس عندنا اعمال تلفزيونية مشرّفة جدا، انما انا على المسرح سيدة نفسي.

اذا لماذا لا تكتبين للتلفزيون؟
لان الكتابة التلفزيونية مختلفة عن المسرحية وبطبعي لا أتعدّى على شيء لا يخصني.