في شهر رمضان يتنافس فيه المنتجون على تقديم أضخم الأعمال الدرامية للمشاهدين.

لا شكّ أنّ هدفهم غير الربح والـ "رايتنغ" هو تسلية المشاهد بعد مائدة الإفطار. أعمال ضخمة وتكاليف باهظة صُرفت على مسلسلات دخلت السباق الرمضاني لهذا العام، الأمر الّذي دفع بأصحاب المحطات إلى منافسة بعضهم من خلال الاستيلاء على أضخم هذه الأعمال بشكل أوسع.

فتلك التي تعرض ثلاثة أعمال، وتلك التي تعرض عملين، وغيرهما من المحطّات التي أحبّت أن تكون رائدة على لائحة أهم الأعمال الرمضانية، وهدفها في الأخير هو الحصول على نسبة مشاهدة عالية.

مسلسل "طريق" من بطولة الممثلة نادين نسيب نجيم والممثل عابد فهد، والّذي لاقى حتّى اللحظة ردود أفعال مميزة من قبل المشاهدين، مسلسل "لعنة كارما" من بطولة الفنانة هيفا وهبي والّتي أبهرتنا بأدائها كما كل عام، مسلسل "جوليا" للممثلة ماغي بو غصن والّذي طغت عليه الأجواء الإيجابية التي تبعد الملل عن المشاهد وتنسيه الهموم التي يواجهها خلال يومه، "موت أميرة" والّذي تخوض فيه للمرة الأولى الفنانة شيراز تجربة التمثيل، مسلسل "كل الحب كل الغرام" الّذي لا يزال يلقى ردود أفعال مميزة من قبل الجمهور، الهيبة-العودة، تانغو، وغيرها من الأعمال التي يقتصر عرضها على الأوقات التي تتراوح ما بين وقت الإفطار وبعده.

فعلى الرغم من أنّ المنافسة بين الأعمال هي شيء صحي في هذه الساحة لأنّها توفّر للمشاهد حريّة اختيار المسلسل الّذي يريد متابعته، إلا أنّها تشتت تركيزه في معظم الأحيان، وبالتالي كل عمل ضخم يطل فيه نجوم من الصف الأوّل لا يأخذ حقّه بشكل كافٍ، وبالتالي لا يأخذ الضجة التي يستحقها.

واللافت أن ما بعد شهر رمضان المبارك نلاحظ فراغا كبيرا على المحطات بغياب مسلسلات مهمة عرضت خلال الشهر الفضيل ، الأمر الّذي يجبر المشاهد، الّذي يفضّل البقاء في المنزل خلال فصل الصيف، على تمضية أوقاته بمشاهدة أعمال ليست بمستوى إنتاجي ضخم مقارنة بتلك التي عرضت في رمضان.

وأخيرا نود أن نشير إلى أنّ هذه المنافسة على المسلسلات الدرامية تدفع بالمحطات إلى تغيير توقيت عرضها، وبالتالي هذا أمر يستفز المشاهد الّذي يفضّل أن يشاهد أعمالاً أخرى، وهنا يكون الضحيّة الأكبر العمل الضخم الذي ساهم في إنتاجه المئات من أبطال الدراما.