هي خطوة جريئة وذكية قامت بها المخرجة اللبنانية سحر عساف لنقل مشهدية المسرح اللبناني إلى الواقع، وجعل الجمهور يعيش أجواء العمل وإلتماس الحالة الحقيقية التي ينقلها اليها الممثلون.


ففي مسرحيتها الجديدة بعنوان "عرس الدم"، جسّدت عساف هذه الخطوة، مع الإشارة إلى أنها ليست التجربة الأولى لها في هذا المجال، فقد قامت بإخراج عرض خاص بموقع في منطقة الخندق الغميق بعنوان "إنتا وراجع لورا...انتبه" في العام 2014، وتميزت بدور الخادمة العجوز في "بيت برناردا آلبا" الذي تولت إخراجه لينا أبيض في العام 2009.

وللوقوف على مسرحيتها "عرس الدم" كان لنا هذا الحديث معها:

بدايةً، من أين إنطلقت الفكرة؟
هذا النوع من المسرح إسمه "المسرح الخاص بالموقع". المسرحية لكاتب إسباني إسمه فريدريكو غارثيا لوركا كتبها في العام 1932 إسمها "عرس الدم" ترجمتها أنا وأخرجتها وأنتجها روبرت مايرز.

أنا وروبرت أسسنا معاً في الجامعة الأميركية ما أسميناه "مبادرة العمل المسرحي" في العام 2013 وأطلقناها في العام 2015، والفكرة من هذه المبادرة ان نعمل في المسرح مع طلاب الجامعة ولكن أيضاً مع محترفين بالمسرح اللبناني ونخرج المسرح خارج إطار الجامعة فنحن نسعى لأن نعمل على مسرح محترف.
ومن هؤلاء الممثلين المحترفين نذكر دارين حمزة التي تعمل إلى جانب الطلاب كي يستفيدوا ونعمل كذلك على إحياء مشهد المسرح اللبناني.

ماذا عن المسرحية بحدّ ذاتها؟
هذا العام قررنا أن ننجز "عرس الدم" في ضيعة حمانا بالتعاون مع "بيت الفنان في حمانا"، وهذا أول تعاون بين "مبادرة العمل المسرحي" و"بيت الفن" وفضلنا أن نقدم المسرحية كعمل خاص بالموقع.
فأصبحت ضيعة حمانا هي المسرح والبيوت والساحة والسينما الذين أصبحوا هم المشهدية للمسرحية.
فالمسرحية تنتطلق من بيت الفنان في حمانا، وبعدها ينطلق الجمهور فيلحق بممثلتين تلعبان دور متسولتين هما ريتا إبراهيم وريتا باروتا، تأخذان الجمهور في رحلة مسرحية من بيت إلى بيت إلى كنيسة وغيرها من الأماكن.

ما هي قصة المسرحية؟
تروي المسرحية قصة عروس تهرب مع حبيبها في ليلة عرسها، وقد بناها لوركا على أحداث قصة حقيقية حدثت في إسبانيا، حيث قرأ في الجريدة خبر يفيد بهروب العروس لتتم ملاحقتها من قبل أهل العريس الذين يقتلونها هي وحبيبها، فأخذ لوركا هذه الأحداث واقتبسها مغيّراً في أحداثها حيث أن في أحداث المسرحية العريس والحبيب يقتلان بعضهما.

أما العروس فلا تموت بل نراها في آخر مشهد بمواجهة أم العريس لتقول لها إنها لو كانت مكانها لكانت هربت معه فأنا لم أختر ان أخون إبنك.
المسرحية مبنية على أساس إيصال فكرة كيف أن رغبات الإنسان تتضارب مع المجتمع في الكثير من الأماكن.

كيف كان تجاوب أهل الضيعة مع فكرتكم هذه؟
أهل الضيعة كانوا متعاونين الى درجة كبيرة، وعلينا ان نشكر بلدية حمانا و"بيت الفنان في حمانا"، لأنهم هم الذين فتحوا لنا الباب لندخل على كل بيت، فأهالي الضيعة لديهم ثقة "ببيت الفنان" نظراً لأكثر من تعاون سابق بينهم.
لوركا كتب المسرحية مع بداية الحرب الأهلية في إسبانيا عام 1932، ونحن اخترنا عرضها في ذكرى بداية الحرب الأهلية اللبنانية، لذا إخترنا الملابس والأماكن التي تدل على تلك الحقبة السبعينية.

كيف كان الإقبال على حضور المسرحية؟
نحن انطلقنا يوم الأحد في الـ15 من الشهر الماضي، في الـ16 كانت كل البطاقات مباعة، ولكننا اضطررنا أن نتوقف لأننا نعمل داخل بيوت الناس فهي ليست تحت تصرفنا كل الوقت.

ولكن من المفروض أن نعود ونطلق العروض خلال فصل الصيف مع "بيت الفنان"، حيث كانت هناك رغبة من قبل عدد كبير ممن لم يتمكنوا من حضورها، خصوصا أنها تجربة فريدة من نوعها تسمح للجمهور بأن يختبر تجربتين معاً الأولى تتمثل بالمسرحية والثانية تتمثل بالتعرف على الضيعة.

ماذا بالنسبة لأسعار البطاقات؟
الأسعار مقبولة جدا، 35 ألف ليرة لبنانية للبطاقة إضافة إلى تأمين المواصلات من بيروت لمن يرغب، حيث يضاف إلى المبلغ 10.000 وهناك سعر خاص للطلاب.

أطلعينا على اسماء الممثلين المشاركين في المسرحية؟
ريتا إبراهيم تلعب دور متسولة في العمل وريتا باروتا ايضا. مرسيل أبو شقرا يلعب دور القمر لأن المسرحية في الفصل الثالث تصبح أكثر سريالية فتبرز فيها شخصيات مثل القمر والموت، فالمتسولة فعلياً هي الموت فلوركا يسميها الموت ولكنه يعطيها صفة المتسولة، ماريا بشارة دور العروس، فراس الماضي الأب، موريس صليبا العريس، جواد رزقالله ليوناردو وهو الحبيب والشخصية الوحيدة في المسرحية التي لديها إسم يلقي الأسماء كلهم هم الزوجة، الحماة، العروس والعريس وغيرهم.
نضيف إليهم دور الزوجة الذي تلعبه بسمة بيضون والحماة كريستيني واكيم وغيرهم الكثير.
يجب أن أذكر أيضاً، أن أسامة الخطيب تولى تنسيق الموسيقى، غيدا حشيشو عملت على ديكور "الروكسي" والتي هي السينما القديمة في الضيعة، وكلير مشرف عملت على الملابس.