دخلت عالم التمثيل فتميزت فيه من خلال تنوع أدوارها وشخصياتها وإطلالاتها، فأصبحت من أهم الممثلات السوريات حتى غابت عن الأضواء لفترة منذ الزمن قبل أن تعود هذا العام.

قدمت ما يقارب الستين مسلسلاً في الدراما السورية، من أهمها "بقعة ضوء" و"الكواسر" و"التغريبة الفلسطينية" و"عصر الجنون" و"ملوك الطوائف" و"أشواك ناعمة" و"رسائل الحب والحرب" و"أهل الغرام" و"هدوء نسبي" و"صرخة روح" و"فارس بني مروان" و"نزار قباني" و"ندى الأيام".

الممثلة السورية نادين سلامة، حلّت ضيفة على موقع "الفن" حيث جرى الحوار الآتي.

تصورين حالياً مشاهدك في مسلسل "أولاد الشر"، ما تفاصيل الشخصية؟
ألعب شخصية جديدة ومختلفة من ناحية الشكل والمضمون وهي "كارول"، طالبة دراسات عليا (ماجستير)، وهي فتاة استغلالية وانتهازية، تتمتع بشخصية قوية، تدرك تماماً ماذا تريد، وتدافع عن قضيتها وهدفها الذي تسعى إليه لأبعد الحدود.
تتسم الشخصية بطابع الشر، لكن الإنسان عموماً يحمل بداخله بذرتين، واحدة خيّرة والأخرى شريرة، والظروف المحيطة به والخارجة عن إرادته تساهم بتنمية إحدى هاتين البذرتين، فالظروف المحيطة بـ "كارول" نمّت بذرة الغرور والانتهازية لديها فتحولت إلى شخص استغلالي.
وأعتقد أن الجوانب السلبية التي تحملها الشخصية والتي نمت وتفاقمت نتيجة ظروف وعوامل خارجية، لن تلقى استحساناً لدى الجمهور، وربما ذلك سيقودهم إلى كرهها، لكنه في نهاية العمل سيتعاطف معها كون الشخصية تحمل قضية.

وهل ستنعكس الجرأة على شكلها الخارجي؟
بالفعل تم تصميم لوك خارجي جريء لكنه محترم كون الشخصية تتطلب ذلك، فـ"كارول" فتاة ملفتة للنظر وهذا يتطلب بعض الجرأة على صعيد الشكل.

خلال الأعوام الماضية، قلّت أعمالك، ما السبب؟
السبب هو ارتباطي وزواجي واستقراري في لبنان وبعدها إنجابي لابنتيّ "مينيسا" 5 سنوات و"أنابيلا" سنتين، وآخر الأعمال التي شاركت فيها هي "صدر الباز" و"صرخة روح" و"حرائر" في العام 2016، بعدها توقفت بسبب الحمل.
هذا إلى جانب التراجع الكبير الذي طرأ على الدراما السورية والتي لم تعد كما كانت عليه، فقرابة 90 بالمئة من مخرجينا يقيمون حالياً خارج البلاد وكذلك الأمر بالنسبة لنجومنا وكتّابنا، الأمر الذي يؤثر سلباً في درامانا، وبالتالي أصبحت الفرص أقل بكثير من ذي قبل، والخيارات محدودة أكثر، وبالوقت ذاته لم أقرأ عملا استطاع أن يستفزني.

ما الذي جذبك في العمل حتى عدت من خلاله إلى الدراما السورية؟
أكثر ما جذبني في العمل هو النص وتحديداً شخصيتي، إلى جانب الصداقة التي تجمعني بالمخرج، فأحببت أن أتعاون معه في هذا العمل.

شائعات كثيرة أُطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي تفيد باعتزالك المهنة؟
أود أن أرد على كل تلك الشائعات غير الصحيحة بأنني لم أعتزل التمثيل وكل ما قيل عن ذلك خاطئ، وسبب ابتعادي فقط هو استقراري في لبنان وتفرغي لعائلتي التي كانت بأمس الحاجة إليّ في تلك الفترة.

بإعتبارك معروفة بدقة اختياراتك، هل تؤيدين فكرة وجود أزمة نص؟
الموضوع ليس فقط أزمة نص، وإنما أزمة كوادر فنية وأزمة ممثل وأزمة مخرج، معظم المسلسلات التي شاركت فيها، عملت فيها مع تيم حسن وباسل خياط وقصي خولي وعابد فهد إلى جانب العديد من النجوم الكبار، اليوم كل هذه الأسماء لم تعد تعمل في سوريا، وأدرك تماماً أن هناك أجيال جديدة تحاول إثبات وجودها وتمتلك طاقة وروحا جديدة، لكن عالبية الأعمال اليوم باتت تتضمن أسماء غير معروفة.

وبالنسبة للنصوص هناك تراجع ملحوظ لأن أهم كتّاب السيناريو أصبحوا اليوم خارج سوريا أيضاً كحسن سامي يوسف ونجيب نصير وغيرهما، ومؤخراً غالبية الأعمال التي قدمت تناولت الأزمة، وهذا أمر طبيعي فنحن لا نستطيع أن "نشلح روحنا وحالنا" من الأزمة التي نعيشها يومياً، وأعمالنا لا تباع حتى لو كانت القصة ممتازة والسيناريو عظيم والحبكة هائلة.

هل عُرضت عليك المشاركة في عمل عربي مشترك؟
نعم عُرضت عليّ عدة أعمال في لبنان لكنها لم تناسبني خصوصا لأنني اعتدت على نمط معين في العمل، فلم أعد قادرة على أداء دور ثان أو ثالث وليس له أهمية، وما كنت قد مانعت لو كان الدور مهماً.

المنافسة في تلك الأعمال غالباً ما تكون غير صحيحة، وتتركز على استقطاب نجم سوري، أما النجمة فتكون غير سورية، إلا إذا كانوا بحاجة إلى نجمة كمنى واصف مثلا، وهي اسم قدير لا غنى عنه في أي عمل عربي، وهذا ما حصل في "الهيبة".

غالبية مشاركاتك كانت في أعمال اجتماعية معاصرة، ومشاركاتك كانت قليلة في أعمال البيئة الشامية؟
سبق وأن شاركت بأعمال لها علاقة بالبيئة الشامية ولكنها ليست شامية بالمطلق مثل "الأيام المتمردة"، وعملين شاميين خالصين هما "حرائر" و"صدر الباز".

هل تفضّلين المشاركة في مثل هذه الأعمال؟
أحب التنويع والمشاركة في كافة الأنواع، لكنني أشعر أن "المودرن" هو الأقرب للجمهور أكثر من التاريخي والبيئي.

أعمال البيئة لها جمهورها في سوريا والوطن العربي، أما بالنسبة لي، ما يهمني هو أن يعجبني الدور وأن يترك أثراً بغض النظر عن نوع العمل، وأرى أن الأدوار النسائية الفاعلة في الأعمال الشامية قليلة جداً، وغالباً ما تكون مُسانِدَة.

سبق وعُرضت عليك المشاركة في "باب الحارة" ورفضتِ؟
صحيح، لكن هذا الحديث قديم جداً، فمسلسل "باب الحارة" هو عبارة عن الجزأين الأول والثاني فقط لا غير، هذين الجزأين مهمان جداً وشكّلا حالة جميلة، بعدهما لم يعد هناك عملاً.

إذا لستِ مع استمرارية العمل؟
ليس لي شأن باستمرارية العمل.. لكن على صعيدي الشخصي لا أرغب بالمشاركة في هذا العمل.

أتعتبرين أن المخرجين وضعوك في اطار دور المرأة الحزينة؟
لا أبداً، وأعتبر نفسي قد أديت جميع الأدوار الخيرة والشريرة والحبيبة والحزينة والقوية، لكن أدوار الفتاة الحزينة تفوق سواها، لكن بمسلسل "أولاد الشر"، "أنا رح حزّن العالم مارح يشوفوني حزينة بنوب"، ضاحكة.

أي دور قدمك للجمهور وحصدتِ شهرة من خلاله؟
أرجّح أكثر من عمل ان يكون قد ساهم بذلك،"التغريبة الفلسطينية" أعتبر هذا العمل هذا جزءا من روحي، و"حكاية خريف" قدمني للناس بطريقة مختلفة، و"هارون" مسلسل شعبي لاقى صدى كبيرا، و"أهل الغرام" أيضاً.
لكل عمل طابعه الخاص ولا أستطيع أن أجزم، لكن كل تلك المسلسلات التي ذكرتها كانت مؤثرة.

تمتلكين موهبة الكتابة وسبق وكتبت مسلسل "توقيت خاطئ"، إلى أين وصل العمل اليوم؟
العمل لا يزال موجوداً، لكن كما قلنا في البداية، نحن نعاني من أزمة بيع وأزمة تسويق وأزمة إنتاج، أي ثلاث أزمات بالوقت ذاته، فجميع المحطات تشترط عدم ذكر الأحداث السورية في النصوص المعروضة عليها، لكننا لا نستطيع تجاهل واقعنا.
ومسلسلي اجتماعي تجري أحداثه ما بين سوريا ولبنان، بمعنى أن الأزمة السورية حاضرة ضمن سطوره، وشخصياتي من لب الموضوع ولا أستطيع إلغاءها.
لم أجد روح المغامرة من أي منتج خوفاً من عدم القدرة على تسويقه وبيعه.
ويتحدث العمل عن نماذج لنساء سوريات قسم منهن غادر إلى لبنان، ويسلط الضوء على كل تلك النماذج وسنتعرف على تفاصيل حياتية وتجارب مررن بها.

سبق وكانت لك تجارب كتابية...
سبق وكتبت فيلما قصيرا عرضته على المرحوم أديب خير، وحينها أعجبه كثيراً، لكن للأسف لم يتم تنفيذه لأسباب عديدة وظروف معينة، وحالياً أعكف على كتابة فيلم سينمائي آخر.
أحب الكتابة وما يساعدني في ذلك دراستي لعدة اختصاصات إلى جانب التمثيل، وأنا بصدد طباعة كتب هي عبارة عن قصص قصيرة منفصلة ليست متصلة، مكتوبة بطريقة شعرية سردية مختلفة وسأترجمها باللغتين الإنكليزية والفرنسية.

سبق وألّفت كتاب شعر باللغة الفرنسية صحيح؟
نعم، في بداية كتاباتي ألّفت كتابا باللغة الفرنسية التي أجيدها، كما أجيد اللغة الإنكليزية أيضاً.

كيف تجدين موضوع الكتابة؟
كنت أعتقد أن الموضوع أسهل من ذلك، خصوصا وأن كتاباتي السابقة كانت عبارة عن قصص قصيرة و فيلم قصير، لكنني عندما كتبتُ المسلسل أصبح الموضوع أصعب كونه يحتوي على شخصيات عديدة ولكل منها محورها الخاص وعالمها الخاص بها، وعليّ الغوص بتفاصيل كل منها، الأمر يتطلب مخيّلة كبيرة وتركيزا عاليا.

الكثيرون يطلقون عليك صفة المرأة القوية.
الناس تراني بهذا الشكل، والأمر يسعدني، لا أحب الظهور بمظهر المرأة الضعيفة أمام أحد.

ما سبب ابتعادك عن الإعلام؟
الفكرة ليست مقصودة لكنني لا أحب إجراء لقاءات صحفية إلا في حال كان لديّ ما أقوله.
ومؤخراً أصبحت السوشل ميديا أمر مهم جداً وتعددت المنابر الإعلامية ولم تعد مقتصرة على الفيسبوك، والناس المهتمة بأخباري وتحبني يمكنها متابعتي.
لديّ حساب على فيسبوك ومنذ حوالي الثلاثة أشهر أنشأت حسابا على إنستغرام.

كيف تصفين علاقتك بعائلتك؟
عائلتي أهم ما أملك بالمطلق، دائماً هناك أمور مهمة وأمور أهم، لكن ليس هناك أغلى من العائلة.
عندما اتخذت قرار الارتباط كنتُ على دراية بأنني سأؤخر شيئا مقابل شيء آخر، فحاولت أن أوازن بين عائلتي وأسرتي لكنني تزوجت في ظل الأزمة واضطررت للإقامة في بيروت بحكم عمل زوجي، فلم أتمكن من الموازنة بشكل جيد حينها، لكنني اليوم عدتُ إلى العمل والحمد لله كل الأمور بخير.