هو الفن الراقي، الذي إنتشر منذ قرون في البلدان الغربية ونال شهرة واسعة، ولكن في لبنان والدول المحيطة لم يأخذ حقه بعد، بحيث أن لدينا مغنين يتقنون أداء الأوبرا ولكنهم يسجلون نجاحاتهم الأكبر في بلدان أخرى، وخصوصاً الأوروبية منها.

وبعد صخب الإنتخابات النيابية، كم كنا بحاجة إلى هذا الحفل، حيث كان موعدنا بالأمس مع ليلة من ليالي الأوبرا العالمية، إجتمع فيها التينور اللبناني إيليا فرنسيس والسوبرانو الأوكرانية فيكتوريا لوكيانتز، كان عنوانها الإبداع والرقي والإحتراف، وكان اللقاء في كاتدرائية القديس يوسف للآباء اليسوعيين في الأشرفية، مع الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية بقيادة لبنان بعلبكي، والتابعة للكونسرفاتوار الوطني.

إيليا وفيكتوريا غنّيا منفردين فأبدع كل منهما، كما أبدعا أكثر وأكثر حين إجتمعا في تقديم أكثر من ديو.

برنامج الحفل تضمن :

Carmen Overture, from opera Carmen, G. Bizet

Una Voce Poco Fa, from opera il Barbiere di Siviglia, G. Rossini

Una Furtiva Lagrima, from opera L'elisir d'amore. G. Donizetti

Crudele? Non mi dir, from opera Don Giovani, W. A. Mozart

Forza Del Destino Overture, G. Verdi

La Donna E Mobile, from opera Rigoletto, G. Verdi

Parigi o, Cara, from opera La Traviata. G. Verdi

Addio Del Passato, from opera La Traviata, G. Verdi

Polonaise from Eugene Onegin, P. Tchaikovsky

Casta Diva Che Inargenti, from opera Norma, V. Bellini

Nessun Dorma, from opera Turandot, G. Puccini

Bacchanale, from opera Samson & Delila, C. Saint-Saens

Bachianas Brasileiras no 5, H. Villa-Lobos

Brindisi, from opera La Traviata, G. Verdi

موقع "الفن" عاد بهذه التصريحات الخاصة.

رئيس الكونسرفاتوار الوطني الدكتور وليد مسلّم :"دائماً حفلات الأوركسترا هي حدث، رغم أن هذا الحدث يتكرر أسبوعياً، ولكن كما ترون الكنيسة تكون دائماً مليئة بالحضور، وأصبح هناك أشخاص لديهم ثقافة موسيقية جميلة، وتنويع البرنامج هو من ضمن سياستنا، حيث هناك الحفلات التي تكون سيمفونية أوركسترالية، وهناك حفلات الكونشرتو التي فيها البيانو والكمان وغيرهما من الآلات الموسيقية، وطبعاً الصوت له مكان مهم جداً، وهو أصعب آلة بشرية، فالآلة يمكنك التحكم بها دائماً، ولكن لا يمكنك التحكم بالصوت بشكل دائم، وحين تسمح لنا الفرصة بأن نُحضر أشخاصاً بمستوى عالمي لا نتأخر، والتعاون مع السفارات يعطينا هذه الفرصة".

المايسترو لبنان بعلبكي :"تحضير الحفل يأخذ وقتاً طويلاً، ولكن تمرينات الحفل كانت محددة من الإثنين إلى يوم الحفل، كل يوم صباحاً كنا نقوم بتمرين لمدة أربع ساعات، وميزة الحفل اليوم هي أنه يتضمن الأوبرا التي يعرفها الناس، وليس الأعمال السيمفونية الطويلة".

وأضاف :"كل مقطوعة موسيقية لها صعوبتها، ودائماً مرافقة المغني المنفرد لها صعوبة خاصة فيها بحيث يجب أن تتبعه من حيث النفس حتى والكلمة والحرف، وهنا يصبح التفكير في إدارة الفرقة مغايراً، ويختلف عن أن تكون تقود الفرقة الموسيقية فقط، وما تحتاجه الأوركسترا الغربية مختلف عما تحتاجه الأوركسترا الشرقية من حيث الإدارة، بحيث أن الأمر أسهل قليلاً في التعامل مع الأوركسترا الشرقية، والعمل يكون على اللون الموسيقي والجمل الموسيقية، أما بالتعامل مع الأوركسترا الغربية فهناك تحديات أكبر لأن هناك تقنيات أصعب بكثير".

التينور إيليا فرنسيس :"أغني في الحفل منفرداً وأغني كذلك ديو مع فيكتوريا، والتحدي الأكبر يكون حين تغني منفرداً، وليس حين تغني ديو، لأن كل الأضواء تكون مسلطة عليك وحدك".

وأضاف :"الأوبرا من الأساس ليست فناً شرقياً وليست موجهة للدول العربية، ولكنها دخلت مؤخراً إلى الدول العربية والناس أصحبوا يتقبلونها، وجمهور الأوبرا يتزايد يوماً بعد يوم، وهذا ما نلمسه بفضل الحفلات التي تقيمها الأوركسترا الفلهارمونية".

وتابع فرنسيس :"لم أكن على معرفة شخصية بالسوبرانو فيكتوريا لوكيانتز، ولكنني كنت استمع إلى أغنياتها عبر يوتيوب، وأصبحت من فانزاتها، وحين علمت بقدومها إلى لبنان فرحت كثيراً، وشرف كبير لي أن يعطيني المايسترو لبنان بعلبكي فرصة الغناء معها، لأن كبار مغني الأوبرا غنوا معها".

السوبرانو الأوكرانية فيكتوريا لوكياتز :"إنها المرة الأولى التي أحضر فيها إلى لبنان وأحببت ذلك كثيراً، فلبنان بلد رائع والشعب رائع أيضاً، وأنا جئت بعد التنسيق بين الأوركسترا الفلهارمونية والسفارة الأوكرانية، والحفل مهدى إلى المغنية الأوكرانية الكبيرة ليديا ليبكوسكا التي كانت أستاذة في بيروت في خمسينيات القرن الماضي".

وأضافت :"أخبروني أن إيليا هو تينور رائع مثل بافاروتي، وخلال تمريناتنا سمعته وهو فعلاً رائع، وأقول للبنانيين تمتّمعوا بالموسيقى، تمتعموا بالحياة، أنتم مليئون بالطاقة، شعب رائع جداً، وبلد رائع".

لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً،إضغط هنا.