اللغة العربية من أقدم اللّغات الساميّة الني نطق بها الإنسان، واليوم تحتلّ المركز السادس لأكثر اللّغات استخداماً في العالم بعدد ناطقين يبلغ 423 مليون نسمة حول العالم يتحدّثونَ العربية وهي اللّغة الأمّ في بلاد عديدة مثل لبنان وسوريا والأردن وفلسطين، والخليج العربيّ، والعراق، واليمن، ومصر، وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى من ينطق بها من المسلمين غير العرب عند قراءة القرآن وأداء الشعائر والعبادات الدينيّة، وقد اعتُمدت اللّغة العربيّة كلغة سادسة أساسيّة في الأمم المتحدة عام 1974.

وهي من أكثرِ الّلغاتِ انتشاراً، وهذهِ الّلغة لها أهميّةٌ كبيرة وقد وُصفَت اللغة العربية بأنّها أصلِ الّلغة عِندَ الإنسان فانبَثَقَت مِنها الّلغات السّاميّة الأخرى، وبسبب احتباس العرب في الجزيرة العربيّة، لم تتعرّض للتّغيير الكبير وإدخال المفردات الجديدة مثلما حصل للّغات السّاميّة الأخرى، لذلك فمن الواجب علينا أن نحافظُ على الّلغة العربيّة .

لغة الضاد

سميت اللغة العربية بـ "لغة الضاد" لأنه الحرف الوحيد الذي يوجد بـ اللغة العربية ولا يوجد في أي لغة أخرى على مستوى العالم! كما أن العرب هم أفصح من نطقوا حرف "الضاد"، فمن المعروف أن حرف "الضاد" من الحروف التي يصعب نطقها، كما أن الأشخاص الذين لا يتحدثون اللغة العربية وجدوا صعوبة كبيرة في إيجاد صوت بديل يعبّر عن حرف الضاد.

مزايا وخصائص اللغة العربية

تُعدّ اللّغة العربيّة لغةً خالدةً، ولن تنقرض مع مرور الزّمن أبداً حسب دراسة لجامعة برمنغهام أُجريت للبحث في بقاء اللّغات من عدمه في المُستقبل، وتتميّز اللّغة العربيّة بالكثير من الميزات التي توجد في لغة الضّاد فقط ولا توجد في غيرها من اللّغات، ويُذكَر من هذه الميزات ما يأتي:

الفصاحة: وهي أن يخلو الكلام ممّا يشوبه من تنافرٍ بالكلمات، وضعف التّأليف، والتّعقيد اللفظيّ. التّرادف: وهو أن يدلّ عددٌ من الكلمات على نفس المَعنى المراد.

الأصوات ودلالتها على المعاني: بمعنى أن يفهم معنى الكلمة بشكلٍ عامّ أو دقيق من خلال الصّوت فقط، وهذه من أهمّ الميزات الخاصّة باللّغة العربيّة.

كثرة المُفردات: تزخر اللغة العربية بعددٍ وافرٍ جدّاً من المُفردات، ولا تحتوي لغةٌ أخرى على عدد أكثر أو يُساوي العدد الذي تحتويه لغة الضّاد.

علم العروض: وهو العلم الذي ينظم أوزان الشّعر وبحوره، ويضع القواعد الرئيسيّة لكتابة الشّعر، ممّا جعل الشّعر العربيّ هو الأكثر بلاغةً وفصاحةً نتيجةً لاتّباعه أوزانٍ مُحدّدة، وقواعدَ رئيسيّةٍ.

الثّبات الحرّ: من أكبر التّحديات التي واجهتها اللغة العربية هو ثباتها وانتصارها على عامل الزّمن والتطوّر، في حين أنّ اللّغات الأخرى مثل الإنكليزية قد تطوّرت واختلفت بشكل كبير عبر الزّمن.

التّخفيف: وهو أن أغلب المُفردات في اللّغة العربيّة أصلها ثلاثيّ، ثم يأتي الأصل الرباعيّ، ثمّ الخُماسيّ على التّرتيب في كثرة انتشاره في أصول المُفردات العربيّة.

المحافظة على اللغة العربية

إنّ اللّغة هي الوعاء الأساسي الذي يحتوي العلوم، والتكنولوجيا، والثقافة، والتاريخ، والحضارة، والهوية، والمشاعر، فإن استطاعت أمّةٌ المحافظة على لغتها ستكون من أكثر الأمم تقدُّماً وتطوّراً، ومن الواضح أيضاً أنّ هنالك مُشكلةٌ في تعليم ونشر العلوم في العصر الحاليّ بـ اللغة العربية ، واعتماد اللّغة الإنجليزيّة غالباً في التّعليم في الجامعات العربيّة وأحياناً في المدارس أيضاً، وتكوّنت هذه المشكلة بسبب ضعف المُحتوى العربيّ في العلوم الجديدة، وافتقار الجانب العلميّ العربيّ للمُؤلّفات المكتوبة بـ اللغة العربية ، وإن وجدت أحياناً يكون المُحتوى العلميّ قديماً جدّاً لا يُؤخذ به، أو أنّه غير صحيحٍ أو غير مُوثّقٍ، بالرّغم من أنّ تعليم العلوم بـ اللغة العربية أسهل وأكثر إمتاعاً؛ نظراً لأنّ اللغة العربية تُعطي مجالاً للإيجاز والتّعبير بشكلٍ كبيرٍ عن المواضيع المُختلفة، فهي لغةٌ مَرِنةٌ جداً في شرح الأمور العلميّة في ظلّ الوفرة الكبيرة في المفردات والأساليب اللغويّة.

أشهر اللغويين العرب

كانت لغة العرب في الماضي سيدة اللغات، وكانت أمَّ الألسنة واللَّهَجات، على مدار تاريخ اللغة العربية الطويل، ظهر علماء عظام جمعوا أطرافها وسجلوا فنونها وعلومها في مؤلفات لا تحصى، لكن كان لهم رواد أخذوا زمام المبادرة في أفرع علوم اللغة الرئيسية، وسار كل من جاء بعدهم على دربهم وأضاف عليهم، حتى أصبحت علوم اللغة مليئة بالمؤلفات الثرية التي تتناول أدق تفاصيلها وقضاياها ونذكر أهم علماء اللغة العرب وهم:

أبو الأسود الدؤلي، الخليل بن أحمد الفراهيدي، الجاحظ، سيبويه، أبو الفتح عثمان بن جني، أبو العباس محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الملقب بـ"المبرد"، الزمخشري، محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني، المعروف بـ"ابن مالك"، أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الجرجاني.

تحديات اللغة العربية

ليست اللغةُ ظاهرة ثقافية وعلمية فحسْبُ، ولكنها - زيادة على ذلك - ظاهرة حضارية، سياسية، اجتماعية، تَقوى بقوة أهلها، وتتراجع بضعفهم وانحدارهم.

وما هيمنة بعض اللغات الأجنبية اليوم، وعلى رأسها اللغة الإنكليزية على وجه الخصوص، وتَقهقُرُ اللغة العربية أمامها، إلا بسببٍ من هذا العامل الحضاري السياسي: قوة أهل اللسان الأوَّل، وضعف أهل اللسان الثاني.

كذلك قلة المطالعة مع انتشار وسائل التواصل وقراءة الكتب على أنواعها بـ اللغة العربية والتي تساعد على رفد اقائئ بالمعلومات المفيدة وكذلك بالمفردات الجديدة وتثقيفه بلغته.

والمشكلة أيضاً هي التركيز في المدراس على التحدث باللغات الأجنبية إن الفرنسية أو الانكليزية بحجة تقوية التلاميذ في هذه اللغات وتناسوا دور اللغة الأم وهي اللغة العربية التي هي هويتنا، ولذلك نجد أغلب من يتخرجون من الجامعات لديهم ضعف في اللغة العربية وحتى يقعون كثيراً في الأخطاء الشائعة وركاكة الصياغة إذا ما تحدثنا عن الإعلام والسبب عائد لقلة الاهتمام باللغة العربية في المدراس وكذلك لقلة المطالعة والتعمق بدراستها.

فتلك هي مشكلة اللغة العربية اليوم، إن انحسارها لا عَلاقة له بخصائصَ ذاتية فيها، ولا يتعلق بصعوبة نَحْوِها، أو وعورة صرفِها، أو عقم مناهجها أو غير ذلك مما يذيعه قوم بيننا، ولكنه عائد - في المقام الأول - إلى انحسار أهلها، وضعفهم، وغيبتهم عن مسرح الحياة، وصنع القرار فيها.

أهمية الشعر العربي

من الوظائف المشهورة الهامة للشعر في الماضي هو حماية القبيلة، والدفاع عنها، وإظهار شرفها. والشعر مصدرٌ للمعرفة، والفكر، والحكمة. ومن الوظائف الهامة للشعر تهذيب النفوس وتربيتها، فيجعل البخيل كريماً، والجبان شجاعاً، وهو أفضل وسيلة لحفظ اللغة، وتفصيح اللسان، منه تُتَّخَذ الشّواهد والأمثال. فهو ليس فنّاً للفن ذاته، ولا متعة لمجرّد المتعة، هو فن مُمتع ولذيذ، ولكن هذه المتعة تطوي في ثناياها غايات نفعية كثيرة تستمر في تنمية النوازع الكريمة.

وكان الشعراء مقربين من الملوك في الماضي يمدحونهم فيبذخ الملوك بإكرامهم بالمال، وكان بعضهم يقوم بهجائهم، واشتهر أيضاً شعر الرثاء والغزل العذري والإباحي والشعر الوطني فكان الشعر موسوعة استمد منها الباحث والقارئ الكثير من المعرفة عن الحقبات المختلفة التي عاشها العرب وعاداتهم ومشاعرهم ومصدراً للمعرفة ولدراسة المفردات المختلفة.