منذ بداية عمله بمجال التمثيل، أثبت للجميع أن تمثيله وتقديمه لكل الشخصيات التي ظهر فيها، مختلف عن الجميع ويحمل في ملامح أدواره وأدائه نكهة خاصة لا يملكها أي فنان آخر غيره.

التفوق ماركة مُسجلة في مشوار الفنان محمد ممدوح، والكثيرين من صُناع الأعمال الفنية يتهافتون عليه للمشاركة في الأعمال الفنية الجديدة ولكنه لا ينتقي إلا ما يليق به ويتناسب معه.
وفي حديثه لـ"الفن"، يكشف لنا ممدوح وجهة نظره في إنتعاشته السينمائية بثلاثة أفلام، وتكرار التعاون الفني مع الممثلة نيللي كريم ونجاحه الكبير في الأدوار الكوميدية والدرامية على السواء، وعن البطولة المطلقة ومقاييس الإختيار وتفاصيل كثيرة اخرى، في اللقاء التالي:

أنت تعيش نشاطا فنيا سينمائيا كبيرا من خلال مُشاركتك بثلاثة أفلام هي "تراب الماس" و "عيار ناري" و "122"، وذلك بعد مشاركات كثيرة ناجحة في السينما خلال الفترة الأخيرة.. كيف ترى الأمر من وجهة نظرك؟
سعيد للغاية بأن هناك عروض سينمائية مميزة تُعرض عليّ من وقت لآخر أختار من بينها ما يناسبني واذا كانت العروض غير جيدة ولا تليق بي فلن أختارها حتى ولو تسببت في غيابي عن السينما، ولكن الحمد لله أرى أن حظي حلو في السينما من خلال الأدوار المميزة التي تُعرض عليّ، كما أن مشاركتي بالأعمال الثلاثة لم تأتِ في وقت واحد بل وقّعت عليها على فترات متباعدة والموضوع ليس أكثر من مُصادفة، ولكن قبولي للثلاثة أعمال قائم على الإختلاف الكلي ما بين قصة كل فيلم وكذلك الأدوار التي أُقدمها، وأتمنى أن تكون هذه الخطوات ناجحة وتُفيد رصيدي الفني لدى الجمهور.

وماذا عن مُشاركتك الممثلة نيللي كريم بطولة مسلسل "إختفاء" لموسم رمضان المقبل، بعدما سبق وتعاونت معها في عمل في السابق؟
نيللي ممثلة موهوبة وارتحت وسعدت بالتعاون معها من قبل، كما أن الجمهور يتعامل مع نيللي كريم على أنها فنانة لها نكهة خاصة في التمثيل، وسعيد بالوقوف أمامها مُجددا، وأُقدم دورا جديدا يختلف كليا في هذا العمل الذي يناقش قضايا اجتماعية واقعية، كما أنني أُقدم دور شخص يسكن بنفس العقار الذي تسكن فيه نيللي في أحداث المسلسل، وأتسبب في أزمة معينة في حياتها وهناك الكثير من المشاهد التي تجمعنا سويا في العمل الذي أتمنى أن يُحقق نجاحا كبيرا في رمضان المقبل.

وهل تسعى لتقديم البطولة المطلقة بعد ما حققته من نجاحات خلال الفترة الأخيرة ما بين السينما والدراما؟
أميل إلى أعمال البطولة الجماعية التي حققت بها نجاحا كبيرا خلال الفترة الماضية سواء من خلال السينما أو الدراما، كما أنني لا أستطيع أن أحسم هذا الأمر وأقول عن نفسي إنني جاهز لتقديم عمل فني من بطولتي، وفي الوقت نفسه لست مقتنعا بفكرة البطولة المطلقة لأنه ليس هناك فنان يعمل بمفرده إنما العمل الفني عمل جَماعي ولو حدث خلل بسيط فالأمر يؤثر سلبا على كل العمل، وفي الوقت نفسه نجد فنانين حازوا جوائز أوسكار وقدموا مشاهد صغيرة ضمن أعمال ليست من بطولتهم.

إذا.. المقياس الذي تعمل به هو الدور المناسب بعيدا عن مساحة هذا الدور او حجمه؟
بالطبع.. أعمل بهذا المقياس لإختيار الدور المناسب الذي أستطيع تقديمه بأفضل شكل ممكن للجمهور ويصدقونه من دون لحظة شك بأن الشخصية التي يُشاهدونها ليست من لحم ودم وبأنها حقيقية، فأنا أعتذر عن أدوار تكون مميزة ولكنها تتشابه مع ما قدمته من قبل أو لا تناسبني، فأنا أعيش مرحلة فنية صعبة ومن الواجب علي التدقيق في إختياراتي الفنية بشدة والعمل على نفسي لأكون بأفضل حالة فنية.

وهل صحيح أنك تعتمد على إحساسك في إختيار أدوارك الفنية؟
بالطبع.. أعتمد على ذلك في المقام الأول بعدما أقرأ السيناريو والدور الذي أُقدمه جيدا، وبعد ذلك أختار بناء على إحساسي وقياس مدى ملاءمة الدور لي ومن خلال تفكير دائم في الإبتعاد عن أجواء الرتابة والتكرار، والحمد لله لم أقع في هذا الفخ منذ أن بدأت مشواري الفني وأدواري فيها تنوع كبير وإحساسي بكل شخصية قدمتها وصل للجمهور وتفاعل معها.

تخرجت من مركز الإبداع للمخرج الكبير خالد جلال وإنطلقت بعدها للكثير من الأعمال الفنية التي رسمت بها مشوارك على أفضل حال.. فهل لهذه الورشة دور في مشوارك؟
بالتأكيد.. لها دور كبير، وكل من تخرجوا من هذا المركز وخصوصا دفعة مسرحية "قهوة سادة" أصبحوا نجوم الآن وقدموا الكثير من الأعمال الفنية ما بين السينما والدراما وبصماتهم الفنية واضحة، فلقد تعلمنا الكثير تحت قيادة المخرج المتميز خالد جلال والذي له الفضل بعد ربنا سبحانه وتعالى في إكتشاف الكثير من النجوم، ولا يمكن أن أُنكر ذلك أنا أو غيري من نجوم جيلي.

شاركت الممثل عمرو يوسف في أكثر من عمل فني، فهل هذا بدافع الصداقة أو الإنسجام بينكما؟
أنا وعمرو أصدقاء ولكن مبدأنا في العمل قائم على الإنسجام بيننا والقدرة على التفاهم فيما بيننا من خلال الأدوار التي قدمناها سويا، كما أنني أعتبر عمرو احد أهم النجوم حاليا ويستحق المكانة التي وصل اليها لأنه فنان حقيقي وموهوب ويهتم بكل تفاصيل عمله ويسعى دوما لتطوير نفسه، وبعيدا عن التعاون معا نحن نتناقش كثيرا في ما بيننا حول الكثير من الأمور الفنية.

كيف حققت نجاحا موازيا في أدوار الكوميديا والدراما؟
هذا يكون بناء على دراستي للشخصيات والسيناريوهات التي تُعرض عليّ في المقام الاول، فالممثل لابد أن يُقدم كل الأدوار والنوعيات بشكل متميز ولا يقف أمام دور معين وهذا مبدأي في العمل، وكل شخصية يكون لها لونها الدرامي الذي يجعلني أُقدمها بالشكل الصحيح الذي يصل للجمهور بأفضل شكل ممكن، والحمد لله نجحت فيالكوميديا والدراما وكل النوعيات التي سبق وقدمتها وأسعى لمفاجأة الجمهور بأدوار أخرى تكون جديدة عليّ.

وفي النهاية.. هل تضع القضايا الاجتماعية ضمن أولويات إختيارك لأعمالك الفنية؟
بالتأكيد.. فهذا أمر مهم للغاية أن يتفاعل الفنان مع جمهوره ومجتمعه من خلال تقديم أعمال تناقش قضايا اجتماعية مهمة للجمهور، وليس شرط اأن أختار الأعمال الجادة فقط بل هناك أعمال كوميدية تحمل رسائل هامة للجمهور وهذا الأمر يتوقف على السيناريو والرسالة التي يحتويها، فحين قدمنا فيلم "الخلية" وهو عمل يُحارب الإرهاب وحقق نجاحا كبيرا للغاية وجاء في توقيت صعب ومناسب في الوقت الذي يسقط فيه الكثير من الشهداء ضمن محاولات القيادات لتصفية الإرهاب في مصر، وهذه المشكلة لا تخص مصر فقط بل هي موجودة بكل الدول العربية أيضا والجميع يسعى للسلام، فالسينما هي مرآة الواقع ويجب علينا التعامل معها على هذا الاساس.