هي الكاتبة المبدعة التي في رصيدها نجاحات ونجاحات، نذكر منها "أمير الليل"، "فارس الأحلام"، "عصر الحريم"، "أشرقت الشمس"، و"عروس وعريس"...

ولأنها ملكة النصوص الناجحة، كثيرون من محبي الدراما اللبنانية يترقبون، وبشغف كبير، عرض "حبيبي اللدود"، هذا المسلسل الذي تدور أحداثه حول الحرب والمقاتلين، ضمن مشاهد واقعية خصوصاً عن المعارك، وبقصة إستثنائية عن الحرب اللبنانية، عالجتها طايع بموضوعية، ومن دون طائفية وعنصرية.

أبطال "حبيبي اللدود" ممتازون، معظمهم يتمتعون بالخبرة، أما اللواتي يتمتعن بالجمال، فلأن طايع رأت فيهن موهبة التمثيل، وهي التي لم تخطئ يوماً في إختيار ممثلي وممثلات أعمالها.

موقع "الفن" كان حاضراً في كواليس تصوير "حبيبي اللدود"، وكان لنا هذا اللقاء مع الكاتبة منى طايع.

"حبيبي اللدود" لماذا هذا العنوان المتناقض؟

القصة تتحدّث عن شخصين يحبان بعضهما، لكن كل شخص منهما ينتمي الى حزب معين، وفي زمن الحرب يدفعان الثمن.

هل ستستفيدين من هذه القصة لتتحدّثي عن الحرب والتجارب التي عِشتها في تلك الفترة؟

وضعت فقط الخطوط العريضة للحرب ولم أدخل في تفاصيلها، فلا أتحدث عن الأحزاب والصراع بين المناطق، ففكرة الحرب هي خط واحد بعبثيتها وكذب ونفاق السياسيين لصالح الشخصية والمؤامرات والصفقات التي كانت تجري على حساب هؤلاء الشباب الذين كانوا يضحون بأنفسهم ويدافعون عن قضية يؤمنون بها، لكن يكتشفون أنهم يموتون من أجل الزعيم، وهذه الحالة مازلنا نعيشها حالياً ولم يتغيّر أي شيء "وبعد ما وعي شعبنا"، ونفتقد للثقافة السياسية والديمقراطية.

كيف تم الكاستينغ للمسلسل؟

أنا قمت بالكاستينغ بالإتفاق مع المخرج والمنتج، وكل الممثلين الذي خضعوا للكاستينغ هم لبنانيون.

هل هناك مخاطرة لناحية مشاركة وجوه جديدة في المسلسل؟

هذه ليست المرة الأولى التي أختار فيها وجوهاً جديدة في مسلسلاتي، وأنا إخترتهم لأنهم موهوبون وليس اختيارا عشوائياً، وعندما أتأكد من موهبتهم نخضعهم للتدريب لأشهُر.

وكيف رأيت الفتيات اللواتي لم يدرسن التمثيل؟

هن رائعات، والتمثيل لا يعلّم الموهبة، بل يصقلها الى جانب الثقافة والخبرة والأعمال التي يشاركن فيها في الجامعة مثلاً، والموهبة هي الأساس حتى ولو كان الشخص يدرس التمثيل، وإذا لم يكن الشخص حاصلاً على شهادة في التمثيل، يحتاج إلى بعض الوقت كي يتمرّس أكثر.

لا يمكن أن ننكر أنك صنعت من إيميه صياح نجمة.

صحيح، وحتى كارمن لبس تعترف بأن "إبنة المعلم" كان دور حياتها، وبيتر سمعان وريتا برصونا في "غنوجة بيا"، نادين الراسي في "فاميليا"، يوسف الخال في "فاميليا" وبعد ذلك في "عصر الحريم".

وعندما يرتفع سعرهم يتوقفون عن التعامل معك؟

مهما إرتفع سعرهم، نحن شركة إنتاج محترمة نكرّم الفنان.

نحن الآن في حالة ما قبل الإنتخابات.

أحد المرشحين للإنتخابات "أكل علييّ" 30000 ألف دولار، فكيف سيكون هذا الشخص ممثلاً للشعب؟! هذا سيأكل حقوق الشعب، وإذا نجح في الإنتخابات بالطبع سأطالبه بها.

كلنا نعرف أن هناك حرب الرايتنغ بين التلفزيونات، فهل هذا الرايتنغ حقيقي؟

أنا لا يهمني الرايتنغ، المهم نبض الشارع، فـ"الحب الحقيقي"، و"كل الحب كل الغرام"، نسبة مشاهدتهما كانت كبيرة من قبل الناس، وهناك مسلسلات على محطات أخرى لم تحصل على نسب مشاهدة، فلا يمكن أن ننكر أن الـ LBCI درامياً هي من أقوى القنوات، فهي أتت بعد تلفزيون لبنان ومنذ بدايتها ظهرت بطريقة مختلفة وهناك رؤية وإدارة منظّمة للقناة وعلى الرغم من ان ثمة قنوات نشأت بعدها، إلا أن الـ LBCI بقيت ثابتة في وجدان اللبنانيين.

وهل لطريقة تعامل القناة مع المسلسلات والممثلين، والدعم الذي يقومون به للعمل، دور في ذلك؟

كان لـلـ LBCI "عز كبير"، ليس فقط لبنانياً بل عربياً أيضاً، لكن للأسف تراجعت الآن عربياً، وأحب رؤية بيار الضاهر وهو مؤمن بالدراما اللبنانية، ومن بعد تلفزيون لبنان، LBCI أعادت الدراما اللبنانية الى عزّها وليس مجدها، لأن هناك تقصيراً في الأسعار والإنتاج ولا يشجعون المنتج أن يضع المال في الدراما، وإبن عمي كان شجاعاً وحتى أنه وضع مالاً كثيراً على مسلسل "أمير الليل" ولم يتم بيعه عربياً.

لماذا؟

لا أعرف، وكان من المفترض أن يكون هناك موزعون في الخارج لكن هناك نقطة مجهولة في هذا الأمر.

لذا عليكم أن تتفادوا هذه النقطة المجهولة في "حبيبي اللدود"...

أنا فقدت الأمل، فـ"حبيبي اللدود" موّجه لبنانياً، أما "أمير الليل" فهو موجه لبنانياً وعربياً، و"حبيبي اللدود" يتحدّث عن كثير من العلاقات الغرامية والحرب اللبنانية، والقصة توعية لكل الشباب في العالم العربي أيضاً، وأرى أن لا قضية في العالم تستحق الموت من أجلها، فالإنسان هو أهم شيء، وهناك شخصية في المسلسل تمثّلني كثيراً، فالكرة الأرضية لجميع الشعوب ولا يجب أن تكون هناك حدود.

إلى أي مدى "أمير الليل" زاد من شهرة رامي عياش وإنتشاره؟

رامي عياش كان معروفاً لكن ازدادت شهرته بعد "أمير الليل"، والدليل على ذلك الإقبال الكبير على حفلاته في لبنان بعد المسلسل، اذ كانت حفلاته في العالم العربي أكثر منها في لبنان واختلف الامر بعد المسلسل، وبالطبع إستفاد كثيراً منه.

وأغنية المسلسل خدمته أيضاً؟

الأغنية جميلة جداً، وخدمت العمل، وهو أيضاً خدم العمل من خلال إحساسه وحضوره والكاريزما والجاذبية.

هل كان هناك إستغلال متبادل؟

الإستغلال كان من خلال إسم رامي عياش لكي نبيع المسلسل عربياً، فأردنا الإستفادة من إسم نجم لبناني لتسويق المسلسل، وإستفدنا منه أيضاً كفنان لبناني موهوب، وهو بدوره إستفاد.

لماذا لم يشارك رامي عياش في "حبيبي اللدود"، وأتى بدلاً منه يورغو شلهوب؟

رامي هو الذي إنسحب من المسلسل، وبصراحة كان يتدخّل في الكاستينغ لأنه خاف من الوجوه الجديدة، مع أنه أنكر ذلك.

لكن رامي قال لي في مقابلة، إنه انسحب لأنه لم يكن راضياً عن الكاستينغ.

أنا لا أتدخل في موسيقى رامي عياش، وهو يتدخل في عملي، وتاريخي يثبت أنني عندما أكتشف وجهاً جديداً بناءً على مقومات واضحة ينجح، والأيام ستثبت ذلك، وأرى أن رامي خسر "حبيبي اللدود".

هل تشعرين أنه ندم على إنسحابه من المسلسل؟

لا أعرف إذا كان نادماً، لكنني أعرف أنه خسر.

لمشاهدة ألبوم كواليس تصوير مسلسل "حبيبي اللدود" إضغط هنا.