هو رقم من الارقام الصعبة فنيا، فنان أكاديمي محترف، تمّيز بأداء الادوار الصعبة والمركبة كما لعب العديد من الشخصيات خلال مسيرته الفنية، الا ان دور الفلاح القروي البسيط هو الاقرب اليه.


عصام الاشقر، ممثل مسرحي، اذاعي وتلفزيوني. حقق نجاحات لافتة انطبعت في ذاكرة المشاهدين. صاحب اللحية البيضاء التي تشبه بياض قلبه حلّ ضيفا على موقعنا وتناقشنا معه في عدة ملفات فنية.

بصراحة عصام الاشقر، هل طريقة اختيارك لادوارك كانت السبب في ظلمك فنيا؟
بصراحة، المرحلة الفنية التي جاءت ما بعد التخرج من معهد الفنون، كان المسرح الشغل الشاغل للنجوم المتخرجين الجدد، فيما كان التلفزيون بالمرتبة الثانية، وأنا احد الذين انشغلوا بالمسرح ولم يكن التلفزيون من طموحاتي آنذاك.

ربما لان المسرح بالنسبة للممثل اكثر وفاء؟
" فيك تقول هيك"، ناهيك عن ان ادواري المسرحية كانت تُفصّل على مقاسي فنيا وهذا جانب ايجابي بالنسبة للممثل .

كانت الحركة المسرحية ناشطة في تلك الفترة؟
صحيح، وبالرغم من الحرب الاهلية والقصف، كانت الحركة المسرحية ناشطة جدا .

ما سبب نفورك آنذاك من التلفزيون؟
كانت مساحة التلفزيون ضيقة جدا ومقتصرة على اسماء معينة تمسك بزمام الامور الفنية، وكان التلفزيون شاشة موحدة لكل الوطن. انا لا انكر بأنني أتحمل جزءا من هذه المسؤولية، بالرغم من انني كنت مهيأ للفوز بمساحة جماهيرية عريضة من المشاهدين على الشاشة الصغيرة.

هل أثرت الحرب الاهلية على مسيرتك الفنية وأعاقت نجوميتك؟
اكيد ! الحرب التهمت الاخضر واليابس .

برأيك الحظ يلعب دورا في نجومية الفنان؟
أنا اعتبره نوعا من الفرص، ومما لاشك فيه ان مثل هذه الفرص لا تُعوّض ومن المفروض استغلالها وتوظيفها بشكل جيد. فبعض الممثلين يعرف هذه الحقيقة فيما البعض الاخر لا يكترث لها. أنا مثلا كنت محظوظا مسرحيا والفرص الكبيرة في التلفزيون جاءتني مؤخرا.

هل تعتبر ان لدينا ممثلين يجيدون الفن الكوميدي؟
بصراحة في هذا المجال الفني بالذات، ينقصنا ممثلون خفيفو الظل، لأن الفن الكوميدي عندنا في لبنان مصطنع ومتكلف وليس فيه لمسة جميلة، وهذا يشمل القطاع الفني بشكل عام.

ظاهرة تلفزة مسرح الشانسونية على الشاشة الصغيرة ما لها وما عليها؟
أنا مع ان العمل التلفزيوني هو عمل يتوخى الربح بالنهاية، ولا اعتب على البرامج التي تعرضها الشاشات، انما انا عاتب على المسؤولين عن ادارة هذه الشاشات،خصوصا وان النقابة الفنية مجردة من صلاحياتها، بينما في مصر مثلا والدول العربية والبلدان ذات الحكومات الديكتاتورية، الدور الرقابي عندهم فعال جدا، بينما عندنا حقوق النقابات ضائعة.

كيف تُقيّم حال المسرح في لبنان اليوم؟
للاسف الشديد لا يوجد مسرح حقيقي او "نُخبوي" في لبنان بسبب رداءة الوضع المادي وتقلص المردود المادي من المسرحيات، فأصبح رواد هذا القطاع قلائل جدا .

ما هو دور وزارة الثقافة حيال هذا الامر؟
لا تعليق ( يضحك )..أنا في هذه المسألة أوجه تحية للوزير ميشال فرعون الذي كان متفهما فأعطانا موافقته على بعض العروض لمسرحنا. بصراحة عندنا في المسرح كوادر هي اعمدة العمل المسرحي في لبنان مثل: صلاح تيزاني، جورج دياب وغيرهم. فكلفة الانتاج المسرحي عالية بينما مساعدات الدعم خجولة جدا وضئيلة.

لماذا الانتاجات المحلية غريبة عن واقعنا الاجتماعي؟
السبب الرئيسي هو في الانتاج الذي يعاني من ضعف وبالتالي لا يمكننا الخروج من دائرتنا الضيقة فيما الاخرون وصلوا بإنتاجاتهم الى اعلى المستويات، هذا لايعني عدم وجود استثناءات لكنها ليست قاعدة. المفروض ان نعمل بالدراما بشكل اكثر احترافا بدءا من النص وصولا الى اصغر كومبارس، وإعطاء كل ذي حق حقه.

يتذمر الممثلون من مسألة الشحّ في أجورهم؟
اولا الفنان الممثل ليس موظفا لينال أجرا، هو انسان مبدع ينال مكافأة على إبداعاته. وللأسف هذه القاعدة لا يفهمها المنتجون لانهم ليسوا بفنانين، وحده المنتج الفنان يقدر تعب الممثل.

ما تعليقك على أجور بعض النجوم العالية؟
صحيح ان بعض النجوم يحصلون على اجور عالية، ولكن بالمقابل اعمالهم تعرض على فضائيات عربية عندها الامكانية المالية والحلقة الواحدة على هذه المحطات سعرها مرتفع جدا، خصوصا وان هذه الاسماء اثبتت جدارتها في المسلسلات العربية، ومنتجوها يحترمون الممثل وفنه .

إن دعم الدولة اللبنانية للانتاج الدرامي يُحسّن الانتاج ويفتح أسواقا جديدة.
ولكن "على من تقرأ مزاميرك يا داوود "، الدولة لا تهتم لهذا القطاع حتى انها رفضت المساعدة من الخارج حين كان من الممكن انعاش هذا القطاع، مشكلة الدولة هي في عدم التقدم والتطور.

ما هي خصوصية مسرح الطفل؟
مسرح الطفل ليس سهلا كما يعتقد البعض لانه ينطبع بذهن االطفل المشاهد، وهو أبعد من التهريج والهرج والمرج ووجوه الحيوانات! لذا يجب ان يخضع هذا المسرح للرقابة والعمل المتخصص والعمل بدقة واحتراف على النص بشكل تربوي سليم.

غابت بعض الاسماء عن الساحة الفنية لفترة ومروان نجار احد هذه الاسماء..
( يبتسم ) شوف عندنا مثل شعبي يقول : ما طار طير وارتفع الا كما طار وقع.

هل بإمكان الممثل البارع ان يلعب دور الشرير والبريء بنفس البراعة؟
أنا كممثل اعطي البعد الانساني لأي كاركتير ألعبه، إضافة الى البعد الشخصي وهذا ما يجعل المشاهد يحبني او يكرهني تبعا للشخصية التي العبها، انما كممثل، ففي كلتا الحالتين أبقى محبوباً.