تعود الممثلة الاردنية صبا مبارك للظهور في دراما رمضان المقبل بمسلسل"طايع" الصعيدي، مع عمرو يوسف بعد غيابها العام الماضي بسبب ارتباطها بالجزء الثاني والثالث من "حكايات بنات" وتكشف في حوارها مع"الفن" عن سر موافقتها على العمل وردها على انضمامها بدلا من الممثلة امينة خليل، واذا ما واجهت صعوبات في اللهجة الصعيدية.


كما تتطرق الى الحديث عن تجربتها في الاجزاء الجديدة من "حكايات بنات" وايضا فيلمها الاخير عن اللاجئين "مسافر حلب اسطنبول".

لماذا اخترت مسلسل "طايع" للظهور به في دراما رمضان 2018؟
أولاً لان عمرو يوسف ممثل ممتاز وخلوق ومؤدب جدا كما انه صديقي ونعرف بعض منذ سنوات واحببت العمل معه لانه انسان مريح وناجح بالاضافة الى شيء مهم جدا في الطريقة التي اختار بها اعمالي بالنظر الى المؤلف والمخرج والمنتج من هم، ووجدت ان كل العناصر الفنية متوافرة في "طايع" وكذلك المشاركين في
العمل من عمرو عبد الجليل وسهير المرشدي وسلوى محمد علي الذين من شأنهم تقديم عمل ثقيل وناجح ومهم اضف الى ذلك ان القصة من اجمل ما قرأت منذ فترة طويلة وهذا يهمني كثيرا فانا ارفض اعمالا كثيرة من دون ان اخرج واقول انني اعتذرت عن كذا وكذا، فكل ما يهمني هو تقديم عمل يعجب الجمهور ويسعد به.

ما تعليقك على ما يقال حول انضمامك للمسلسل بعد اعتذار الممثلة امينة خليل؟
امينة خليل لم تدخل المسلسل او تصور فيه لانني بدأت تصوير اول المشاهد مع عمرو يوسف ولا اجزم ان الدور كان معروضا على امينة ام لا.
هي ممثلة ممتازة ولديها مشروع هذا العام فمن الممكن ان يكون ذلك سبب الاعتذار وهذا شيء شخصي، كل انسان حر كيف يختار ادواره وبالنسبة لي الدور صعيدي لا يعوض وما كنت لاسامح نفسي لو انني جعلت هذا الدور يضيع مني.

هل كانت اللهجة الصعيدية عائق امامك في العمل بمسلسل "طايع"؟
الموضوع كان سهلا وليس صعبا لانني مثلت كثيرا باللهجة البدوية الاردنية والخليجية وفيهما عناصر مشتركة مع الصعيدية، واكتشفت اثناء التدريب على التكلم بالصعيدي، انى ارتجل واقول كلاما صحيحا ومناسبا، هذا بالاضافة
الى ان مدقق اللهجة عبد النبي متواجد معنا دائما وانا حريصة جدا ان تخرج تفاصيل اللهجة والاعراف والتقاليد بأفضل ما يكون، فهذه مسؤولية كبيرة كونها ثقافة كاملة موجودة بالمجتمع المصري وأحبها وتعجبني كثيرا وتجذبني، كما ان الاعمال الصعيدية تكون منتظرة دائما من الجمهور.

نذهب الى مسلسلك الاخير "حكايات بنات" الجزء الثاني والثالث، هل عوّضك عن دراما رمضان العام الماضي؟
اشكر كل من افتقدني في دراما رمضان الماضي وهذا يسعدني ان اكون بقلب الجمهور وباله. اما "حكايات بنات" فهو من الاعمال المحببة جدا لي والجزء الثاني يتألف من 60 حلقة وليس 30 وجعلني اعتذر عن اعمال اخرى عُرضت عليّ لرمضان الماضي رغم حماسي لأن اكون جزء منها، ولكن صعوبة التنسيق بين مواعيد التصوير حال دون ذلك وفى النهاية "حكايات بنات" مشروعي ومسلسل احبه كثيرا وحتى لو قدم منه جزء رابع او خامس سأكون متواجدة فيه.

برأيك، هل حقق الجزء الثاني والثالث نفس نجاح الجزء الأول؟
اشعر ان الجزئين نجحا كثيرا ولكن بشكل مختلف، فهذا المسلسل عندما يبدأ عرضه يكون له جمهور معين وعندما ينتهي نجد جمهورا آخر اكبر بالعمر اضافة الى الشباب وعلى تويتر كان من اعلى الاعمال تعليقا بالرغم من عرضه على قناة مشفرة قبل عرضه على الشاشة وهذا شيء يسعدني كثيرا لاننا في الوطن العربي نادرا ما نجد الحالات التي استمر فيها مسلسل ناجح اكتر من سنة ولا ننسى ان هناك 4 سنوات بين الجزء الاول والاجزاء الجديدة فكنا متخوفين كثيرا من عدم نجاحه او من ان ينساه الجمهور لكن الحمد لله رد الفعل جاء مميزا جدا.

في فيلم "مسافر حلب إسطنبول"، لماذا اخترت قضية اللاجئين لتقديمها في الفيلم؟
في الحقيقة انا لا احدد نوعية الفيلم قبل ان اعمل فيه ولكنني اخترته لان قصته جيدة جدا وهذا هو الاساس في عملنا والاهم هو القضية التي يناقشها وهي ملف اللاجئين ومعاناتهم والاشياء التي تحدث لهم خصوصا وان عدد اللاجئين في ازدياد غير عادي وفي كل العالم ليس فقط الدول العربية ولذلك شعرت ان هذا هو الوقت المناسب لالقاء الضوء على هذه القضية في السينما.

كيف كانت عملية التحضير والتصوير لفيلم من هذه النوعية؟
استغرق تحضير الفيلم عامين ما بين كتابة وكاستينغ للاشخاص الذين يقدمون ادوار اللاجئين وهم كلهم لاجئين حقيقيين، وهذا استغرق وقتا طويلا، اما التصوير فتم خلال شهرين بظروف لم تكن سهلة ابدا لاننا كنا نتحرك في اكتر من مكان وموقع وبنفس الوقت كانت الظروف الجوية صعبة ايضا الا اننا كان لدينا ايمان حقيقي بهذاالمشروع والقضية التي نتناولها حتى نكون صادقين ونلقي الضوء على معاناة اللاجئين بكل مكان وتحديدا السوريين منهم، والحمد لله حصلنا على تقريبا 5 جوائز من مهرجانات مهمة جدا في العالم منها احسن مونتاج
واحسن فيلم في مهرجانين وأحسن ممثلة ومازالت هناك جولة في مهرجانات اخرى واتمنى الا نقتصر على المهرجانات العالمية فقط وانما العربية أيضا.

هل الغرض من هذا الفيلم هو تقديم رسالة موجهة للاجئين ومواجهة القضية؟
لا اعتقد ذلك، الفن في النهاية يقدم للجمهور من اجل امتاعه سواء بصريا بالمحتوى الذي لابد من ان يكون مهما
حتى ولو كان كوميديا او ترفيهيا، والاهمية هنا أنك عندما تتناول قضية انسانية او حرب تحدث حاليا لابد من ان تكون في منتهى الحزن وذلك ليس لان الفن رسالة ولكن لطبيعة القضية التي نلقي الضوء عليها والتي تكون مؤمنا بها ولابد من تناول الامر بطريقة محايدة وان تفكر في البشر بعيدا عن الصورة النمطية.

ما هي الحالات الإنسانية الأخرى التي من الممكن تناولها في اعمال فنية لإلقاء الضوء عليها؟
كل المشاكل الموجودة بالمجتمع العربي من الممكن تناولها في اعمال فنية، و"انا عمري ما اهتم بقضية واقول اني ساقدمها في مسلسل او فيلم فليس هذا المنطق الذي افكر به وانما القضية هي التي تفرض نفسها والمشروع نفسه على الصعيد الاخر"، فمن الممكن ان اذهب الى عمل اجتماعي اساعد فيه فأنا أعمل مثلا على عدة ملفات مع الامم المتحدة والمنظمات الإنسانية ولكن الفن هو في النهاية ان تقدم عملا جيدا بعيدا عن اي شيء سواء تعمله في الشارع او في قصر او حتى مسلسلا كوميديا فكل ذلك ممكن وكل ما نقوله هو اننا لا نعمل الا على القضايا الكبيرة.