درس في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، وانضم الى نقابة الممثلين السوريين عام 1985، ثم انطلق في مسيرة فنية غنية ومليئة بالأعمال اللامعة والناجحة بين التلفزيون والمسرح.


أسس شركته الخاصة، وأنتج العديد من المسلسلات المهمة مثل "أسمهان" قبل عشر سنوات.
في رصيده الكثير من المسلسلات المميزة ومنها "القيد" و"باب الحديد" و"حمام القيشاني" و"خان الحرير" و"مخالب الياسمين" و"الداية" و"أهل المدينة" و"حاجز الصمت" و"ليال ورجال" و"أسعد الوراق" وغيرها.
غاب عن الأضواء منذ عام 2011، وتحديداً منذ مشاركته في مسلسل "في حضرة الغياب" قبل أن يعود هذا العام بمسلسل "رائحة الروح".
فنان هادئ وموهوب، حساس وجاد ولا يحب الخلافات والصراعات.
هو الممثل السوري فراس إبراهيم، الذي حل ضيفاً على موقع "الفن" حيث جرى الحوار التالي:

تشارك اليوم في مسلسل "رائحة الروح" بعد غياب طويل، ما سبب هذا الغياب؟
بعد غياب طويل عن الدراما السورية كانت العودة عبر هذا المسلسل، وسبب عودتي ببساطة لأنه آن الأوان كي أعبّر بطريقة ثانية عما أشعر به غير الصمت، فقد عشت فترة صعبة جداً لسنوات عديدة، وكنت حينها غير قادر على العمل إطلاقاً.

ما الأسباب التي جعلتك تصل إلى هذه المرحلة؟
90 بالمئة منها أسباب عامة تتعلق بالحالة العامة لسوريا وما تعيشه خلال السنوات الأخيرة، خصوصا ان الأعمال التي تتناول الأزمة طغت حينها على الدراما السورية، وانا كنتُ غير قادر على المشاركة بمثل هذه الأعمال لأنني أرى ان أي عمل يتناول الحرب والأزمة بائس لأن الواقع يتجاوز كل ما نقدمه.

وبالمقابل، عندما نقدم عملاً بعيدا عن الأزمة نكون قد تحدثنا عن واقع غير موجود، وأي رسالة أريد قولها وإيصالها سأكون غير مؤمن بها.

عموماً الفن بالنسبة لي مزاج لأنني أشتغله بحب، وهو ليس مجرد "بزنس" أعيش من خلاله ولذلك غير مضطر للعمل إن لم أكن مؤمنا بفكرة المسلسل، ولهذا السبب أتوقف أحياناً لسنوات عن العمل وأشعر أنني غير قادر على العطاء، وهناك بعض الأعمال تستهلك من وقتي سنوات عديدة، وهذا ليس بجديد عليّ فهذه طريقتي بالعمل منذ بداياتي.

خلال الفترة الماضية، عُرضت عليّ العديد من الأعمال وجميعها كانت جيدة المستوى ولم يقدم لي أي نص غير جيد، لكن جميعها لم تتناسب مع وجهة نظري بالأمور والحياة، فلا يكفي أن يكون العمل جيدا فقط بل يجب أن يتطابق مع مواصفات أحتاجها وأبحث عنها في هذا الوقت.

"رائحة الروح" مسلسل جيد ويتحدث عن وجع متخف غير موجود، لا أستطيع رؤيته لكنني أشعر به، ومن الجيد أن أشعر بالأمر لكنني لا أعبّر عنه بالشيء الفاقع الذي يتجاوزه الواقع أساساً.

ما الذي شجعك على العودة؟
حين قررت العودة، شعرتُ أن على هذا الوجع أن يتحول الى شيء إيجابي، وحينها تلقيت دعوة للعمل في مسلسل "رائحة الروح"، وعندما قرأتُ النص وجدته بعيد عن المباشرة وقريب مني، أما الدور الذي أسند لي فرأيته يتقاطع مع الأدوار المركبة التي أحبها وتحتوي أكثر من محور وجانب وشعور بعيد عن نمط الخير والشر والحبيب، وإنما هو مزيج من مجموعة أناس يمثلونني ويمثلون كل البشر الذين يتألفون من كتلة مشاعر.

والمخرجة سهير سرميني كانت لطيفة جداً بالدعوة، حينها قالت لي "أريد أن أرسل لك نصا كي تقرأه وأتمنى أن ينال إعجابك"، فأجبتها "أتمنى ذلك حقيقة لأنك أرسلته لي بنفس التوقيت الذي نويت فيه العودة".

ما هي شخصيتك في هذا العمل؟
أؤدي في العمل شخصية فنان تشكيلي يحب العيش بحرية ومن دون قيود، لكنه يقبع في خضم علاقة زوجية معقدة تدفعه للقيام بخطوات غير محسوبة وخارجة عن السياق الطبيعي.

برأيك هل بهت نجمك بعد هذا الغياب؟
لو كان يعنيني موضوع النجومية لما كنتُ اختفيت ولا للحظة، وما يهمني هو فراس إبراهيم الإنسان فقط، أما النجم فله حماية مختلفة وطرق دفاعية كثيرة كنتُ رافضاً لها تماماً، وألتفت للدفاع عن فراس إبراهيم الإنسان، لأنه إذا سقط فإن النجم لا يساوي شيئاً.
حاولت الدفاع خلال تلك السنوات عن فراس إبراهيم الإنسان وحاولت حمايته من السقوط.

كيف كان استقبال الناس لعودتك؟
عندما حافظت على فراس إبراهيم وقررت العودة، رأيت لهفة كبيرة من الناس، وكنتُ سعيداً جداً باستقبالهم لي.
حتى الناس الذين كانوا لا يقبلون طريقتي أو أسلوبي أو سلوكي بالعمل كانوا إيجابيين جداً، حتى خصومي كانوا إيجابيين لدرجة تولد عندي شعور بالامتنان، وصرتُ أفكر بمشاريع أخرى انطلاقاً من هذا الشعور، وقلت بأن هذه الناس تستحق أن أعود وأن أكون إيجابي معها لا أن أقابلها بكسل أو بطريقة سلبية.

ما سر إقامتك في القاهرة بدلاً من دمشق؟
منذ طفولتي ونظراً لأن والدتي مصرية أعيش بين القاهرة ودمشق وليس بسبب الأزمة الحالية..كما أن لي شركتي في القاهرة التي أمارس نشاطي من خلالها كما هي في دمشق أيضاً.

عملت على مسلسل عن نص لنبيل ملحم لكنه لم يبصر النور، لماذا؟
العمل لم يكتمل ولم ينجز، وكان عملا رائعا جداً وتكلفت عليه مبالغ كبيرة وتكبدت خسائر فادحة، والسبب بعدم اكتمال المشروع هو وفاة شريكي الرئيسي، توفي قبل أن يقوم بأي مبادرة فصرتُ وحيداً بالعمل وكنتُ في مصر وكانت ظروف بلدي صعبة وواجهت مشاكل شخصية ومادية كبيرة ولم أعد قادراً على الاستمرار، وأعتبر هذا العمل سبب توقفي كمنتج بسبب الخسارة المادية الكبيرة التي تعرضت لها، فالتطورات التي حصلت كانت خارجة عن كل التوقعات والحسابات.

برز مسلسل "باب الحارة" وحقق نجاحا ملفتا، ما سبب هذا النجاح برأيك؟
الناس بشكل عام تحب الأعمال الشعبية وتحب الخلطة التي كانت موجودة في العمل، فالعمل ضم نجوما على مستوى عال من الأهمية، وكذلك الموضوعات التي طرحت في الأجزاء الأولى منه كانت جديدة، كما أن الأعمال التي سبقته من النوع ذاته مثل "أيام شامية" و"خان الحرير" و"شجرة النارنج"، مهّدت لـ "باب الحارة"، وأرى أن سبب نجاح هذا العمل هو بداياته أي الأجزاء الثلاثة الأولى منه.
أما الأجزاء الأخيرة فكانت استثمار لنجاح الأجزاء الأولى لكن بطريقة تجارية.

على من يقع اللوم؟
لا تستطيع أن تلقي لوماً على الشركة المنتجة للمسلسل، فهي جهة تحصل على ربح مادي من سلعة قامت بإنتاجها وصنعها، لكن القيمة الفنية التي كانت موجودة في العمل لم تعد موجودة.

هل دُعيت إلى هذا العمل؟
لا لم يعرض عليّ.

وفي حال تمت دعوتك، ماذا سيكون ردك؟
سواء دُعيت في السابق أو اليوم أو في المستقبل فجوابي واحد وهو لا، لأنني أكره الأبواب، ولا أحب الأسلاك بل الطيران والحرية.
طاقتي وثقافتي وفهمي للأمور تقول بأن الشام لم تكن كما جاء في "باب الحارة" ولا أصدق أنها كانت كذلك.
وعلى الرغم من ذلك أحترم أي عمل فني، ولم يسبق لي أن هاجمت ولا كنتُ ضد أي عمل.

ما رأيك بمشاركة الفنانين اللبنانيين في الدراما السورية؟
لما لا، أنا مع مشاركة الممثلين من جنسيات متنوعة في الدراما السورية فنحن لا نستطيع أن نحتكر أو أن نقفل حدود، ونحن الممثلون السوريون نشارك أيضاً في الدراما المصرية، على الرغم من وجود العديد من الممثلين المصريين والأولوية لهم.
والفنانون اللبنانيون أيضاً يتساءلون عن مشاركة السوريين في دراماهم، ولا ننسى أننا بالأساس ضحية تقسيم استعماري ويجب علينا ألا نساهم بتقسيم آخر فيما بيننا.
المهم بالنسبة لي أن يكون الفنان بمكانه الصحيح مهما كانت جنسيته، وهناك طاقات ومواهب مرعبة وعلى الدراما ألا تكون حكراً على سوريا ومصر.

برأيك ما سبب نجاح الأعمال العربية المشتركة؟
التركيبة الصحيحة التي تضرب على العصب إن كانت خاطئة، والنجاح ليس حكراً على الأعمال المشتركة فمن الممكن أن يحقق عمل سوري أو مصري كامل نجاحاً كبيراً أيضاً، ومن الممكن أن تكون نتيجة عمل مشترك سيئة جداً والسبب لا يعود إلى أن فكرته سيئة لا أبداً بل لأن التركيبة سيئة.

أنت ممثل ومخرج ومنتج.. ما الأولوية بالنسبة اليك؟
أنا ممثل أولاً، ومنتج ثانياً، ولكنني لستُ بمخرج أبداً، ولا أعلم ما سبب منحي هذه الصفة وانتشارها عبر صفحات الإنترنت.

بعيداً عن العمل.. لديك ولدان أخبرنا عنهما؟
طارق وسندس، طارق البكر وهو شاب موهوب وخريج سينما ويعمل حالياً في شركة إنتاج ضخمة جداً في إمارة دبي، ولديه مشروعه الخاص كمخرج، كما كتب نصا لفيلم سينمائي مهم جداً، ومن الممكن بعد فترة أن أنتجه أو أن أسعى لإنتاجه عبر شركة أخرى.
طارق تواجد معي في أعمال عديدة منذ صغره مثل "سيرة آل الجلالي"، و"حروف يكتبها المطر"، و"أسير الانتقام" و"ليل ورجال" و"محمود درويش"، لكنه أحب مهنة الإخراج أكثر وذهب بهذا الاتجاه.
سندس، خريجة حقوق، وهي فتاة "نعّومة كتير" لا تعمل أبداً بالمجال الفني.

هل تعتبر نفسك من الممثلين النشيطين عبر وسائل التواصل الإجتماعي؟
غبتُ عن الدراما لكنني لم أغب عن وسائل التواصل الإجتماعي، وأنا موجود على الفيسبوك وكنت شبه منتظم على كتابة منشورات تعبّر عن وجهة نظري، وهذا ما ساهم في وجودي، لأنني عبّرت عن قضايا مهمة جداً.
أما إنستغرام فهو تطبيق جديد بالنسبة لي وأوكلت ابني طارق به، وأنا ضعيف جداً على التويتر وغير نشيط على الإطلاق وأفكر بحذفه. ولديّ قناة على يوتيوب تحتوي على مسلسلاتي وأعمالي.