إستطاع أن يُوجد حالة غنائية منفردة بعيدا عن جلباب والده ونجم الغناء الشعبي احمد عدوية، فلقد حقق غناؤه بعض الاعمال الدرامية نجاحا كبيرا، اضافة الى ألبوماته وأعماله التي صنعت نجوميته، فهو صاحب صوت مميز ومختلف عن بقية الأصوات الموجودة على الساحة، وفي الوقت نفسه هو قليل الظهور في الصحافة والإعلام.

.هو الفنان محمد عدوية الذي يتحدث لـ"الفن" عن عودته لإصدار ألبوم "سكوت خلاص" وعن الأصداء الأولية التي وصلته عنه وعن مشاركته في غناء أوبريت وطني مصري وعن تجربة التلحين في ألبومه وعلاقته بوالده والكثير من التفاصيل، يحدّثنا في اللقاء التالي:

في البداية، طرحت ألبومك الجديد "سكوت خلاص" من خلال خدمة الكول تون لإحدى شركات الإتصالات الهوائية المصرية، هل بدأت تشعر بأصدائه؟
طرحت الألبوم في الأيام الأخيرة من شهر مارس والحقيقة أن الأصداء التي وصلتني عنه إيجابية للغاية وسعدت بها ولكنها ليست المقياس الحقيقي لأصداء الألبوم، وحين يتم طرحه بالأسواق سوف تتضح الرؤية الخاصة بأصدائه أكثر، كما أن فكرة طرح الألبوم على خدمة الكول تون هي طريقة أصبحت مُتبعة في الوقت الحالي لغالبية الفنانين على الساحة الغنائية لأن القرصنة قضت على سوق الكاسيت وبالتالي لم تعد هناك إيرادات من الالبومات بل من طرق محدودة جدا ومنها خدمة الكول تون.
وأتوقع أن يُحقق الألبوم نجاحا كبيرا بعد طرحه في الأسواق، اذ انني إخترت أغنياته بعناية ودقة كبيرة، ومن بين هذه الأغنيات ما أراه قريبا مني ومما سبق وقدمته وحقق نجاحا وإقبالا من الناس في ألبوماتي السابقة.

وكم من الوقت إستغرقت في إنجاز هذا الألبوم؟
الألبوم إستغرق منذ بداية التحضير له أكثر من عامين ونصف ولكننا كُنا نعمل على تنفيذه بإرتياح كبير ومن دون إستعجال للظهور بأفضل شكل ممكن، مع أن الوضع الإقتصادي لم يكن مُستقرا وغابت فكرة الألبومات الغنائية ما جعل الكثير من النجوم يتجهون للأغنيات المنفردة لأنها أقل تكلفة وتنفذيها أسرع، اضافة الى ثورة السوشيال ميديا التي تساعد في وصول الأغنية في أقل من ثانية للجمهور في كل أرجاء العالم.

غالبية ألبوماتك تعتمد على الرومانسية التي تتميز بها، فهل تسلك هذا الطريق للوصول الى قلب الجمهور؟
الامر ليس الإعتماد على الرومانسية أو على لون معين في الغناء، بل إنني أختار ما أراه قريبا من إحساسي وما أستطيع تقديمه بأفضل شكل ممكن، فالمطرب الناجح هو من يؤدي كل الألوان الغنائية بالشكل الذي يتناسب مع طريقته في الغناء وإحساسه، وهذا ما أعتمد عليه في الإختيار، والأساس في الإختيار هو اللحن الجيد والكلمات المختلفة.

ولكن لماذا الغياب سبعة أعوام عن إصدار الألبومات الغنائية؟
لا أعتبر ان الغياب عن إصدار الألبومات كان لسبعة أعوام كما تقول، لأن هناك اربعة اعوام ما بعد ثورة يناير كانت الأوضاع صعبة وهناك الكثير من النجوم إختفوا تماما فيماتواجد آخرون. ولكن الأربعة أعوام هذه التي أقصدها كانت وضعا عاما وصعبا على كل الناس، لذا فهي محذوفة من السبعة أعوام، وبعد ذلك بدأت في التحضير للألبوم واعتقد أن عامين ونصف العام وقت كاف لإنجاز ألبوم مميز.

هل ترى أن غياب الفنان عن طرح الألبومات يؤثر على رصيده الفني؟
لم أغب عن جمهوري خلال السنوات السبع الأخيرة لأنني تواجدت في الكثير من الأعمال، فلقد غنيت تترات عدة مسلسلات وحققت هذه الأغنيات نجاحا كبيرا للغاية، كما أصدرت أكثر من أغنية منفردة، وعلى العكس كنت موجودا ولم أشعر بأنني غبت عن جمهوري لفترة طويلة، فالمهم هو التواجد بأعمال مميزة سواء اغنية منفردة أو تتر مسلسل أو ألبوم.

قُمت بتلحين بعض أغنيات الألبوم، لماذا؟
أحببت أن أُضفي بعض الأفكار الجديدة والتي وجدت أنها ستكون نابعة من داخلي، فالقنان والملحن والمؤلف عملهم يُكمل اعمال بعضهم البعض ويقومون بخلق الأفكار من خلال الإجتماع معا للوصول الى فكرة يتم تنفيذها، فما بالك لو أن المطرب لديه أفكار لنفسه سواء في التلحين أو التأليف، فبالتأكيد هذا سيكون أسهل في ايصال رسالته للجمهور.

وكيف كانت أصداء أوبريت "كلنا معاك" الذي شاركت في الغناء فيه مع كوكبة من نجوم الغناء؟
سعدت للغاية بالمشاركة في غناء هذا الأوبريت الذي ضم كوكبة من نجوم الغناء الذين تشرفت بالغناء إلى جانبهم، كما أن المشاركة بعمل وطني أمر مُحبب الى قلبي أنا وكل الفنانين الذين يرغبون في أن يكون لهم دور تجاه المجتمع، فضلا عن أن أصداء الأغنية بدأت منذ الساعات الأولى التي تم طرح هذا العمل الضخم والمميز فيها.

وكيف تم ترشيحك للمشاركة بهذا العمل الوطني؟
ترشحت للمشاركة بهذا العمل من خلال القائمين عليه الذين عرضوا عليّ الأمر، فسعدت به ولم أتأخر في قبول المشاركة، وفي اليوم التالي جلست مع الملحن محمد رحيم وإستمعت إلى اللحن وشعرت بإنجذاب كبير إلى لحن الأوبريت منذ بداية غناء رحيم لي، كما أنني لم أختر جملة معينة لغنائها لأن هذه ليست طبيعة عملي ولا أتعامل بهذه الطريقة بل إنني تحضرت للغناء تبعا لرؤية الملحن محمد رحيم وأسعدتني التجربة كثيرا.

كانت لك تصريحات متداولة عن إعجابك الكبير بألحان محمد رحيم، ما السبب؟
أنا بالفعل معجب بألحان رحيم واعماله تتحدث عن نفسها بقوة، وأعتقد أن رحيم هو من أفضل الملحنين في العالم ويكفي أن ألحانه غير مسروقة أو مُقتبسة بل يقوم بصناعة ألحان من تأليفه الموسيقي، ولقد تم وضع رحيم ضمن تصنيف أفضل عشرة ملحنين في العالم، ولكنني أشعر بالسوء لأنه لم يحصل على حقه وخصوصا من مجال الإعلام.

وكيف ترى حال الإنتاج الموسيقي في الوطن العربي حاليا؟
أعتقد أنه حاليا أصبحت الأوضاع أفضل بكثير مما كانت عليه، ولكن لاشك أن هناك تغييرات كبيرة طرأت على الساحة أهمها أن الأغنية المتميزة هي التي تصل للناس بسهولة بغض النظر ما إذا كانت منفردة أو داخل ألبوم، والجمهور أصبح أكثر وعيا.

وفي النهاية، هل تُشارك والدك الفنان احمد عدوية في إختيار أغنيات ألبومك معك؟
بالتأكيد.. أُشاركه في الكثير من الأمور الخاصة بي، وأتعامل مع رأيه في ما أُقدمه من أعمال غنائية لانه مهم للغاية، ودائما ما أستشيره لأنني في الأساس أنا وهو أصدقاء وقريبين لبعضنا البعض.