قاوم بقلمه الجريء، وبروح مناضلة شجاعة، هو الروائي والصحفي غسان كنفاني الذي ولد في فلسطين وتحديدا في منطقة عكا عام 1936، الا انه عاش في يافا لغاية العام 1948، ونظرا لاندلاع الحرب حينها، انتقل للعيش في دمشق، حيث تلقّى دراسته الثانوية فيها، ثم ذهب الى الكويت وعمل كمدّرس في احدى المدارس الابتدائية، الى ان رسى في بيروت عام 1961 وعمل في مجال الصحافة في مجلة الحرية، ثم أصبح رئيس تحرير جريدة "المحرر" اللبنانية، كما عمل في جريدة الأنوار اللبنانية، بعدها أسّس مجلة بعنوان "مجلة الهدف".

اعمال غسان كنفاني

ان غسان كنفاني هو أول من كتب عن شعراء المقاومة، حيث تحدّث عن زجلهم المعبّر والمقاوم، اضافة الى كتاباته عن القضية الفلسطينية، و في رصيده ثمانية عشر كتاباً، تخللها مئات المقالات والدراسات تنوعت بين الثقافة والسياسة، تُرجمت اغلب أعماله إلى سبع عشرة لغة وانتشرت في أكثر من 20 بلداً، كما ان اثنتين من رواياته تحولتا إلى فيلمين سينمائيين.

ومن ابرز رواياته: عائد إلى حيفا، رجال من الشمس، أرض البرتقال الحزين، أم سعد، عن الرجال والبنادق، القميص المسروق، العاشق، ما تبقى لكم، عالم ليس لنا، الشيء الآخر، وسرير رقم 12" التي استوحاها من مكوثه في المستشفى نتيجة مرض السكري.

تميّز بكتاباته الواقعية المستمدة من تجارب اشخاص حقيقيين، أعدّ دراسة عن ثورة فلسطين عام 1936، حيث نُشرت في مجلة شؤون فلسطين، وقبل اغتياله كان يخطّط لكتابة قصّة بعنوان الرجل والصخر، التي استوحاها من مشاهدة عامل يكسر الصخر في كراج بناية.

"الأطفال هم مستقبلنا" عبارة استخدمها كثيرا في حواراته، فقد كتب الكثير من القصص التي كان أبطالها من الأطفال، ونُشرت مجموعة من قصصه القصيرة في بيروت عام 1978 تحت عنوان "أطفال غسان كنفاني"، وترجمت الى الإنجليزية بعنوان "أطفال فلسطين".

كتب عدة مسرحيات منها "الباب" ومسرحية "القبعة والنبي"، كما انه رساما محترف.

زواج غسان كنفاني

اثناء انعقاد مؤتمر طلابي فلسطيني في يوغوسلافيا، بحضور وفد دنماركي عام 1961، كان هناك فتاة من ضمن هذا الوفد تدعى آني، وهي متخصصة في تدريس الأطفال، حيث اطّلعت على القضية الفلسطينية حينها واهتمّت فيها.

ارسلها احد الأشخاص لمقابلة غسان كنفاني باعتباره مرجعا للقضية الفلسطينية، احبّوا افكار ومبادئ بعضهما، وبعد عشرة أيام طلب غسان يدها للزواج، حيث قام بتعريفها على عائلته، وتزوجا عام 1961، ورزقا بفايز عام 1962، وليلى عام 1966.

مقتل غسان كنفاني

قُتل غسان كنفاني على يد إسرائيل في 8 تموز/يوليو عام 1972، اذ انهم قاموا بوضع عبوة ناسفة له في سيارته، ما ادى الى مقتله فورا، وشكّل هذا الأمر ضجّة كبيرة حينها حيث تصدّر خبر مقتله جميع الصحف في العالم.

تكريم غسان كنفاني

نال جائزة أصدقاء الكتاب في لبنان عن روايته "ما تبقى لكم" وذلك عام 1966.

حاز على جائزة منظمة الصحفيين العالمية عام 1974 وجائزة اللوتس في عام 1975.

ومنح اسمه وسام القدس للثقافة والفنون في عام 1990.

ابرز ما قاله محمود درويش عن غسان كنفاني

تحدّث عنه الكثير من الأدباء ومنهم محمود درويش الذي قال عنه: "لدى قراءة كنفاني اليوم نكتشف، أولاً ودائماً، انه في عمق وعيه كان يدرك ان الثقافة أصل من عدة أصول للسياسة، وانه ما من مشروع سياسي من دون مشروع ثقافي".

"لعلّ المسعى الأهم لبحوث كنفاني الأدبية هو ذلك المتمثل في ترسيخ أسس ولادة الفلسطيني الجديد، لجهة التأني عن الإنسان المجرد والفلسطيني المجرد والاقتراب من الإنسان الفلسطيني الذي يعي أسباب نكبته ويدرك أحوال العالم العربي ويعرف أكثر ماهية الصهيوني الذي يواجهه".