تميزت الممثلة المصرية ميرنا المهندس بوجه ملائكي وإبتسامة طفولية، خطفت قلوب المصريين في العديد من الأدوار التلفزيونية والسينمائية، ليطلق عليها المصريون لقب "فراشة السينما المصرية".

إسمها الحقيقي "ميرنا عبد الفتاح محمد رجب"، وتنتمي لعائلة بعيدة عن العمل الفني، وظهرت لأول مرة على شاشات التلفزيون نجمة للإعلانات التجارية، وهي لا تزال في التاسعة من عمرها، حتى تعرفت على أحد مخرجي برامج الأطفال، الذي أُعجب بها وشجعها على إقتحام مجال التمثيل.

مشوارها التمثيلي

بدأ مشوار ميرنا المهندس مع المخرج المصري أحمد عبد السلام في الإعلانات التجارية، وخطف وجهها الضحوك وصوتها المميّز قلوب الجمهور، لتنتقل إلى عالم السينما بأول أعمالها معه في فيلم "مستر دولار" عام 1993، من بطولة الممثلين المصريين الراحلين يونس شلبي وسعاد نصر.

ويعد دورها الأبرز الذي تعرف عليها من خلاله المشاهد المصري والعربي هو دور "بركسام"، في مسلسل "أرابيسك"، الذي أنتج عام 1994، وكان من بطولة صلاح السعدني وكرم مطاوع وهدى سلطان، والذي يعد الإنطلاقة الحقيقية في حياتها الدرامية.

وتعرف عليها الجمهور أكثر في المسلسل الكوميدي "ساكن قصادي"، الذي جسدت فيه دور "ليلى" ابنة الراحلين عمر الحريري وسناء جميل عام 1995.

وفي فترة التسعينات، شاركت في أكثر من عمل متميز، مثل فيلم "يا تحب يا تقب" و"مسلسل أبو العلا 90" و"يوميات ونيس".

عانت ميرنا المهندس خلال الخمسة عشر عاماً الأخيرة من حياتها، بسبب أوجاع المرض الذي إرتبط بها منذ طفولتها بالأمعاء والقولون، وظل المرض يأكل جسمها ويسمم دمها، مما أدى إلى إجرائها أكثر من عملية، ولذلك قلت أعمالها خلال تلك الفترة، التي قدمت فيها عدداً متميزاً من المسلسلات، ومنها "بنات أفكاري" مع محمود مرسي، و"نجمة الجماهير" مع نادية الجندي، و"محمود المصري" مع محمود عبد العزيز، و"أحلام عادية" مع يسرا.

ويعد مسلسل "أريد رجلاً" آخر أعمالها الدرامية،وقدّمت فيه دور "أميرة".

حياتها الأسرية

رغم معاناتها مع المرض بشكل مستمر، إلا أن حياتها الأسرية كانت أيضاً غير مستقرة، فعانت أيضاً بسبب أمها وأخيها، اللذين إتُهما في قضايا وتم حبسهما، ولكنها لم تستسلم لأزماتها بل توجهت ميرنا المهندس إلى السينما خلال السنوات الثماني الأخيرة من حياتها، وقدمت عدداً جيداً من الأفلام، كان أبرزها "أيظن" مع مي عز الدين عام 2006، و"العيال هربت" مع حمادة هلال، و"الأكاديمية" عام 2009، وأخيراً "زجزاج" عام 2015.

وفي عام 2007 تم القبض على شقيقتها الصغرى في قضية مخدرات، وسجنت والدتها منى بتهمة قتل زوجها، وأصبحت حالتها الأسرية مليئة بالمشاكل، لذلك رفضت الزواج أو الارتباط بأي رجل، خوفا من المشاكل العائلية المستمرة، ورغم ذلك لاحقتها الشائعات ونُسب إليها أنها السبب في إنفصال الفنانة المصرية أنغام وزوجها السابق الموزع الموسيقي فهد.

وطالتها شائعات أخرى، بأنها سبب فسخ خطوبة الفنانة المصرية مي كساب وخطيبها السابق الرائد سعيد جميل.

مرضها

أصيبت ميرنا المهندس بسرطان القولون، وظلت سنوات تتلقى العلاج، وفضّلت وقتها أن تختفي عن الأنظار وترتدي الحجاب، وبعد رحلة علاجية قرر الأطباء إستئصال القولون وعادت بصحة جيدة إلى جمهورها، وقدمت عدداً من الأعمال السينمائية والتليفزيونية، وبدأت تتذوق طعم النجاح من جديد، وفي ظل حلاوة مذاق هذا النجاح عاد السرطان ليهاجمها من جديد، وكسب معركته هذه المرّة.

في آخر أيام ميرنا المهندس منعت عنها الزيارة، وقد حاول عدد كبير من الفنانين زيارتها فكانت تخبرهم بأن الزيارة ممنوعة لسوء حالتها الصحية، وبعد تدهور حالتها، قرّر الأطباء إجراء عملية جراحية لها لكن سوء حالتها منعهم من إجرائها، إذ لم يكن جسدها يحتمل آلاماً أخرى، بعد ما تذوقته من آلام صاحبة الجسد النحيف لسنوات.

وإعتبرت ميرنا المهدس أن تجربة الحجاب من أفضل مراحل حياتها، خصوصاً أنها ظلت محتفظة بملابسها في "دولاب" خاص ولم تفرط فيها، وتوقعت وقتها أن تتوفى وهي غير محجبة، لكن حسابها سيكون بينها وبين ربها.

وفاتها

رحلت ميرنا المهندس التي رفضت عائلة والدتها دخولها عالم التمثيل، ومنحها المخرج حسين حلمي المهندس لقبه، في الخامس من آب/أغسطس عام 2015، بعد أن تدهورت حالتها الصحية مرة أخرى.