نجم كبير سطع في سماء الفن منذ بداية ظهوره الفني وحتى اليوم، ولكنه مر بمرحلة صعبة قبل تقديم فيلم "الكنز"بسبب الهجوم الكبير من النقاد عليه على الرغم من أدائه لأدوار الـ"كاراكتر" والتي لا يجرؤ كبار النجوم على تقديمها لمرات عديدة، ولكنه سلك هذا الطريق من دون خوف، وحين نجح صفق له الجميع ولكن حين جاءت الرياح كما لا تشتهي السفن، إنهالت الأقلام المُضادة والهجومية عليه، ولكنه إستعاد نجاحه وأسكت الجميع بنجاحه الكبير بفيلم "الكنز".

. هو الممثل محمد سعد الذي يكشف لـ"الفن" عن مشروعه السينمائي المقبل ونظرته لخطواته المقبلة والجمهور، وإهتمامه بلغة الحركة والصوت في أدواره وتفاصيل كثيرة أخرى في اللقاء التالي:

ما هو جديدك السينمائي؟
لدي فيلم جديد تعاقدت عليه مع السبكي ونجري عمليات التحضير الأولية بالنسبة للإتفاق على الشكل الذي سأظهر فيه وتفاصيل العمل، وفي الفترة المقبلة، سوف يتم البدء في إختيار فريق العمل، وقد نبدأ في تصويره قريبا.

وهل تتدخل في إختيار فريق العمل المُشارك معك بأعمالك؟
القرار الأول في هذا الأمر يعود للمُخرج في المقام الأول ولكنني أُشارك في الإختيار بتقديم رأيي فقط، وهناك عوامل أخرى تتحكم في الإختيار وهي تخص الجانب الإنتاجي، وفي النهاية نتوصل لإتفاق من خلال التشاور في ما بيننا.

بعد نجاحك في "الكنز"..هل تدرس خطواتك المقبلة؟
اعتدت في حياتي أن أستمر في النظر أمامي مهما كان الكلام السلبي ضدي فإنه لا يأخذني للخلف بل يدفعني للامام نحو النجاح والتقدم وإستكمال مسيرتي الفنية على أكمل وجه ممكن.

ولكنكِ إستعدت جمهورك وكذلك النقاد من خلال نجاحك في هذا الفيلم؟
الجمهور هو من يصنع النجم في المقام الأول بعد توفيق الله عز وجل. اما الآراء النقدية عني منذ بداية بطولاتي منذ أكثر من 16 عامأ، فأراها كما هي من دون تغيير، وكأنها "راكور" يتم تكراره حين أُقدم أي عمل جديد، كما أنني واثق من مُساندة جمهوري لي والوقوف خلفي دائما حيال كل خطوة فنية جديدة أقوم بها، والحمد لله فيلم "الكنز" بدّد الكثير من الآراء السلبية التي كانت ضدي قبل تقديم هذا العمل، فلقد شاهدني الجمهور بشكل جديد بعيد تماما عن الكوميديا وتلقيت آراء إيجابية كثيرة عن الدور وقرأت كل ما كُتب عن دور "بشر الكتاتني".

هل الإختلاف هو ما ميزك بـ"الكنز" أو الإنتقال من الكوميديا لنوعية أخرى من الأدوار؟
كل شخصية قدمتها منذ بداية مشواري الفني وإلى الآن كان فيها تنوع واختلاف كبير عن الشخصيات الأخرى، فلا يمكن أن تكون هناك شخصية شبيهة بالأخرى سواء في الخط الدرامي الخاص بها أو طبيعة انفعالاتها الكلامية والجسدية، وهذا التنوع كان ومازال موضوعا في الإعتبار حتى الآن لأنه أمر مهم للغاية بالنسبة لي.

ولكن النقلة الفنية الكبيرة التي شهدها دورك بالجزء الأول من فيلم "الكنز" مُرعبة وصعب أن يقبلها أي فنان..شريف عرفة-ما الذي شجعك عليها؟
إسم المخرج شريف عرفة وثقتي الكبيرة فيه لأنه أول من إكتشفني فنيا وقدمني للجمهور من خلال فيلم "الناظر"، وثقتي الكبيرة فيه وفي توجيهاته التي جعلتني أُقدم الشخصية على أكمل وجه ممكن، والحمد لله سعيد برد الفعل على هذا الدور وأعتقد أن الجزء الثاني من العمل سوف يشهد تطورا كبيرا في الشخصية.

وأين كانت الصعوبة في أدائك للشخصية مقارنة بأدوار "الكاراكتر" التي قدمتها في أعمالك السابقة؟
الصعوبة كانت تكمن في إختلاف الدور وحداثته بالنسبة لي، ولكن لو قارنت هذه الشخصية بأدوار "الكاراكتر" التي سبق وأن قدمتها في أعمالي السابقة فلا يمكن أن أقول أنها صعبة بالنسبة لهذه الأدوار التي كلفتني كثيرا من مجهودي، فصناعة "كاراكتر" خاص وتقديم شخصية جديدة وصناعتها بأسلوبك أمر صعب للغاية لأن هذه الشخصيات إستغرقت مني أشهر طويلة في التحضير لها من أجل تقديمها وكأنها شخصية واقعية موجودة بالفعل في الواقع.

بشكل عام..ما الذي يحتاجه الدور المميز من الفنان للخروج بأفضل شكل ممكن؟
أهم شيء بالنسبة للفنان هو رضاه وإقتناعه الشديد بالدور الذي يُقدمه وإحساسه بالأمان من دون قلق وخوف لأنه لو شعر بذلك فلن يستطيع الإبداع في الشخصية، والإطمئنان في المقام الأول لا يأتي إلا من خلال التعاون مع مُخرج واعِ لا يجعلك تفكر في شيء سوى الوقوف أمام الكاميرا والتمثيل فقط، وهذا الأمر وجدته في المخرج شريف عرفة وهو السبب الرئيسي لقبولي المشاركة بفيلم "الكنز" ومن بعده بقية العوامل الأخرى.

وما موقفك من تقديم "كاراكتر" اللمبي في عمل فني جديد؟
قدمت هذه الشخصية وشبعت منها ولا أعتقد أنني أميل الى تقديمها من جديد، فهناك الكثير من الشخصيات الأخرى التي يُمكن أن أُقدمها من دون أن أُكرر نفسي.

ولكن لو عُرض عليك سيناريو يواكب الوقت الحالي بشخصية اللمبي.. فماذا سيكون موقفك؟
المشكلة تكمن حاليا في السيناريو خصوصا لأن كتابة الكوميديا صعبة للغاية، والكثير من السيناريوهات التي ضمّنها مؤلفوها شخصية اللمبي وعُرضت علي ولم أشعر بأي حداثة أو إختلاف في الموضوع، لذا كنت أعتذر عنها، كما أن الموضوع يحتاج لمؤلف أمين وواعِ في المقام الاول وليس مُجرد إستغلال نجاح الشخصية لتقديمها في ثوب جديد.

كواحد من البارزين في التمثيل بلغة الحركة..الى اي درجة تجدها مهمة بالنسبة للفنان والجمهور؟
أعتقد أن الأداء الحركي والإنفعالات الخاصة بكل شخصية أهم شيء بالنسبة للفنان كي يُصدقه الجمهور، فالسعادة لها لغة جسد وحركات مختلفة عن الحزن وهكذا، ومن الضروري التركيز على هذه العوامل في التمثيل لأننا لا نمثل بل نُجسد شخصيات مكتوبة على الورق وننقلها في لغة الصورة ونتقمصها ونجعلها شخصيات من لحم ودم.

أيضا تمتلك موهبة تطويع صوتك وتشكيله بكل الألوان سواء بطريقة الحديث أو الغناء، وهذه موهبة أخرى تضاف الى مواهبك. هل تراها مهمة بالنسبة اليك؟
بالتأكيد..هي موهبة مهمة للغاية أن أُجيد تشكيل صوتي حسب مُتطلبات الشخصية وأعتقد أن هذا سبب نجاحي في أداء أدوار "الكاراكتر" لأن كل شخصية يكون لها شكلها وصوتها وتفاصيلها ولابد من الإلمام بكل هذه العناصر ووضعها في الشخصية، كما أن تقديمي أغنيات في أعمالي أمر مميز وحقق النجاح مع الجمهور وهذا الأمر لا أقوم به لمجرد الغناء ولكن طبيعة الشخصية والسيناريو هو من يتحكم في ذلك.

وفي النهاية.. هل واجهت معاناة في حياتك الفنية للوصول الى النجومية؟
بالتأكيد..واجهت الكثير من المعاناة والمصاعب في طريقي ولكنني كنت على قدر المسؤولية وكنت أرى أنني بدون مواجهة هذه المصاعب والتغلب عليها لن أصبح ناجحا لأن هناك مثل شهير يقول إن الشدائد تصنع الرجال.