لم تتمالك الفنانة السورية أمل عرفة نفسها عندما سلمها وزير الثقافة محمد الأحمد درع التكريم الخاص بوالدها الملحن الراحل سهيل عرفة، حيث قالت لموقع "الفن" إنها تأثرت بالتكريم وبتصفيق الجمهور واستذكرت والدها وتمنت لو أنه كان موجوداً معها.

جاء ذلك في احتفالية بعنوان "تحية إلى الموسيقار الراحل سهيل عرفة" على مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة الفنون، حيث أحيت الفرقة الوطنية السورية للموسيقى العربية هذا الحفل بقيادة عدنان فتح الله وغناء أمل عرفة وليندا بيطار وريان جريرة وكورال ألوان بقيادة حسام الدين بريمو.

وتم تقديم ثماني أغنيات من ألحان سهيل عرفة، فغنت ابنته أمل "صباح الخير يا وطناً" و"ع البساطة" و"عليكي السلام" إضافة إلى "بلدي الشام" بالمشاركة مع ريان جريرة الذي غنى منفرداً "يا دنيا"، أما ليندا بيطار فقدمت أغنيتين هما "من قاسيون" و"يا طيرة طيري"، أما كورال ألوان فغنوا "غنوا معنا لطفولتنا" التي حازت ميدالية ذهبية بمهرجان في إيطاليا بصوت هالة الصباغ.

وقال وزير الثقافة في كلمته أمام الجمهور: "ننظر إلى ما تركه سهيل عرفة من أعمال ولا تصدق أن هذا كله هو من إبداع شخص واحد، أكثر من ألف وثلاثمائة أغنية، وموسيقى حوالى سبعين مسلسلاً وأربعين فيلماً سينمائياً، وعشرين مسرحية.. ومع ذلك لا نستغرب هذا عندما نعرف أن الفن بالنسبة لسهيل عرفة ليس مهنة ولا هواية وإنما هو نمط حياة، وهو الهواء الذي يتنفسه والماء الذي يشربه والخبز الذي يقتات به".

وأردف: "قاوم سهيل عرفة المرض الذي أنهكه أواخر أيامه بشجاعة ورجولة نادرتين لم يرفع الراية البيضاء للحظة واحدة سخر من الموت بالضحك والرغبة بالعيش والحديث عن مشاريعه المستقبلية التي كان ينويها التقيت به للمرة الأخيرة في منزله، ورغم مكابرته وإيحاءاته بأنه مازال قوياً لاحت أشارة من عينيه أفصحت لي عما يكابره غادرت المنزل بعد أن ضممته وقبلته كنت اعرف جيدا أنها المرة الأخيرة التي سوف ألتقية فيها وان الزمن المتبقي له لن تتيح المزيد من أحاديثنا المعتادة".

​​​​​​​أما أمل عرفة فقالت في كلمتها: "اليوم في داخلي مشاعر مختلطة وكثيرة من الفقد والحب والوفاء لهذا الفنان الكبير الذي قدم الكثير لوطننا، وفي الوقت نفسه شعور بالفخر كوني ابنته".

يشار إلى أن سهيل عرفة موسيقي كبير استطاع أن يترك بصمة واضحة في الغناء العربي، وقد غنى من ألحانه فنانون كبار أمثال وديع الصافي وصباح ونجاح سلام وشادية ودلال الشمالي، وقد ولد عام 1935 وتوفي في أيار عام 2017.