ما أجمل أن نصف الفن بتلك الشعلة التي تنير ظلام الجهل وتساهم برسالتها الثمينة بتوعية الآلاف وحتّى الملايين من المشاهدين.

نجوم كرّسوا حياتهم من أجل هذا العالم المليء بالتحديات، إلا أنّ اسمهم ما زال محفورا على صخرة تاريخ صامدة بوجه أمواج تحاول كسر تلك القواعد، في يوم أصبح فيه هدف بعض أولئك الّذي يصفون أنفسهم بالفنّانين والفنانات العمل الاستعراضي من أجل كسب نسب مشاهدة عالية على حساب ثقافة المشاهد وتفكيره لا غير.

وإذا عدنا بحقبة الفن إلى الوراء قليلا، لوجدنا أنّ هناك بالفعل أسماء كانت تقف أمام الملايين، حاملة بصوتها وبتصرفاتها رسائل إجتماعية وإنسانية قوية.

"بيرفوت ديفا" أو الفنانة الشعبية سزاريا إيفورا، التي غنّت على أهم المسارح العالمية وهي حافية القدمين، وذلك من أجل إيصال رسالة الفقر الذي يعانيه البلد الّذي ترعرعت فيه "منديلو" والّذي تحوّل إلى وديعة فحم من قبل إحدى الشركات البريطانية. بالإضافة إلى أنّها في غالبية الأحيان كانت تلتقط الصور خلف الماعز وأمام منازل فتك بحيطانها الدهر.

انطلقت هذه الأيقونة إلى عالم الشهرة حينما أطلقت "La Diva Aux Pieds Nus" الّذي حقق نجاحا كبيرا في العالم، إلا أنّ هذه النجمة المحلّقة غادرتنا عام 2008 حينما أصيبت بسكتة دماغية وتركت خلفها آلاف الرسائل الغامضة.

المغنية الفرنسية من أصول إيطالية إديث بياف، التي ما زالت أغنياتها حتّى اللحظة محفورة في ذهن الملايين، لقّبت بالطفلة الصغيرة. وغناؤها كان قد عكس حالة غريبة من الألم والبؤس اللذين رافقاها خلال حياتها.

داليدا، تلك الأسطورة التي ما زلنا حتّى اللحظة ننبهر بصوتها، خصوصا وأنّها كانت تتكلم عدة لغات: العربية، الإيطالية، الفرنسية، اليونانية، اليابانية الإنجليزية، الإسبانية والألمانية. ابنة إيطاليا ومصر طبعت بصمة كبيرة عبر الزمن. وما زال صوتها حتّى اللحظة يصدح في أذن كل معجب ومهتم الموسيقى والفن الحقيقي.

دائما نشتاق إلى الزمن الجميل، ونشتاق إلى مثل هؤلاء الأشخاص وغيرهم العشرات، الّذين أثّروا بنا. وحملوا مع كلّ أغنية غنّوها الكثير من المعاني الحقيقية.

وطبعا لا يمكننا أن ننسى سفيرتنا إلى النجوم السيدة فيروز التي ما زالت أيقونة و "ديفا" حلقت بالأرزة اللبنانية فوق الخريطة العالمية.

ولكن للأسف أصبحت مثل هذه الشخصيات نادرة اليوم على الساحة الفنية....تلك الاسماء الايقونة التي لم تمر لا على الحياة ولا على الفن مرور الكرام، لا بل تركت اثرا وإرثا لا يمحيان.