لا شكّ في أنّ مواقع التواصل الاجتماعي استطاعت أن تسيطر على مساحة واسعة من يومياتنا.

فدائما نسمع بالمؤثرين أو الـ "Bloggers"، والّذين أصبحوا ينتشرون عبر هذه الوسائل بشكل كبير. ولكن قلة هم الناشطين الّذين يؤثرون بالفعل على قرارات متابعيهم.
"يوسف صوما"، عارض أزياء لبناني - مصري، استطاع أن يخطف أنظار الصحافة العالمية وكذلك أنظار المتابعين عن عمر19 سنة فقط، فأكثر من 400 ألف معجب، يتابعون يومياته التي يتناول فيها مختلف القضايا التي يواجهها المواطن اليوم.
مسيرة يوسف عبر هذه الوسائل، بدأت حين قامت إحدى الصفحات بمشاركة صورته، ومن بعدها بدأ عدد المتابعين يزداد بشكل هائل.
وبمقابلة خاصة أجريناها مع الشاب الموهوب، أجاب على الأسئلة التالية بكل صراحة وعفوية:

من خلال صفحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، استطعت أن تصل إلى الناس بشكل كبير، فكم برأيك هذه الوسائل تلعب دورها في حياتنا؟
في الحقيقة نعم لاحظت هذا الشيء بشكل كبير، وإذا لاحظنا أيضا أن أعمار من يتابعونني تتراوح بين 13 و 26 سنة. وبالفعل هناك العديد من الأمور التي أواجهها. فمرة كنت في أحد المنتجعات التجارية، وأكثر من 300 شخص علم بأنني موجود هناك، فسارع الى رؤيتي، الأمر الّذي دفع بحراس المنتجع إلى مساعدتي.

هل تلقيت عروضا عالمية؟
سبق وتعاملت مع ماركات عالمية عدة، عن عمر صغير، واستطعت أن أكون الموديل الرئيسي لها.

على صفحتك على احد مواقع التواصل الاجتماعي، تصف نفسك بالمؤثر، على من تؤثر؟
أنا دائما أحاول أن أشارك المتابعين بعض القضايا التي يعيشها أي شاب لبناني "كزحمة السير.." وأوصلها اليهم بطريقة راقية وعفوية.

هل تلقيت عروضا مغرية مقابل الخضوع لرغبة أصحاب العرض؟
منذ بدايتي في عالم الـ "موديلينغ" والدتي هي من كانت ترافقني في كل خطوة أقوم بها، وحاليا صديقي أصبح يساعدني في بعض الإجراءات، لذلك من الصعب أن أتلقى مثل هذه العروضا.

هل أثّرت شهرتك بعمر صغير على دراستك، خصوصا أنك ما زلت طالبا جامعيا؟
في الحقيقة سأفصح لأول مرة عن شيء، وهو أنّني اضطررت لأن أتوقف عن متابعة هذا الفصل، إذ كان من المفترض أن أتخرج السنة المقبلة. ومنذ السنة الجامعية الاولى لي، حاولت أن أتحكّم في الموضوع، ولكن في هذا الفصل أصبحت غير قادر على التحكم بالعديد من الأمور. اذ ان الكثيرين يحبّونك وفي المقابل هناك العديد من الأشخاص يكرهونك، الأمر الّذي أثّر على تعامل زملائي معي بشكل كبير.

هل حاولت شراء بعض المتابعين المفبركين؟
انا منذ سنة وتسعة أشهر تقريبا على هذه المواقع، ولم أحاول أبدا أن ألجأ إلى شراء المتابعين. والدليل على ذلك هو أنّ إحدى المجلاّت قامت بإحصاءات لاختيار أجمل 50 وجها في العالم، وأنا كنت العربي الوحيد الموجود في هذه اللائحة. ويتم أيضا اختيار الإسم الأكثر تداولا "تريند" عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

هل تؤمّن لك هذه الشهرة مدخولا كافيا؟
أنا شخص من عائلة متمكنة، فلست بحاجة إلى أن أتّكل على وظيفة في عمري هذا. ولكن حين بتّ معروفا بشكل أكبر، فإن هذه الحياة بحاجة إلى مصروف مادي كبير، خصوصا أنّني أتواجد في العديد من الأماكن التي تتطلّب مظهرا معيّنا وغيرها من الامور.. بالإضافة إلى أنّ أجري مرتفع جدا، وربما لذلك لا أعمل كثيرا.

أين ترى نفسك في المستقبل؟
رجل أعمال ناجح، وأحب أن أعمل في مجال عرض الأزياء بعد 5 سنوات، ولكن في الخارج.

ما هي نصيحتك الأخيرة لكل الشباب؟
أن يحققوا اهدافهم المقتنعين بها مهما تعرّضوا لانتقادات، وأن لا يتأثروا بقرارات غيرهم.
وفي كلمتي الأخيرة أود أن أقول أنّ هناك بعض الأشخاص ممن يعتقدون أنّني أعيش حياة مليئة بالسعادة عن عمر صغير، ولكن في الحقيقة لست في كل الأوقات أكون في لحظات جيدة جدا.