تُعرّف الشيزوفرينيا على أنّها اضطراب نفسي يؤثر في طريقة تفكير الشخص، وتُعد من الأمراض المزمنة التي تُصيب ما نسبته 1% من الناس، وغالباً ما تصيب الأشخاص البالغين، ويجدر التنبيه إلى أنّ الاعتقاد السائد بأن الشيزوفرينيا تعني تعدّد الشخصيات هو اعتقاد غير صحيح، وكذلك فإنّ كثيراً من الناس يعتقدون أنّ المصاب بالشيزوفرينيا ذو طبعٍ عنيف، ولكن أثبتت الأبحاث أنّ أغلب المصابين غير عنيفين، وفي الحقيقة إنّ المصاب بالشيزوفرينيا قد يُشكّل خطراً أكبر على نفسه وليس على المحيط الخارجيّ.

أعراض الشيزوفرينيا

غالباً ما تظهر أعراض الشيزوفرينيا ما بين 16 و30 سنة، ويمكن تقسيم أعراض الشيزوفرينيا إلى ثلاث مجموعات رئيسية كما يأتي:

الأعراض الإيجابية

تظهر الأعراض الإيجابية على هيئة تصرّفات، تُفقد المُصاب القدرة على التعامل مع بعض الأمور بواقعيّةٍ، ومن هذه الأعراض:

الهلوسة.

الوُهَام.

اضطرابات فكرية.

اضطرابات حركية.

الأعراض السلبيّة

وتظهر الأعراض السلبية على شكل اضطراباتٍ في التصرّفات والمشاعر، ومن هذه الأعراض ما يأتي:

قلة الكلام.

قلة الشعور بالمرح والسعادة.

صعوبة البدء والاستمرار بالأنشطة.

تبلّد المشاعر، أي قلة التعبير بملامح الوجه والصوت عن المشاعر المختلفة.

الأعراض الإدراكية

قد تظهر الأعراض الإدراكية بشكلٍ بسيطٍ عند بعض المصابين، وقد تظهر بشكلٍ عنيفٍ وحادٍ عند بعضهم الآخر، ومن الأعراض الإدراكية التي تظهر على المصابين بالشيزوفرينيا ما يأتي:

صعوبة فهم المعلومات وتوظيفها في اتّخاذ القرارات.

صعوبة التركيز والانتباه.

صعوبة استخدام المعلومات فور تعلّمها.

أسباب الشيزوفرينيا وعوامل الخطورة

في الحقيقة لم يُعرف إلى الآن المُسبّب للشيزوفرينيا تماماً، ولكن يُعتقد أنّ بعض العوامل قد تُساهم في ظهورها، ومن هذه العوامل:

الجينات والظروف البيئيّة: يعتقد العلماء أنّ هناك أكثر من جينٍ مسؤول عن ظهور الشيزوفرينيا وليس جيناً بمُفردِه، وعلى هذا يصعب التنبؤ بإمكانية ظهور الشيزوفرينيا بالاعتماد على تحليل الجينات، وقد جاء هذا الاعتقاد بسبب وجود أفراد يُعانون من الشيزوفرينيا رغم أنّ باقي أفراد عائلتهم لا يعانون منها، وكذلك فإنّ هناك حالاتٌ لا تعاني من الشيزوفرينيا رغم أنّ المرض موجود في العائلة ويعاني منه أكثر من فرد فيها، ومن الجدير بالذكر أن العلماء على قناعة بأنّ الشيزوفرينيا تحتاج لإجتماع الظروف البيئية مع الجينات لتظهر، ومن الظروف البيئية ما يأتي:

التعرّض للفيروسات.

سوء تغذية الشخص قبل الولادة.

مشاكل أثناء الولادة.

ظروف نفسية اجتماعية، كفقد الوظيفة أو موت الحبيب.

تعاطي الحشيش.

كيمياء الدماغ وتركيبته: يعتقد العلماء أّن الشيزوفرينيا قد تنشأ بسبب وجود اضظرابات، وعدم توازن بين التفاعلات الكيميائية التي تحدث في الدماغ، والتي تتطلّب وجود بعض النواقل العصبية مثل الدوبامين والغلوتامات، وكذلك فإن وجود بعض الروابط الخاطئة في الدماغ نتيجة حدوث اضطرابات أثناء نمو الدماغ قبل الولادة، قد يلعب دوراً في ظهور الشيزوفريبنيا.

علاج الشيزوفرينيا

هناك بعض الطرق والوسائل المستخدمة في علاج الشيزوفرينيا ومنها:

العلاج السلوكي المعرفي: يُعدّ العلاج السلوكيّ المعرفيّ من وسائل العلاج بالكلام، والذي يُساعد على التخفيف من أعراض الوهام، والذّهان، والاكتئاب، وكذلك يساعد على تخفيف التوتر مما يمنع إزدياد الأعراض سوءاً، ومن الجدير بالذكر أن العلاج السلوكي المعرفي يساهم في الحدّ من الأعراض الجانبية للأدوية المستعملة في علاج الشيزوفرينيا.

أدوية مضادات الذُهان: تُصرف مضادّات الذّهان على شكل حبوب أو سائل دوائي بشكل يومي، أو على شكل حقن تُعطى مرة أو أكثر كل شهرٍ، وذلك بعد مناقشة الأمر بين المريض والطبيب المختص، وغالباً ما تحدث أعراض جانبية لهذه الأدوية عند بداية استخدامها، ولكن غالباً ما تختفي هذه الأعراض بعد عدة أيام من استخدامها، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأدوية قد لا تُجدي نفعاً مع كل المصابين،

العلاج النفسي الاجتماعي: يُستخدم العلاج النفسي الاجتماعي، بعد وصول الطبيب مع مريضه للعلاج المناسب لمساعدة المريض على ممارسة أنشطته اليوميّة وتحقيق أهدافه، من حيث العمل وغيرها، ممّا يُقلل احتمالية الانتكاس والحاجة لنقل المصاب للمستشفى.

مساعدة مرضى الشيزوفرينيا

إنّ العناية بمرضى الشيزوفرينيا ليس أمراً سهلاً، فمن الصعب أن تُحدّد طريقة الاستجابة لبعض أفكارهم وجملهم الخاطئة، ولكن هناك بعض النصائح التي قد تساعد على العناية بهم، ومنها:

تشجيع المريض على تناول العلاج وحثّه على المداومة عليه.

محاولة تفهّم أنّ اعتقادات المصابين وهلوساتهم تبدو صحيحة وواقعيّة لهم.

معاملة المرضى بالاحترام والرفق وتقديم الدعم لهم.

إخبار المرضى بأنّ كل شخص له الحق برؤية الأمور من زاويته.