دائما ما نحاول أن ننتقد لكي ندفع بالشخص الذي ننتقده إلى تقديم الأحسن، ولكن كل انتقاداتنا تكون موجّهة بكامل موضوعيتها إلى أعمالهم الفنية لا أكثر.

كلّنا نعلم، أنّ هناك بعض المواقف التي نتعرّض لها في حياتنا قد تكون السبب وراء تغيير جزء ولو بسيط من شكلنا، ولكن هذا طبعا لا يؤثّر على جمالنا ولا حتّى على المسيرة الفنية التي كافح من أجلها الفنّان لسنوات عدّيدة، وأبرزها تلك العمليات التجميلية التي خضعت لها بعض الشخصيات في هذا المجال.

في الفترة الأخيرة، إنهالت التعليقات على "فم" اليسا، حيث وصفه بعض المعلقين بالـ "ألوء" أو "الأعوج" من دون أن ينظروا إلى تصرّفهم هذا الذي قد يعرّضهم للعديد من الانتقادات خصوصاً من قبل الصحافة المحترمة.

لا شكّ في أنّ كل نجاح له ضريبته، وكلّ ساحة مسلّط عليها الأضواء من كافة جوانبها تكون مليئة بالمنافسات. وهذا في الحقيقة ما يراه المشاهد من قبل أولئك الّذين انتقدوا فم اليسا ووصفوه بالملتوي أو الأعوج.

وفي طليعة هؤلاء، ابنة السيدة فيروز ريما الرحباني، والشاعر أحمد ماضي الذي يحاول دائما شن هجوم على الفنانة اليسا والتي كانت آخر محطاته من خلال تعليقه على أحد المنشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بـ "إم شفة مطعوجة".

فبالرغم من أننا أصبحنا في عام 2018 وفي عالم مليء بالتطورات والانفتاحات، إلا أنّنا ما زلنا نرى بعض الأشخاص الّذين يستغلّون بعض الأمور الشخصية بهدف التجريح بغيرهم بقالب انتقادي. ونحن لا نقصد هنا بالأشخاص بأنّهم من أصحاب الفن فحسب، لا بل هناك العديد من المتابعين الّذين باتوا ينظرون إلى الفنان لشكله، بالرغم أنّ اليسا جميلة وفائقة الأناقة، وليس لأعماله الناجحة.

وحان الوقت أن ننظر إلى ملكة الإحساس والرومانسية التي استطاعت أن تثبت نفسها يوما بعد يوم في الساحة الفنية بأنّها من الصف الأوّل، مهما تمّ انتقادها، هذا لن يؤثّر على مسيرتها وعلى محبّة الملايين من متابعيها.

واحتراما لخصوصياتهم لن نذكر العديد من الأشخاص الّذين يمتلكون فم يشبه فم اليسا ولم يتعرّضوا للانتقادات اللاذعة كما تتعرّض له الأخيرة.

ولكن كما سبق وقلت أنّ الإنسان الناجح لديه أعداء كثر، ولا شك في أنّه يستمد قوته من قبلهم ومن قبل كلماتهم التي لا تعكس سوى بيئتهم.