"من رنّم صلّى مرتين"، فماذا عسانا نقول عن الذي كتب الترانيم عن قديسي لبنان، وأقسم بالله العظيم أن يقوم بواجبه كاملاً حفاظاً على علم بلادنا وذوداً عن وطننا لبنان، وهو الذي رثى شهداء المؤسسة العسكرية حيث خصّ كل شهيد بكلمات تحكي الوطنية والبطولة.

حمل البندقية، وحمل القلم، فإن لم تستطع البندقية أن تردع المعتدي، ربما الكلمة تجعل ضميره يصحو ويعدل عن الباطل.

كتب لبنان وقديسيه والأرض والتراث والجندي والشهيد والأم والحب والجمال...

هو الذي لبى نداء الوطن، فكيف لا نلبي دعوته وبكل فخر، فلاقينا العميد الركن عبد الله واكيم الذي وقّع كتابه الجديد "رقص على قوس قزح" في المهرجان اللبناني للكتاب الذي تقيمه الحركة الثقافية في دير مار الياس - أنطلياس.

يقول الشاعر في كتابه :"حلم أبصرته في المنام، ففرحت فرحاً لا يوصف، ولكن عندما إستيقظت، أيقنت أن هذا الحلم صعب المنال، وأن الرقص على قوس كهذا من المستحيلات...".

ويضيف :"رغم كل ذلك، إستهوتني الصورة، وكنت قد أنهيت كتابي ورحت أفتشعن عنوان يليق به. فإذا بي أما خواطر وجدانية، متنوعة بمضمونها، كألوان قوس قزح".

ويتابع الشاعر :"على وقع هذه المشهدية الرائعة، شعرت بأن الله أنعم عليّ بهذا العنوان المتواضع".

ويضيف :"فالشكر كل الشكر له ولعهده الذي ما زال قائماً حتى الساعة...فالحياة مستمرة والعليّ صادق في وعده...يبقى أن الرقص على قوس قزح، ولو في المنام، متعة لا تفوّت".

وكان لنا مع العميد الركن المتقاعد عبد الله واكيم هذا الحوار.

هناك من يرقص فرحاً وهناك من يرقص وجعاً، ما هو نوع الرقص في كتابك؟

هو يشمل الإثنين، في كتابي خواطر وجدانية إيجابية وسلبية ومتنوعة، فصرت أفكر ماذا عليّ أن أضع له عنواناً، خصوصاً أن في الكتاب وطنيات، ووضعت الإصبع على الجرح في ما يخص الأمور التي نعانيها، فالنصف الأول من كتابي إيجابي نوعاً ما، وفيه عن الإبداع اللبناني والعباقرة والمونسيور ميشال حايك ووديع الصافي وجورج جرداق وسعيد عقل وصباح ونهوند والحياة والأم والطبيعة..، فحلمت بأني أسير على قوس قزح، فأسميت الكتاب "رقص على قوس قزح" ، وقوس قزح يرمز إلى عدة ألوان، وهو العهد الذي أقامه ربنا مع والدنا نوح عندما إنتهى الطوفان، وقال له إنه سيضع قوس قزح الذي هو علامة على أن الطوفان لن يتكرر مجدداً.

إلى أي مدى ممكن أن يكون العسكري شاعراً؟

كل إنسان شاعر ويعبر بطريقته، والله أنعم عليّ بأن أعبّر من خلال الكلمة، وبحكم أنني كنت في مؤسسة الجيش، وهي مدرسة وفيها أحداث تهز، هذا الأمر جعلني أكتب، أكتب عن الوطن والعلم والجندي والجهاد، وأنا تخصصت في الأدب العربي لذلك جمعت بين الجندية والشعر.

في ظل ما نسمعه اليوم من قصائد وأغنيات، هل الكلمة اللبنانية بخير؟

بخير، ولكن معظم القصائد اليوم متساقطة وخصوصاً المغناة منها، فعندما تسمع قصائد الأخوين الرحباني وسعيد عقل وزكي ناصيف وملحم بركات، وتذهب لبعض الأغنيات المتبقية عندها تضحك لأنها ليست بالمستوى المطلوب، أنا كنت أفضل أن يتم تأسيس جمعية لتقييم الأعمال الثقافية، ومن دون وساطات، ومنها تقييم أعمالي إن كانت تصلح أو لا.

نحن على مشارف الإنتخابات النيابية، وفي رصيدك كتاب "أسرعوا...صوّتوا...شعب يعشق جلّاديه" الذي طرح منذ عامين، ماذا تقول؟

الوضع في لبنان ليس سهلاً، خصوصاً الوضع الإقتصادي، أدعو المواطنين لتحكيم ضمائرهم، وليس لدي مشكلة بالنسبة لمن سينجح، ولكن المهم أن يكون هناك تكاتف، وألا يكون هناك سرقات وصفقات، وأن تكون الصفقة الكبيرة هي محبة الوطن.

هل ستجمع القصائد التي كتبتها في الشهداء والقديسين في كتاببين منفصلين؟

بحكم أني عميد متقاعد وكنت أكتب، أحببت أن أجمع القصائد التي نظمتها عن الشهداء من الجيش اللبنانية ومن غيره في ديوان أعمل عليه، كما أحضر كتاباً عن القديسين "قوافل القداسة" ، فأنا كتبت قصيدة "نيالك يا رفقا"، وعن الأخ إسطفان نعمة، وعن البابا يوحنا بولس الثاني، وعن ذخائر القديسة تريزيا الطفل يسوع عندما أحضروها إلى لبنان، بالفعل هذه نعمة أن أكتب عن القديس وعن الشهيد.

كلمة أخيرة؟

شكراً لحضوركم، وأتمنى لموقع "الفن" النجاح الدائم، والإخلاص والمحبة، وأن تزرعوا الفرح أينما كنتم.

عبد الله واكيم من مواليد سد البوشرية عام 1951، يحمل إجازة في التاريخ من الجامعة اللبنانية، خدم الوطن بإنتسابه للجيش لمدة 30 عاماً قضاها بالألوية المقاتلة، وبمديرية التوجيه، وتقاعد برتبة عميد ركن.

كتب الشعر على أنواعه، وشارك في العديد من الأمسيات الشعرية والمناسبات الوكنية والندوات الفكرية في لبنان والخارج.

غنى ورتل من كلماته عدد كبير من الفنانين البارزين.

طرح عام 2008 "هدير الشعر" قصائد لبنانية ، وفي العام 2013 "أسرعوا...صوّتوا...شعب يعشق جلّاديه" مقاربة وطنية، وعام 2016 "هون الدني" قصائد لبنانية عن القرية والتراث والحب والجمال.

وفي الختام، نبارك للعميد الركن عبد الله واكيم بكتابه الجديد "رقص على قوس قزح".

تصميم الغلاف عباس مكي

خط الغلاف جعفر حجازي

تنفيذ وإخراج مؤسسة مسلّم الحديثة

طباعة وتجليد مطبعة ملكي.

لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً إضغطهنا.