لا شكّ في أنّ انتقاد أعمال فنية أو حتّى إطلالات بعض المشاهير هو أمر صحي على الساحة الفنية من أجل تحسين بعض النقاط، ولكن عندما يصل الأمر إلى انتقاد أمور فنية بهدف إنساني، هنا يجب وضع الأمور عند حدّها.

ما قامت به الفنانة اللبنانية نادين الراسي هو أمر استطاع أن يضيء نور الإنسانية من جديد على عالم مظلم بسبب تصرّفات العديد من الفئات التي تحاول قمع هذه القضية والقضاء عليها. وقد رقصت على مسرح الـ "Beirut Salsa Loca" من أجل التوعية من خطورة المخدرات.

"الرقص الشرقي" هو أحد أهم أنواع الرقص في العالم العربي، ولكن هذا المفهوم أصبح غامضا لدى العديدين، في وقت تقتصر فيه العادات على تلك المستوردة من الخارج لا أكثر.

الى كل من انتقدوا رقص نادين في هذه المناسبة وبأنّ تصرّفها هذا ليس له علاقة بالفن، نطلب منهم أن يطّلعوا أكثر على أصول الفن، وعلى المرتبة الخامسة التي استطاع أن يحصدها بين الفنون السبعة، وعلى الرسالة الإنسانية القوية التي استطاعت أن تسلّط الضوء على قضية الحد من الادمان على المخدرات.

ولكن وللموضوعية، كان من الأفضل أن يتم التبرّع بالمبلغ المادي إلى جمعيات تعنى بمشكلة "المخدرات" بشكل مباشر.

ومن ناحية أخرى، من المستحسن أن يتم الانتباه أكثر إلى مثل هذه القضايا التي بإمكانها أن تدمّر مجتمع بأكمله، بدلا من أن ننتقد أولئك الّذين يساهمون بحملات توعوية بقالب فني.

ومن أبرز التعليقات التي وردت تعليق للصحافية إيمان إبراهيم التي طرحت سؤالا أثار بعض الجدل بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي ألا وهو: "بس ما فهمت شو الرسالة الانسانية اللي رح نوصلها للمدمن اذا رقصنا شرقي"؟

ما يهمنا ان نقوله، هو ان ما فعلته نادين ليس إلا عبارة عن توجيه احدى أهم رسائل الفن التي يجب على كل شخص يملك القدرة على التأثير على بيئته ومجتمعه القيام بها، حيث اشارت نادين في حديث خاص مع موقع الفن، الى ان لهذه المشاركة عدة اسباب اولها التشجيع على الرقص ومحاربة المخدرات التي تتسبب بمشاكل عديدة للانسان. ومن شجعها على هذه الخطوة هو ساري الذي وقع ضحية رسالة على الانستاغرام من شاب يدعى رالف، وهي قدمت ما قدمته دعماً لساري لانها اكيدة ان الجاني كان قد تناول المخدرات.