بعد أن وجدت نفسها مؤخرا محل الكثير من الشائعات والأخبار المغلوطة والتي لا يسعى أصحابها لمعرفة الحقيقة من مصدرها، قررت التركيز في عملها وعدم الإلتفات لذلك، ونجحت نظريتها هذه بشكل كبير، ولقد قامت بتطبيقها نفسها في خِياراتها الفنية التي تقوم على التدقيق والتركيز في السيناريو والإبتعاد عن أجواء الخلافات الفنية، هي الممثلة رانيا يوسف التي تخصنا بهذا الحديث لـ"الفن"، على هامش مشاركتها كعضو لجنة تحكيم بمهرجان "شرم الشيخ السينمائي" وتحكي لنا الكثير من التفاصيل في ما يخص المشاركة وأعمالها الجديدة بالتفصيل:

في البداية.. كيف ترين إنفتاح المهرجانات السينمائية المصرية لإختيار النجوم الشباب ضمن لجان تحكيم المسابقات على غرار ما حدث مع كندة علوش وهند صبري وغيرهن من قبل؟

من الضروري أن تكون هناك روح ووجهات نظرة جديدة متطورة فيها الحداثة والإنفتاح أكثر على السينما الخارجية، ولابد من أن تكون هناك همزة وصل ما بين القديم والجديد، فالموضوع لابد ألا يقتصر على الخبرات فقط بل الإتصال مع الكوادر الشابة والتي تعمل في السوق السينمائي حاليا، وهذا أمر مهم للغاية لكي لا يكون هناك فاصل أو فجوة ما بين القديم والجديد.

لماذا إعتذرتِ عن لجنة تحكيم مهرجان أسوان لأفلام المرأة في الوقت الذي قبلتِ بـ"شرم الشيخ السينمائي"؟

كان من المفروض أن أُشارك بمهرجان أسوان لأفلام المرأة وإعتذرت قبل السفر بيومين، وشاركت في العام الماضي كعضو لجنة تحكيم بمهرجان "سلا للمرأة" بالمغرب، ومن قبل إعتذرت عن المشاركة بمهرجان تطوان بسبب تصوير "موجة حارة" وقتها وآخر في هولندا، فأحيانا يكون توقيت المهرجانات مُتعارض مع مواعيد تصوير أعمالي، وفي النهاية عملي هو الذي يؤدي لإختياري وترشيحي لهذه المهرجانات.

وهل لديكِ مُشكلة أن يأتي إسم هند صبري وأروى جودة وشيري عادل كنجمات شاركن بلجان تحكيم مهرجانات سينمائية مصرية، قبلك في هذه الخطوة؟

ليست لديّ أي مشكلة، فهن زميلاتي ولديهن نظرة جميلة للسينما وأنا سعيدة بمشاركتهن في لجان تحكيم المهرجانات السينمائية في الدورات الماضية، فليس هناك أدنى مشكلة بالنسبة لي في هذا الأمر، بل سعيدة أن يكون جيل الشباب مُنتشر ومُشارك بالفعاليات السينمائية المصرية لأن هذا شيء ضروري ومهم.

ألم تحزني لخروج "الدولي" من السباق الرمضاني وتأجيل عرضه حتى الآن؟

لا أحزن على مثل هذه الأشياء القدرية لأن ربنا لوحده من يعرف اين يكمن الخير، وقد تكون من مصلحة العمل والمنتج أن يتم عرضه خارج السباق الرمضاني ضمن إطار المسلسلات الدرامية الطويلة على مدار 45 حلقة.

موضوع مُسلسل "الدولي" يدور حول أزمات الغربة داخل وخارج الوطن وهذا الأمر تمت مناقشته من قبل في عدة أعمال فنية، فما الذي جذبك الى المشاركة فيه؟

فكرة المسلسل مميزة للغاية، فنحن نقول إن الانسان قد يشعر بالغربة وهو يعيش وسط أهله. ومن ناحية ثانية أنا أحب باسم سمرة كثيرا فهو فنان موهوب وشخص محترم وفريق العمل كله أحببته وسعدت بالعمل في هذا المسلسل.

وهل هناك تطابق بين موضوع المسلسل وحياتك الخاصة؟

ليس هناك أي تطابق بين العمل ودوري فيه وحياتي الخاصة لأنني لا أشعر بأي غربة في الوقت الحالي بل أعيش حياة مستقرة.

وبالنسبة الى مسلسل "كأنه إمبارح"، هل لمست أصداء بخصوصه على الرغم من انه عُرض على فضائية مُشفرة؟

لمست أصداء قوية من خلال السوشيال ميديا، والناس ترسل لي رسائل تهنئة من دول عربية كثيرة مثل العراق ولبنان والإمارات، وهذا العمل لاقى أصداء إيجابية للغاية من الدول العربية لأنهم يعتمدون أكثر مننا على الـ"OSN"، كما أن فكرة المسلسل مختلفة وإجتماعية من خلال أم تبحث عن إبنها المفقود في أجواء درامية إجتماعية مختلفة وجديدة.

وكيف وجدت التعاون مع المخرج السوري حاتم علي في أول عودة له للعمل بمصر بمسلسل "كأنه إمبارح"، بعد فترة من الغياب؟

أحب هذا المخرج كثيرا، فهو شخص محترم ويحب عمله ويركز في كل التفاصيل ولديه موهبة كبيرة ويحب الممثل الذي يقف أمام كاميراته، وأنا في أول تعامل لي معه أحببته على المستويين الإنساني والفني وإرتحت للغاية في تعاوني معه، والحقيقة أن الجهة المنتجة للعمل تتعامل بشكل مميز وهناك آدمية وإحترام وأخلاق وتحضر في شخصية منتج العمل محمد مشيش.

فكرة التصوير على الهواء إنتقلت من مسلسلات رمضان للأعمال الأخرى المعروضة بالموسم الحالي، فكيف ترين أسبابها؟

أسبابها أنه تحدث أشياء خارج الإرادة والظروف التي تحيط بالعمل. كان من المفترض مثلا أن ننتهي من تصوير هذا العمل منذ أكثر من شهر، ولكن السيناريو لم ينته بالإضافة إلى أن هناك ممثلين مشاركين في دراما رمضان ومن الصعب التنسيق في المواعيد، وهذه الاسباب هي التي جعلتنا نواصل تصوير المسلسل بالتزامن مع عرضه.

وهل أجرك عال ومبالغ فيه بعد الإعتذار عن مُسلسل "رحيم"؟

أجري ليس كبيرا ودعنا نتفق على ذلك أنني بعد 26 عاما ما بين الخبرة والعمل فأجري ليس كبيرا، ولكن هناك ميزانيات محدودة قد لا تناسب أجري أنا أو غيري ولا يكون سببها أننا نُغالي في الأجر بل إحكام المنتج لعمله بميزانية معينة.

ولماذا إعتذرتِ مؤخرا عن مسلسلي "الأب الروحي" و "الطوفان"؟

مسلسل "الأب الروحي" لم يُعرض عليّ من الأساس ولا أعرف لماذا يكتبون هذه الاخبار غير الصحيحة، ولكن "الطوفان" عُرض عليّ عند توقيعي على مسلسل "دم مريم"، لذا لم أستطيع المشاركة بعملين وقتها.

وما هو مصير مسلسل "دم مريم"؟

لا أعرف لأن هذا المشروع إنتهي بالنسبة لي من العام الماضي لأن تعاقدي معهم إنتهى.

هناك أخبار كثيرة مغلوطة منتشرة عنكِ ما بين اعتذارات وخلافات وما الى هنالك، لماذا لم تتحدثي حولها للصحافة؟

لو أنني جلست لأرد على خمسة آلآف صحفي يوميا فلن أستطيع العمل على الإطلاق، فأنا لم أُجرِ أية أحاديث صحافية منذ عامين، وأنا الآن أتحدث معك لثقتي بأن كلامي لن يُحرّف بل ستتم كتابته كما ذكرته، كما أن هناك صحافيين جُدد يتحدثون بطريقة غير لائقة وفي النهاية لا أستطيع أن ألبي نداء كل من يطلبني لأن لديّ عملي وحياتي الخاصة ولابد من جعل توازن بينهما.

وهل الفيلم يُلقي بظلاله على قضايا بعض الفنانات اللواتي أخطأن ودخلن السجن في الفترة الأخيرة؟

قد يكون الأمر كذلك، فليست هناك مشكلة لأننا في النهاية كلنا "بني آدمين" فلماذا لا يسامح المجتمع ولا نعطي فرصة ثانية وكأن الغلطة الاولى مصيرها الإعدام، فلماذا يتم الهجوم الشرس على الفنان وكأنه نوع من الإنتقام والثأر.

ولماذا تحمست لتقديم فيلم "أسوار عالية"، هل لأنه من المُقرر ان يشارك في مهرجانات سينمائية عديدة أو لانه يطرح قضية تخص الفنانين في الوسط الفني؟

كنت أتناقش يوما مع شخص عن ممثلة شابة زميلة دخلت السجن وكنت أجلس وسط عدد من الناس، وفجأة وجدت أن رد الفعل غريب حول الموضوع! فقلت لهم: "خلاص ما دفعت الثمن". لدرجة أنني شعرت انني سأقوم وأضرب السيدة التي كانت تتكلم! فإبنك حين يخطىء تسامحينه وتعطينه فرصة ثانية، ونحن جئنا الى هذه الدنيا لنتعلم، ولا داعي لأن نجلد الفنان حتى الموت. وما حصل شجعني أكثر على الفيلم.

مع اقتراب من عيد الأم، هل تذكرين أول هدية من إبنتيكِ "ياسمين" و "نانسي"؟

لا أتذكر لأنهما كانتا صغيرتين وهداياهما بسيطة ومجرد تعبير رمزي، الا ان هذا في حد ذاته هو أمر جيد للغاية سواء من خلال الورد أو كتابة كارت تتركانه لي فيكون الأمر مفاجأة كبيرة وسعيدة بالنسبة لي.

وفي النهاية.. هل مبدأ الصداقة موجودة في التعامل مع إبنتيكِ؟

طوال عمري أتعامل مع ابنتيّ على أنهن صديقتاي، وعلى الرغم من أن إبنتي الكبيرة أطول مني إلا أنني أراهُما دائما ك"طفلتيّ"، مهما كبرتا.