يعتبر تاريخ لبنان اغترابيّاً بامتياز، حيث يصل عدد اللّبنانيّين المنتشرين في الخارج إلى ما يزيد عن أحد عشر مليونًا.

والشغل الشاغل لدى الشباب اللبناني اليوم، هو ايجاد فرص عمل يلائم اختصاص كل طالب جامعي لبناني كفوء.

وتأكيداً على قدرات الطلاب الجامعيين ومستواهم العالي في لبنان، غالباً ما تقرر الجامعات اجراء اختبار كفاءة لهم، وخير دليل على ذلك، نضج ووعي طلابنا في لبنان، فعندما يهاجر اللبناني الى الخارج "بيبيّض الوجّ". لكن الموضوع الأهم، يكمن في دعم كل طالب جامعي لبناني كفوء، لايجاد وظيفة له في بلده الأمّ.

وهذا ما حصل في مهرجان Le festival d’oraunion du court- métrage والذي حضره موقع "الفن" وكان التنسيق والعمل يهدفان الى دعم طلاب جامعيين لبنانيين.

وكانت لنا مقابلة مع الممثل والمخرج يان دولاج، بالاضافة الى طلاب جامعيين درسوا اختصاص الاخراج، حيث عرضوا أفلامهم القصيرة خلال مسابقة لتشجيع الطلاب وحثّهم على الفوز. في الـ Forum de Beirut في 21 و23 و25 شباط.

وكانت لنا مع يان دولاج المقابلة التالية:

يان دولاج ممثل محترف، بدأت مسيرتك الفنية في فرنسا، لماذا قررت العودة الى لبنان؟
منذ صغري وانا اعشق التمثيل وقررت ان اتعلم هذا الاختصاص في فرنسا. تعلمت الاخراج والتمثيل المسرحي واذاعة والمسرح والتلفزيون. وفور عودتي من فرنسا الى لبنان خلال السنتين الاخيرتين، لاحظت انّ المخرجين والمخرجات الجدد هم محترفون ومحترفات. ولكن للأسف ما من أحد يدعمهم. ولاحظت أيضاً أنهم يمتلكون مواهب رائعة وأفكار جديدة ومبتكرة، وقررت المساعدة. المخرج الفرنسي مدلّل ومن لا شيء يبتكر عملاً معيناً، يؤمَّن له كل المتطلبات والممثلين المحترفين والتقنيات الجيدة. أما المخرج اللبناني فهو فعلاً جبار بعمله، متكل على نفسه ويؤمن بفنه. ومن هنا قررت المجيء، وبذلت طاقتي لأدعم هؤلاء الطلاب، وتطوّعت منذ شهر تشرين الأول، حتى يومنا هذا.

هل من داعمين لك في هذا العمل؟
"عم أركض وحدي"، لكنني مسرور جدا بهذا العمل، لأنني اشعر أنّني أقوم بعمل يفيد المجتمع، ويفيدني ويفيد زملائي الطلاب. شاهدتُ أنا واللجنة ما يقارب الـ100 فيلم، واخترنا أفضل 25 منهم. بالفعل، من خلال الصوت و الصورة، يظهر الذكاء والنضج، مع أنهم في عشرينيات العمر فقط "كبّرولي قلبي" وجعلوني أؤمن بقدرات الشباب اللبناني أكثر وأكثر.

لماذا تم عرض هذا الـ event في الفوروم دو بيروت؟
لأنّ الجميع كانوا يهدفون الى تشجيع الطلاب وتأمين جميع المتطلبات لهم من تجهيزات تقنية، شاشة كبيرة، وما الى هنالك، المكان ملائم.

هل كان من داعم لك في بداياتك في مهنة التمثيل؟
في فرنسا، "الشعب بيركض ورا الفنان"، وفي لبنان العكس صحيح. بمعنى آخر، في فرنسا كنا نقوم بتجربة أداء على مسرح معين، ومن خلال الكفاءة يصل الانسان الى الشهرة والنجومية والنجاح. فرنسا شجعتني، والحمد لله. "ما حسيت بعذاب أبداً".

هلاّ عدّدت لي بعضاً من أعمالك؟
قدّمت عدداً كبيراً من الافلام الوثائقية، والأفلام القصيرة، مثلNe me quitte pas، Mon ventre en haut، مسرحية reve، dans la foulee. اضافة الى عدد كبير من المسرحيات، والسّير الذاتية لفنانين وممثلين عالميين. وقمتُ أيضاً باعداد وتقديم برامج في monte carlo لعشر سنوات. وعملت في اذاعة فرنسا الدولية. ومنذ عودتي الى لبنان، مثّلت في مسلسل "الهيبة"، ومسلسل"مجنون فيكي"، بالاضافة الى عمل جديد مع مارك قديح في مسرحية "دولاب مربّع"، ومثلت أفلاماً قصيرة مع تلاميذ في عدّة مدارس وجامعات. ولكن من أكثر الاعمال التي أعتز وأفتخر بها العمل، هو عملي الآن في المهرجان الذي أطلقته. وفعلاً، تعبنا جداً.

كم من الوقت استغرق عملك جهداً؟

قاربت التحضيرات العشر ساعات يوميا، منذ بداية شهر شباط.

في 3 أيام فقط تُعرض هذه الافلام؟
نعم، بدأنا من يوم الافتتاح، ثم اليوم الثاني لعرض الافلام، والثالث حفل توزيع الجوائز.

ماذا عن النتائج؟
كلوي بو مرعي حصلت على جائزتين: جائزة أفضل فيلم قصير، وجائزة أفضل مخرجة عن فيلمها "ماتيلد".

جائزة أفضل فيلم وثائقي تسلمها جهاد مرحبا عن فيلم "مصائب قومٍ عند قومٍ فوائدُ".

وجائزة لجنة التحكيم الخاصة لمناء سعد عن فيلمها الوثائقي.

وبعد أن سألنا الطلاب عن تجربتهم، كان شعور بالاجماع يحمل السرور، والفخر والامتنان بأعمالهم. ومن بين الطلاب نذكر الطالبة ليال الغصين التي عرضت فيلمها في المهرجان تحت اسم:" مسا". والتي كان لنا معها الحوار التالي:

كيف عملت على هذا الفيلم وما الهدف منه؟
الفيلم استوحيته من قصتي الشخصية، وكل ما مررت به منذ طفولتي حتى يومنا هذا. أحببت أن أسرد قصتي على شكل فيلم وأردت أن يكون فيلما artistique.

ماذا كنت تقصدين بالماضي واليوم في الفيلم؟
الموضوع شخصي، وقررت أن أوصّل رسالة مبطنة. لأنني بطريقة غير مباشرة أردت أن أخرج عن صمتي، أخرجت هذه القصة التي تشبهني "لفش خلقي".

وما هي الرسالة التي أردتي أن توجهيها من خلال الفيلم؟
منذ صغري، وانا اعاني من مشكلة عدم الانتماء، لم أشعر يوماً أنني انتمي لضيعة، أو منطقة، أو مدرسة، بسبب قصة شخصية تسبّبت بانتقالنا من منزلنا. وقمت ببعض التعديلات على الفيلم، لألاّ افضح قصتي الشخصية كاملةً. أهالي الضيعة اتفقوا على أهلي وقتلوهم. وأنا قمت بالانتقام في فيلمي الخاص. ولطالما كانت لديّ القناعة أنّ السينما، هي الطريق الوحيد الذي من خلاله نحقق ما نريد تحقيقه. وخير دليل على ذلك، هو عندما حاولت قتل جميع أهالي الضيعة، لأحقق جزءاً صغيراً من حلمي.

ماذا حصّلت من شهاداتك حتى الآن؟
نلت شهادة الليسانس وسأتابع الماستر في اختصاص الاخراج والتمثيل.

دمجتي في الفيلم الموسيقى مع الصوت. هل هذا صوتك؟
نعم، أنا تعلمت الموسيقى سابقاً وها انا اليوم أعمل في هذا المجال أيضاً. وغنّى معي أخي الصغير.

ومدة الفيلم؟
15 دقيقة و17 ثانية.