أطرب العالم العربي بجمال صوته وعذبية الحانه، هو طلال المداح الذي ولد في مكة عام 1940، اسمه الحقيقي طلال بن عبد الشيخ بن أحمد بن جعفر الجابري، وسمي بطلال المداح نسبة الى زوج خالته الذي ربّاه منذ الصغر ويدعى علي مداح، له صديق منذ الصغر هو محمد رجب الذي يمتلك الحسّ الفنيّ، حيث بدأ بتلقين طلال أغاني محمد عبد الوهاب.

درس طلال في احد مدارس مدينة الطائف، حيث لفت اساتذته بصوته الجميل والعذب، اذ انه كان يشارك في العديد من الحفلات التي كانت تقيمها.

وكان من بين زملاء طلال في المدرسة تلميذ اسمه "عبد الرحمن خوندنه"، وكان يمتلك عودا يعزف عليه، حينها كان الطرب أمرا محرما ومستهجنا، حيث انه ابقى عوده بمنزل صديقه طلال مداح.

زيجات طلال المداح

تزوج طلال مداح 3 مرات، الأولى تدعى أم عبد الله تزوجها في مدينة الطائف، وانجب منها 4 أولاد و3 بنات أكبرهم عبد الله، أما زوجته الثانية أم رشا فأنجبت له ابنتين، فيما زوجته الثالثة هي أم خالد وأنجبت منه ابنا واحدا وهو خالد و3 بنات.

ألقاب طلال المداح

نظرا لنجاحاته العديدة وتاريخه العريق، لقّب طلال المداح بالعديد من الألقاب وهي: "الحنجرة الذهبية، قيثارة الشرق، صوت الأرض، فارس الأغنية السعودية، فيلسوف النغم الأصيل وزرياب وأستاذ الجميع".

مساهمته في الأغنية السعوديّة

تعدّ اغنية "وردك يا زارع الورد" هي أوّل اغنية لحنها طلال بأسلوب جديد حينها يسمونه "الاغنية المكبّلة"، حيث جرت العادة قبلها عند المطربين السعودين ان يلحنوا أي عمل بأسلوب اللحن الواحد.

ولحّن وغنى طلال مداح كثير من الأعمال المكبلة منها "يالي الليالي مشوقة"، و"مجروح وان، هو حبك، غريبة، مكتوب، مقدر أسمر من البر وغيرها.

اوائل طلال المداح

يعتبر طلال المداح اوّل من دخل ميدان الإنتاج السينمائي عبر فيلم أول شارع الضباب، اضافة الى انه اوّل من طبع أُسطوانات داخل المملكة العربية السعوديّة، ايضا هو أول من بثّت له أغنيات سعودية من لندن، دمشق، القاهرة والإذاعات الموجهة من ألمانيا، هولندا، براغ، موسكو، مكا انه:

أول فنان خليجي تترجم له أغنية على التليفزيون الفرنسي.

أول من أقام حفلات غنائية خارج المملكة وداخلها.

أول من قدم فرق موسيقية متكاملة ضمن غناء الجزيرة والخليج.

أول من قدم مسرح في التليفزيون السعودي.

أول من حصل على الأسطوانة الذهبية.

أول فنان سعودي سجلته جمعية المؤلفين والموسيقيين في فرنسا.

أول فنان سعودي يكرم داخل المملكة وخارجها.

أول فنان تذاع له أغنية عاطفية "وردك يا زارع الورد" عبر الإذاعة السعودية.

فنانون كثيرون غنّوا من الحانه

محمد عبده، وردة الجزائرية، فايزة أحمد، هيام يونس، هالة هادي، سميرة سعيد، رجاء بلمليح، عبد الكريم عبد القادر، عبادي الجوهر، عادل مأمون، عتاب، رباب، راشد الماجد، علي عبد الكريم، محمد المسباح، نايف البدر، رابح صقر، والراحلة ذكرى.

بعض من تكريمات طلال المداح

حصل على وسام من الرئيس التونسي الحبيب بو رقيبة.

نال العديد من الشهادات والتكريمات من ضمنها مهرجان الأغنية العربية بالقاهرة.

حصل على وسام الاستحقاق من الدرجة الثانية من قبل الملك عبدالله.

نال جائزة من الرئيس الليبي السابق معمر القذافي.

ايضا كرّم مؤخرا ضمن مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية في دورته السادسة والعشرين.

ملحنون كبار تعاون معهم طلال مداح

أبرز الملحنين الكبار الذين تعاون معهم طلال مداح هو موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وكان التعاون قد بدأ بأغنية "ماذا أقول؟" وكان هنالك عمل آخر هو "منك يا هاجر دائي" وهو العمل الذي لم يطرح رسميا حتى وفاة طلال مداح مع انه طرح في السوق مسجل بالة العود في اواخر الثمانينات.

كما تعاون طلال مداح مع الملحن الكبير محمد الموجي في أغنيتين وهما "لي طلب" و"ضايع في المحبة" وتعاون أيضا مع الملحن العبقري بليغ حمدي في أغنية "يا قمرنا" ومع الملحن الكبير إبراهيم رأفت في أغنيتي "غلاب يا هوى" و"عز اغترابي" ومع الملحن جمال سلامة في أغنية "يا حبيب العمر" والتي لم تطرح رسميا إلا بعد وفاة طلال مداح

تعاون طلال مداح مع العديد من الملحنين السعوديين مثل طارق عبد الحكيم في مجموعة من الاعمال من اهمها اغنية "عاش من شافك"، و"عند النقاء ويلاه" و"لمين ابشكي غرامك"، و"فات الأوان"، واوبريت وطني بعنوان افديك يا وطني، واغنية حايل بعد حيي وكذلك تعاون مع الفنان الراحل عبد الله محمد في أعمال كثيرة منها على سبيل المثال "يا صاحبي" و"سويعات الأصيل" والفنان الراحل "فوزي محسون" في أعمال متعددة مثل "يالي جمالك جعلني باكي متالم" و"يا حبيبي.. يا حياتي" و"مين فتن بيني وبينك"، واغنية "كلام البارحة تغير"، والفنان عبادي الجوهر في اعمل قليلة مثل "طويلة يا دروب العاشقين" و"عضة الإبهام" ومع عبد الرب إدريس في أغنية "أحرجتني"، ومع أبو بكر سالم في مناسبات قليلة منها أغنية "ده اللي حصل من بعد" وهي من كلمات وألحان أبو بكر سالم.

كما تعاون مع الملحن سامي إحسان في عدة أعمال من أبرزها "تكفيني أنت" و"مرّت"، ومع الملحن محمد شفيق في أعمال عدة من أهمها "فاتر اللحظ" ومع طلال باغر في "أنا العاشق" وصالح الشهري في الأغنية الجميلة "ما أوعدك" وغيرهم كثير.

وفاة طلال المداح

عانى طلال المداح من مشاكل القلب، ونصحه الأطباء حينها بالراحة والابتعاد عن التدخين، الا انه استمر في أداء الحفلات والغناء حتى توفي عام 2000 إثر تعرضه لأزمة قلبية، على المسرح، نقل سريعا إلى المستشفى، الا انه توفي على الفور، ودفن في مقابر المعلاة بمكة المكرمة، وقد شيّعه أكثر من 100 ألف من محبيه ومعجبيه.