هو نجم قليل الظهور في الإعلام لأنه لا يضع فكرة النجومية في إعتباره بل أن كل ما يسعى إليه هو القيام بما يُحبه ويعشقه وهو التمثيل، ولا يسعى على الإطلاق للأشياء السطحية التي يلهث وراءها كثيرون من نجوم اليوم الأشبه بالفقاقيع التي تأخذ وقتها وتطير، لذا إستمراريته ونجاحه الكبيرين ينبعان من وصوله الى قلوب الجمهور العربي وموهبته الكبيرة وعدم إهتمامه بتفاصيل لا تخصه.

. هو الفنان عمرو عبدالجليل الذي يتحدث لـ"الفن" عن تفاصيل فيلم "سوق الجمعة" الذي يتعاون فيه مجددا مع المخرج سامح عبدالعزيز، وعن عودته للون الصعيدي بمسلسل "طايع" مع عمرو يوسف، كما يكشف لنا كواليس قبوله لهذا الفيلم خصوصا وانه قدم بطولات مطلقة كثيرة من قبل، إضافة الى الحديث عن تفاصيل فنية كثيرة في ما يخص أعماله الجديدة، في اللقاء التالي.

في البداية.. إنتهيت مؤخرا من تصوير فيلم "سوق الجمعة" وهو العمل الثالث الذي يجمعك بالمخرج سامح عبدالعزيز.. أخبرنا عن موافقتك عليه؟
أولا سامح عبدالعزيز مخرج كبير وله إسمه الفني ولا أستطيع أن أرفض له عمل لأنه ينظر لي دوما بشكل مختلف ويضعني في أماكن جديدة في التمثيل وهذا أكثر ما يعجبني في التعاون معه، ولقد سبق وقدمنا عملين معا وإرتحنا في التعاون مع بعضنا للغاية، فضلا عن أن قصة فيلم "سوق الجمعة" مختلفة وجديدة من نوعها، والشخصية التي أُقدمها جديدة عليّ وأنا أبحث عن تقديم شخصيات لم يسبق لي ان قدمتها من قبل.

وما هي طبيعة دورك في الفيلم؟
أُقدم دور شيخ حارة في فيلم "سوق الجمعة" وأمتلك شخصية جديدة في هذا العمل والتي يُمكن أن تُسيطر على البائعين بهذه المنطقة الموجودة في الواقع بمنطقة السيدة عائشة في مصر القديمة، وهي شخصية فيها الكثير من المفارقات في ما يخص الدور نفسه، كما ان إسم الشخصية جديد للغاية وعلى الرغم من ذلك وصل الى الناس من دون علمي إلا أنني أفضل الإحتفاظ بتفاصيل الدور لنفسي لحين عرض العمل كي لا يتم حرق مفاجآته.

هل صحيح ان فيلم "سوق الجمعة" ينتمي للأعمال الشعبية التي تتضمن أحداث بلطجة؟
هذا غير صحيح والفيلم لا ينتمي لهذه النوعية على الإطلاق بل إن الأحداث تدور في إطار آخر، وليست هناك أسلحة بيضاء في العمل وطبيعة أحداث الفيلم التي تدور في منطقة شعبية، هي التي أدت الى ظهور كل الشخصيات الموجودة بالعمل من دون وجود مشاهد عنف أو إبتذال.

ولكن بنظرة على أعمالك الفنية وخصوصا السينمائية منها، نجد ان أدوارك قريبة من بعضها البعض في ما يخص شخصيات أولاد البلد والأدوار الشعبية، هل هذا مقصود؟
غير مقصود تماما وليست هناك أي شخصيات مما سبق وقدمتها في تشابه مع بعضها البعض بل هناك إختلاف كبير وهذا ما يشدني الى هذه الأعمال، كما أن تعاملي مع مخرجين واعين مثل سامح عبدالعزيز الذي سبق وشاهدني في عدة شخصيات وحين يختارني للعب دور معين فهو يعي جيدا أنه يريد تقديمي بشكل جديد ولا يشبه ما سبق وقدمته. والمهم بالنسبة لي هو تنويع الأدوار المعروضة عليّ وتأثيرها في الناس من خلال ما تناقشه من قضايا فنية.

وكيف اندمجت مع طبيعة شخصيتك بفيلم "سوق الجمعة"، وهل عايشت شخصيات من الواقع؟
لم أقم بذلك بل كان إعتمادي على النص الذي كتبه المؤلف ووجهات نظر مخرج العمل، فهم صاحبيّ الفكرة ويعرفان جيدا ما هو الإطار الذي يريدون السير فيه، وأنا فقط أقوم بتنفيذ التعليمات مع دراسة جيدة للشخصية التي أُقدمها من خلال السيناريو، وهذا لا يمنعني من تحريك خيالي تجاه ما أُقدمه من شخصيات وهذا يكون وفق إتفاق مع المخرج.

وهل يهمك موضوع الإيرادات التي يتفاخر بها الكثيرون حاليا؟
الهدف الوحيد الذي أسعى إليه في كل أعمالي سواء السينما أو الدراما، هو تقديم اعمال مميزة تعيش مع الناس لسنوات بغض النظر عن فكرة الإيرادات التي أضعها في الحسبان قبل قبول أي عمل فني جديد، بل الدور والعمل المميز هو الذي يُحرّكني.

بعض الفنانين قدموا اعمالا مبتذلة عَرَضت الحارة الشعبية بطريقة سيئة، هل تتفق معي في ذلك؟
لست بمكان استطيع أن أحكم فيه على أحد وكل فنان حُر في قراراته واعماله التي يُقدمها للجمهور من خلال وجهات نظره ورؤيته لما يراه لنفسه، فأنا لست من مُشاهدي هذه الاعمال ولكنني لا أستطيع التحدث عنها بالسوء.

صرّحت سابقا بأنك كُنت تطمح للتمثيل من طفولتك، هل حققت طموحاتك؟
أنا شخصية متصالحة مع نفسها للغاية والرضا موجود في حياتي لأقصى درجة ممكنة، وارى أن الله أعطاني أكثر مما تمنيت، وكل طموحاتي منذ طفولتي هي الظهور على الشاشة وأن أقوم بالتمثيل، ولكنني لم اطمح في يوم من الايام الى النجومية أو الشهرة لأنها لا تهمني بل القيام بشيء احبه هو أقصى ما تمنيت.

كثيرون يُبررون خطأ تشويه الواقع من خلال أعمالهم بأنهم يقومون بنقل الواقع للجمهور.. فهل تؤيد ذلك؟
لا أوافق على ذلك لأن هناك حلول كثيرة يمكن القيام بها بدلا من تشويه الواقع ونقل مشاهد لا يجوز تقديمها على الشاشة، فنحن نعرف ما يحدث على أرض الواقع ولكن هناك جمهور يأتي الى السينما ليشاهدنا ويدفع المال من أجل مشاهدة أعمالنا ونحن نزوره في منزله من خلال الدراما، ولا يمكن على الإطلاق أن نؤذيه بمشاهد لا يجوز تقديمها اليه، لذا من الضروري العمل على ذلك وهذا ما أقوم به في أعمالي من خلال عدم الإنجراف وراء هذه الموجات.

في ما يتعلق بالدراما، أنت تُشارك هذا العام ببطولة مسلسل "طايع" مع عمرو يوسف، ما الذي دفعك الى المشاركة فيه بدلأن تُقدم عملا منفردا لنفسك؟
كما ذكرت لك أنا لا أبحث عن النجومية بل أنني أُحب التمثيل وأُقدم ما اراه مناسبا ويعجبني. وفكرة البطولات المطلقة أو الجماعية لا تهمني على الإطلاق، كما أن حماستي لهذا العمل كبيرة في ظل وجود عمرو سلامة ومحمد دياب اللذان يخوضان تجربة الدراما وهذا أمر مُشجع للغاية بعد نجاحهما الكبير في السينما، وقبلت هذا الفيلم فورا ومن دون أن أقرأه. اضافة الى ان وجود عمرو يوسف أمر مهم لأننا نتقابل لاول مرة في عمل فني، وتقديمي لدور الصعيدي في هذا العمل سيكون مختلفا تماما عما سبق وقدمته من اعمال.

وهل إنتهيت من تصوير مسلسل "البارون"؟
إنتهيت من أكثر من ثلثي مشاهدي في العمل، ولكن توقف تصويره منذ فترة طويلة ولا اعرف السبب، واتمنى ان يعود لان الجزء الأول منه حقق نجاحا وردود أفعال ايجابية للغاية.

وفي النهاية.. بما أنك احد من عملوا مع المخرج خالد يوسف.. كيف تعلّق على عودته الى السينما؟
أتمنى أن تكون عودته قوية بفيلمه الجديد، وسعيد بعودته للساحة الفنية ولكن فترة غيابه عن السينما طالت ولا اعرف السبب وفي النهاية أتمنى له النجاح والتوفيق هو وكل فريق العمل.