مسيرته التمثيلية عمرها قصير، لكنه برز خلالها بعدة أدوار مهمة جعلته يطل في أربع مسلسلات برمضان الماضي، تألق في أحمد وكريستينا وانهالت بعده سبحة الأعمال التلفزيونية، عدد أكبر من الناس صار يعرفه، هو أستاذ مسرح وعاشق له، طموحاته لا حدود لها، لا يؤمن بالغرور، يراهن على مجهوده وبراعته في التمثيل كي يُعبّد الطريق إلى حلمه.

مع الممثل وليام رموز، كان لنا في موقع الفن حوار من القلب للقلب...

لماذا اتجهت نحو التلفزيون وليس نحو المسرح مع أنك أستاذ مسرحي؟
بصراحة في مجتمعنا يتجه المسرح كثيراً نحو الـunderground أي المسرح الثقافي وهناك مسرحيات تجارية لكن يعرض منها مسرحيتان أو ثلاثة في السنة وإقبال الناس عليها قليل، والمردود المادي خجول جداً ، والمسرح دائماً في بالي لكن الطريق لأعود إلى المسرح تمر بالتلفزيون.

هل السبب أن التلفزيون يُشهر الفنان بشكل أسرع؟
في عصر مواقع التواصل الاجتماعي صار ينتقل التلفزيون من داخل البيت إلى كل الهواتف ويستطيع أيا كان أن يشاهد عبر هاتفه ونسبة المشاهدة والعرض مرتفعة.

كم يبلغ عمر مسيرتك المهنية؟
أربع سنوات في التلفزيون.

هل تؤمن بعودة المسرح إلى سابق عهده وان يعود رواده من جديد للإقبال عليه؟
طالما هناك مجتمع فيه مشاكل، المسرح ينمو ويتطور في أي لحظة فهو واجهة المجتمع الذي نعيش فيه، وممكن أن يأتي جيل يغير كل شيء ويطلق نهضة ثقافية نحن بحاجة اليها، وهناك أشخاص يقومون بأعمال رائعة لكنهم قلائل.

ماذا ينقص المسرح لينتعش من جديد؟ هل القصة قصة دعم أم مجهود شخصية؟
طالما الدولة غائبة سيكون هناك نقص في كل الأمور الثقافية وليس فقط المسرح.

هل أنت مع استحداث وزارة خاصة بالسينما والفنون؟
بالطبع كل الفنانين إذا سألتهم يجيبونك بأنهم يتمنون ذلك لأن حقوق الفنانين مهمشة في الكثير من الأماكن ومن يعمل يعمل على صعيد فردي، وأعطيك مثلاً على ذلك في دولة جارة لنا فعندما تدعم الدولة الفنان يصبح في مستوى أكبر.

سوريا مثلا؟
ممكن حتى في ظل الحرب الدولة تدعم الفنانين، ونحن بدأنا هذه الثورة وهناك أشخاص بدأوا يؤمنون أنهم كانوا في مكان مختلف لكن "اللي نزّلنا هوي الإهمال"، فعلى الصعيد الشخصي هناك أشخاص يعملون على أمل أن تتنبه الدولة إلى هؤلاء الفنانين.

هناك العديد من الممثلين ممن يؤمنون بالمسرح على الرغم من كل شيء...
من منطلق شخصي لا يوجد أي ممثل وطأ خشبة المسرح إلا وتعلق بها، فهو لا يشبه التلفزيون أبداً، وكل شيء فيه مختلف، المسرح أب الفنون كلها، أما التلفزيون فيصل بشكل أسرع إلى الناس لكنه لا يشبه المسرح أبداً وحلمي أن أدخل من باب أوسع قليلاً لذلك لجأت إلى التلفزيون لكنني لا بد ان أذهب إلى المسرح ولن يهرب مني، وكل النجوم من الفئة أ من دون أن يمروا على خشبة المسرح لن يتمكنوا من أدائهم أو شغفهم كممثلين، في التلفزيون تعيد المشهد مئات المرات أما على المسرح فيجب أن تتحدى نفسك من كل الجوانب واليوم كل مشهد وكل لحظة لها تأثيرها المباشر وجمهور المسرح لا يرحم، أما جمهور التلفزيون فلا يعرف ما يواكب تنفيذ العمل بينما جمهور المسرح فيعيش ما يحصل مع الممثل..

هل قلّ عدد المسارح على الرغم من وجود شريحة كبيرة من المثقفين وجمهور المسرح؟
المراكز التجارية لا تأكل المسارح وعندما تنشأ في أول عشر سنوات تأخذ رهجة كبيرة ولكن لاحقاً تقل رهجتها. السينما مهمة والمسرح مهم، ومجتمعنا المثقف يخلق توازناً بين الاماكن التي يريد ارتيادها سواء المركز التجاري ام السينما او المسرح.

ماذا ينقص الممثل ليعيش بكرامة خصوصاً أننا نجد العديد من الممثلين المخضرمين لا يستطيعون أن ينفقوا على علاجهم؟
لدي وجهة نظر مغايرة، للأشخاص الذين يشكون من هذا الموضوع، أنا ممثل من الجيل الجديد وبرأيي أن التمثيل مهنة كغيرها، فهناك أطباء يحصلون على مداخيل جيدة من مهنتهم ويتقدمون في السن "وبتلاقي في منهن ما معو ياكل"، هذا يتعلق بكيف وماذا يفعل بمدخوله في حياته ويستطيع أن يكون ذكياً ويستثمر مدخوله بطريقة رشيدة، هناك فنانون لديهم مهنة أخرى لأنهم يطمعون بمدخول أكبر.

هل أنت مع الضمان الصحي للفنان؟
أنا مع أن تتدخل الدولة بالواجهات الفنية للبلد من ضمان وضمان شيخوخة وتأمين حتى، ولكن هذا ليس نقداً كي يهرب الإنسان من الفن، نحن نسمع الكثير من الأهالي ممن يُخيفون أولادهم من خوض مجال الفن، فلدي أصدقاء مهندسون يعملون نادلين، وهذه خيارات، الإنسان يجب أن يصل إلى نسبة وعي معين كي يحدد خياراته فإذا كان الفنان ينتقل من مقهى لآخر ومن ملهى لآخر ويصرف أمواله هذا شأنه، ويستطيع أن يمتهن عملاً آخر إذا أراد.

هل برأيك هناك احتكار لوجوه معينة من قبل المنتجين للعب دور البطولة؟
لديّ رأيي في هذا الموضوع، الوجه الجديد "بيخوف" على شباك التذاكر وعلى الرايتينغ ومع احترامي للجميع، هناك أسماء أثبتت نفسها وهي جديرة لأن تكون في هذا المكان، اما الوجه الجديد فما هي مؤهلاته ليلعب دور البطولة؟ إلا إذا كان المنتج لديه توجه بتجارب الأداء ووجد أن هذا الشخص سيناسب هذا الدور أو ذاك.

خاطر مروان حداد بإسناد دور البطولة النسائية لوجه جديد وهي كريستينا في مسلسل "أدهم بك"، فما رأيك بتجربتها؟
كريستينا سعادة أنا أحبها شخصياً ولن أبدي رأيي بعملها لأننا معاً زملاء في نفس المجال. المشاهد هو الذي ينتقد أو يثني على ما تفعله، والمنتج مروان حداد هو منتج جريء جداً بهذا الموضوع وتقريباً نصف الممثلين ممن اشتهروا في لبنان أو أكثر قليلاً عرفوا الشهرة من خلال فرص من هذا النوع، ولكن ليس كل المنتجين يخاطرون لانهم لا يعرفون لأي درجة سوف يتقبل المشاهد الوجه الجديد، فهذا الأمر نسبي حول كيفية تفاعل الجمهور مع الوجه الجديد، وأنا حين كنت وجهاً جديداً كان هناك من يتقبلونني ومن لا يتقبلونني.

جسدت أدواراً مختلفة في عدة مسلسلات، هل بدأت الناس تعرفك أكثرظ وأي مسلسل أوصلك الى الجمهور؟
بالتأكيد صرت معروفاً أكثر نتيجة ظهوري المكثف وخصوصاً في رمضان حيث ظهرت في أربع مسلسلات "وين كنتي" و "زوجتي أنا" الجزء الثاني و"ورد جوري"، وفي الإعادة حالياً كان من المفترض أن يُطرح "أول نظرة" في رمضان، ولكن حصلت مشاكل وطُرح بعده. زوجتي أنا يعرض حالياً على الـLBCI و "وين كنتي" أعيد بثه على الـMTV، ولدي حالياً مسلسل أصحاب 3 على الـ MTV.

أخبرني عن أصداء "أصحاب 3"؟
حالياً نتلقى أصداء إيجابية خصوصاً أنه كوميديا خفيفة جديدة لكل العائلة وليست موجهة إلى جزء معين من المجتمع.

ما هو طموحك؟
حلمي النهائي "هوي مطرح كتير بعيد عنو" وحلم كل ممثل، وهو هوليوود، وحين أقول إن هذا حلمي أخاف لكنني أتكل على الله وفي البداية أطمح أن أنتشر أكثر في بلدي ثم عربياً، والفضل هو لمروان حداد الذي دعمني والفضل الأكبر للمخرج سمير حبشي حين طلبني لمسلسل "أحمد وكريستينا" في رمضان وآمن بموهبتي ومن هنا صرت أنتقل من مسلسل إلى آخر ومن مستوى الى آخر وما زلت أعتبر أنني وضعت قدمي على أول درجة وما زال لدي الكثير لأحققه كي أصل.

وهل عينك على مصر؟
أنا شخصياً لست متعصباً لشيء معين وكل إنسان لديه طريق في عمله، وإذا وضعني طريقي في عمل مسرحي أو سينمائي أو تلفزيوني مصري وكنت متوافراً لهذا الدور فأكون جاهزاً بالطبع وإذا سنحت لي الفرصة سوف أستغلها.

كيف ستعبّد طريقك إلى هوليوود؟
هذا حلم، وأُعبّدها بأن لا يصيبني الغرور وأن أبقى متواضعاً وأعمل على نفسي وأنجح في المكان الذي أتواجد فيه وأتوسع رويداً رويداً وأسير قدماً لكنني لا أعرف إذا كان هذا الحلم سيتحقق ويمكن يوماً ما أن أصل وأنا أعرف الكثير من الممثلين وصلوا إلى مكان وقالوا وصلنا ولا يريدون أن يتقدموا.

من هو المثال الأعلى بالنسبة اليك في لبنان و العالم العربي؟
لديّ مثال أعلى من الجيل الجديد وهم مجموعة أشخاص أُسمّي منهم يوسف الخال فهو علمني معنى الاحتراف، و كذلك عمار شلق الذي تعلّمت منه شقاً آخر من الاحتراف وليس الغرور ويوسف حداد عملت معه، هؤلاء الأشخاص عملت معهم عن قرب وجعلوني أدرك أن هذا المجال أنظف كثيراً من الأخبار التي تشاع عنه فهناك العديد من الناس المحترفين وأشخاص رائعين وهم كممثلين ليسوا بحاجة لشهادتي.
وعلى الصعيد العالمي دنزل واشنطن وأنتوني هوبكينز والثالث هو النجم الراحل روبن ويليامز وآل باتشينو أيضاً، وعلى الصعيد العربي، فريد شوقي وعادل إمام هؤلاء الأشخاص غيروا الدنيا من حولهم، وأحلم ان أعمل مع عادل إمام.

على الصعيد الشخصي، هل أنت في حالة حب؟
أنا مرتبط لكنني لست متزوجا ً ومن دون حب لا أستطيع العيش.
وعلى الحب ان يترافق مع الاحترام والتفاهم وان يمنح الراحة، فالممثل يخاطر بمشاعره طوال الوقت وجميل أن يعود إلى شخص يُشعِره بالأمان ويحتضنه.

ما هي مشاريعك الجديدة؟
لديّ مسلسل قيد التحضير وآخر يتحضر مع مي أبي رعد وهناك فيلم "بالصدفة" الذي صوّرته ولم يُطرح بعد، وهو التجربة السينمائية الأولى لي وأنا ألعب دور الأزعر الذي يستغل فتاة كي تسرق مالاً كي يؤمن نفسه مادياً.

وهل يُعجب الفتيات هذا الدور؟
(ممازحا)...."إذا ما عجبن منفوت بالحيط"!

هل تحلم ببطولة مطلقة؟
أنا ما زلت في أول الطريق وأتقدم مع الوقت بالتدريج ولست مستعجلاً كي أحرق المراحل.