احتارت البرامج اليوم بما تقدّمه للمشاهدين، فإذا قدّمت لهم برامج دينية ينتقدون، برامج غنائية يعلّقون، برامج ثقافية يتذمرون، وحتّى إذا قدمت لهم موضوعات ترفيهية تزيل الملل وكل ما هو سلبي من حولهم، ليعيشوا دقائق من الفرح لعلّها تنسيهم كل ما يدور حولهم من مشاكل، ينهالون بالتعليقات التي تمس أصحاب البرامج وكذلك المشتركين فيها!

"نقشت" أو "Take me out".

.. برنامج عالمي عُرض على أهم الشاشات في العالم، ولم يُواجه الانتقادات التي تلقاها في نسخته اللبنانية والتي يقدّمها الممثل الكوميدي "فؤاد يمّين"، على الرغم من أنّه كسر الأرقام القياسية في نسبة المشاهدة. ولكن وكما يقولون "الشجرة المثمرة هي التي تُرشق بالحجارة".

كم يحتاج شباب اليوم إلى مساحة صغيرة يفجّرون فيها مواهب لم تُسمع أصداؤها يوماً، فلماذا ننتقد برنامجا استطاع أن يغيّر فهم المجتمع للمرأة التي اعتادت أن تنتظر قدوم الشاب إلى منزلها ليتزوجها وليس العكس؟

كثيرون هم الّذين هاجموا برنامج "نقشت" معتبرين أنّه يمس بالمرأة، ولكن إذا ذهبنا قليلاً إلى حقيقة الرسالة التي يريد ايصالها، لوجدنا أنّه يتوّج حقّ الفتيات بأن يخترن شريك حياتهن اللواتي يردنه وليس العكس كما اعتدنا عليهن في مجتمع يسوده ظلام الجهل في بعض أماكنه.

حلقة يوم الأحد من هذا البرنامج كانت أكثر من رائعة، إن لناحية المشتركين والّذي كان في طليعتهم الزميل علي ياسين الذي -قبل ان يصبح زميلاً لنا في موقع الفن صور هذه الحلقة- ، والّذي أبدع أناقة وحضوراً، والّذي استطاع أن يخطف قلب المشتركة جوزفين، وتمكّن من الرد على كل انتقاد واجهه من المشتركات بلياقة واحترام، كما أنّه فجّر موهبته على المسرح كعارض أزياء، وبتقريره استطاع أن يرينا موهبة تصميم الأزياء التي كان يمتلكها منذ الصغر، ليليه بلينك الّذي تأهّل إلى النهائيات وكذلك جوزيف يوسف.

وبعيداً عن المشتركين، لا يسعنا سوى القول ان أداء فؤاد تخطّى التوقعات، فهو استطاع وبقالب كوميدي أن يُظهر مدى احترافه ومهنيته في تقديم احد أضخم البرامج، كما اثبت عن سرعة بديهته في الرد على أجوبة المشتركات بطريقة فكاهية ذكية، كانت السبب وراء اطلاق ضحكات عفوية طالت ارجاء الاستديو أسقف.

ولقد تأكدنا على ارض الواقع من كلام فؤاد الّذي صرّح به لنا بأن كل الأحداث التي تحصل في البرنامج تلقائية وواقعية ووليدة ساعتها ولا يتم الاتفاق عليها مسبقا، وهذا ما يتم إثباته يوما بعد يوم، من خلال تصرّفات المشتركين ومصداقية البرنامج.