عرفناه من خلال المسرح وورش العمل التي عمل بها مع الشباب والتي نقل من خلالها اليهم خبرته وتجربته كممثل ومخرج، وكمخرج قام بالعديد من الأفلام القصيرة، يضاف إليها نشاطه وتفاعله مع قضايا وطنه من خلال انخراطه في الحراك المدني.


واليوم يبدع المخرج اللبناني لوسيان بورجيلي في تجربته الجديدة التي تضاف إلى كل ما ذكرناه سابقاً، والتي هي من كتابته وإخراجه لأول فيلم روائي طويل له بعنوان "غداء العيد"، جمع فيه كل ما سبق.
نجح بورجيلي في هذا الفيلم بتصوير عيّنه من العائلات اللبنانية التي صوّرت بالتفصيل وبإحتراف وإتقان التناقضات والمشاكل والصعوبات سواءً المعيشية أو الأمنية أو السياسية أو الدينية (الطائفية) أو الإجتماعية وغيرها التي تواجهها أكثرية العائلات اللبنانية.

فمن أجواء عيد الفصح، تنجح (جوزفين) في جمع عائلتها على مأدبة الغداء للمرّة الأولى منذ سنتين، لتدور الأحاديث والأخبار حول المائدة والتي تتنقل وتدور ناقلةً واقع تعيشه أي عائلة لبنانية في الواقع، حيث أن هذه الأجواء المرحة تُخفي في طياتها الكثير من العقد وأجواء التوتر التي تسود المجتمع اللبناني عامةً.

وفجأة تكفي حادثة سرقة بسيطة، لأن تقلب الأحداث رأساً على عقب، لتكشف الأسرار وتدور الأحداث بشكل درامي وتنتهي بمفاجأة غير متوقعة حول حقيقة السرقة.

وفي العرض الخاص للفيلم ولأول مرّة في لبنان وذلك بعد إختياره ليكون مسك ختام الدورة الـ24 لمهرجان السينما الأوروبية الذي أقيم مؤخراً في سينما متروبوليس أمبير صوفيل، الأشرفية، والذي شهد إقبالاً ملحوظاً من أهل الإعلام والمتابعين والجمهور، كان لنا هذا الحديث مع بورجيلي:

ماذا تخبرنا عن الفيلم؟

الفيلم إجتماعي عن عائلة لبنانية تجتمع على عيد الفصح. أهمية هذا الفيلم تكمن في تسليط الضوء على قوّة العلاقة بين العائلة، وهو من ناحية أخرى مرآة لنا كمجتمع لبناني وكبلد بالمطلق، لأنه إن أردنا تلخيص قلب لبنان علينا أن نذهب إلى العائلة.

وفي الوقت ذاته هناك في الفيلم حقيقة واقعية عُمل عليها، كفكرة أن الممثلين جدد، حيث أن ذلك يساعد على عدم تعرف الجمهور على الممثلين مما يجعلهم يصدقون القصة بشكل أكبر وكأنها عائلة حقيقية.

إلى أي مدى هذا الفيلم برأيك قادر على أن ينافس غيره من الأفلام اللبنانية الموجودة حالياً؟وما الذي يميزه؟

من سيشاهد هذا الفيلم سيرى أن فيه ما هو مختلف، فأنا لدي أمل بأن يرى المشاهدون هذا الشيء المختلف ويروا فيه هذه الحقيقة وأن تلامس كل شخص الذي من الممكن أن يجد شخصية من الشخصيات في الفيلم التي تشبهه أو العكس، تلك التي يكرهها.

ما رأيك بالسينما اللبنانية اليوم؟ وماذا ينقصها؟

الذي ينقص السينما اللبنانية اليوم، هو لإيمان بها ليس فقط من الدولة، فالدولة لا تؤمن بالسينما أو تدعمها، كغيرها من القطاعات الإنتاجية.

فمن هنا نحن نرى أن الدولة لا تساعد هذه الصناعة، لأن هذه الصناعة من الممكن أن تكون داعماً كبيراً للسياحة ولكثير من القطاعات الأخرى.

يجب الأخذ في الإعتبار أن دعم هذه الصناعة من الممكن أن يأتي بمردود مهم للبلد ككل.

ومن ناحية أخرى، على الجمهور أن يشجع الصناعة الوطنية، وأن يقتنع بأن مردود الصناعة الوطنية سيعود بمردود عليه وان يبقى في لبنان ويشجع الإقتصاد.

هناك أعمال سينمائية كثيرة جيدة تقدم حالياً ولا يمكننا أن نغفل عن ترشح فيلم "قضية رقم 23" للأوسكار، فالسينما اللبنانية أصبح لديها سمعة جيّدة حول العالم ويجب أن نستغل هذا، ولكن ما تحتاجه هو أن تصبح قطاعاً إنتاجياً وأن لا تبقى ضمن المبادرات الفردية.

ماذا عن أعمالك الجديدة؟

أعمل حالياً على كتابة فيلم جديد.

وكان لنا لقاء أيضاً مع نديم أبو سمرا أحد أبطال الفيلم بدور (سيرج) والذي أشار إلى أن الفيلم يمثل العائلة اللبنانية، وأضاف أن كل من سيشاهد الفيلم سيشعر بإرتباط شخصي بكل الشخصيات أو السيناريو ذاته، فهو يعكس البيت اللبناني تحديداً والعربي عموماً.

يشار الى ان عرض الفيلم في صالات السينما اللبنانية سينطلق في 1 أذار/مارس المقبل، ويشارك في إنتاجه إلى جانب بورجيلي فرح شاعر التي تشارك فيه تمثيلياً أيضاً مع وسام بطرس، طوني حبيب، جيني جبارة، حسين حجازي، غسان شمالي، إتافار أويكي، نانسي كرم، جان بول حاج، لتيسيا سمعان، نديم أبو سمرا، سميرة سركيس، ومحمد عباس.

وكان الفيلم قد نال جائزة لجنة التحكيم ضمن العرض العالمي الأول له في مهرجان دبي السينمائي الدولي بدورته الـ14 والتي أقيمت أواخر العام الماضي.
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً،إضغط هنا.