سنوات ابتعد فيها الفنان طلعت زكريا عن السينما بعد تقديمه فيلم "الفيل في المنديل"، وتسببت اراؤه السياسية ابان ثورة 25 يناير، في انخفاض شعبيته ونفور المنتجين عنه، الى ان عاد بفيلم "حليمو اسطورة الشواطئ"، الذي ابتعد فيه عن تقديم الكوميديا السياسية ،ووضع زكريا امالا كبيرة على هذا الفيلم ولكن ايراداته جاءت مخيبة للامال وسُحب من دور العرض بعد شهر فقط من طرحه.


في حوار خاص مع "الفن" كشف طلعت زكريا عن تجربته في الفيلم وسنوات غيابه وتقييمه للايرادات التي حققها والأشياء التي تغيرت فيه ورأيه في عمل ابنيه في التمثيل.

كيف تقيّم تجربتك في فيلم "حليمو أسطورة الشواطئ"؟
اعتبرها تجربة مهمة من خلال فيلم يحمل هدفا ويتم تقديم ذلك من خلال الكوميديا، وهذا ما احرص عليه دائما في اعمالي السينمائية فالفيلم يركز على المناطق المهمة في الاسكندرية ويشجع السياحة الداخلية. حليمو يتناول قضية مهمة تتمثل في ارتفاع اسعار الشواطئ خلال الفترة الاخيرة والتي اصبحت عبئا على المواطن.

وكيف جاءت ردود افعال الجمهور حول الفيلم بعد مشاهدته؟
الحمد لله ردود الأفعال فاقت توقعاتي، فقد أُعجب الجمهور به جداً وفوجئت به يردد بعض الجمل الحوارية، في العرض الأول له وهو ما اسعدني كثيرا لأن رأي الجمهور هو المقياس الاساسي لتقييم اي عمل فني ولذلك تشجعت على التفكير في الخطوة السينمائية المقبلة.

ولكن ايرادات الفيلم جاءت مخيّبة للامال واقل بكثير من المتوقع؟
ايرادات الفيلم لم تكن ضئيلة وكان متوقع ان تزداد مع الوقت ولكن توقيت العرض بالتزامن مع طقس بارد جدا، حال دون ذهاب الجمهور بكثرة الى السينمات اضافة الى ان الموسم يتزامن مع امتحانات نصف العام الدراسي، كما ان ارتفاع سعر تذكرة السينما المبالغ فيه في ظل الظروف الاقتصادية التي نعاني منها، كان له اثره السلبي ايضا في هذا الموضوع. ولكن وعلى الرغم من كل ذلك، انا راض عن الايرادات​​​​​​​والفيلم.

ما تعليقك على رفع الفيلم من دور العرض بعد شهر من طرحه؟
مسألة رفعه من السينمات جاءت نتيجة حسابات توزيع لا دخل لي بها، فكل فيلم له وقت يتواجد فيه بدور العرض وبعدها يتم طرح أفلام أخرى وهكذا، ولكنني أعتقد ان "حليمو أسطورة الشواطئ" كان يستحق الاستمرار في العرض فترة أطول خصوصا مع بدء الاجازة وانتهاء الطلاب من الدرس والامتحانات، وانا على يقين أنه عندما يُعرض تلفزيونيا سيلقى قبولا جماهيريا كبيراً.

​​​​​​​لماذا استغرق تصوير الفيلم عاما كاملا وتوقف عدة مرات، الى جانب الأزمات الانتاجية التي مر بها؟
صادفنا سوء حظ بدءا من مرض المخرج ودخوله المستشفى ومرورا بالعثرات المالية التي سببت ازمة حقيقية لنا وهو ما ادى الى توقفه اكثر من مرة كما اننا صورنا جزء من المشاهد في القاهرة وتوقفنا بسبب بدء فصل الشتاء وكنا بحاجة الى تصوير المشاهد المتبقية في فصل الصيف خصوصا واننا صوّرناها في الغردقة والاسكندرية فكان علينا الانتظار وبعدها استغرقنا وقتا لتنسيق المواعيد مع الابطال لانشغالهم باعمال اخرى وكان من الصعب عليهم السفر معنا والاستمرار لاسبوع كامل خارج القاهرة.

كيف استطعت تقديم شخصية المنقذ في الشواطئ، وكنت قبل بدء التصوير لا تتقن السباحة؟
اكثر ما جذبني الى تقديم هذا الفيلم هو ان الشخصية تفجر مواقف كوميدية كثيرة ولذلك تشجعت فورا على قبول الدور. هو شخص ابن بلد
و"جدع" وهو لا يكتفي فقط بانقاذ الناس ولكنه ايضا يؤجر الكراسي والشماسي للمصطافين وبصراحة لانني "اسكندراني"، كنت اتمنى تقديم عمل عن الإسكندرية يتم تصويره هناك، وبالفعل لدي صدقاء مثل حليمو يعملون في الانقاذ وهم لا يعرفون السباحة.

​​​​​​​تعود الى السينما بعد غياب سنوات منذ تقديمك فيلم "الفيل في المنديل" عام 2011، فلماذ كل هذا الغياب؟
ابتعدت لاسباب خارجة عن ارادتي، فبعد تجربتي في فيلم "الفيل في المنديل"، واجهت انتقادات وتهديدات بسبب آرائي السياسية التي لم تنل اعجاب البعض وتصريحاتي تجاه بعض الاحداث التي كنا نعيشها، فقررت التوقف والابتعاد، وعندما قررت العودة اخترت الابتعاد عن الكوميديا السياسية وقدمت عملا كوميديا من الدرجة الاولى وهو "حليمو اسطورة الشواطىء".

هل ستبتعد عن الكوميديا السياسية بشكل نهائي في افلامك في الفترة المقبلة؟
اعتقد ان تقديمي لفيلم "حليمو" الذي يعتمد على الكوميديا فقط، جاء في مصلحتي، الا انني في الوقت نفسه، لا استطيع الاستغناء عن الكوميديا السياسية وسأقدمها على فترات متباعدة فأنا تأذّيت في السنوات الست التي ابتعدت فيها عن العمل، ولا بد من عدم محاسبة الفنان على ارائه السياسية وتوجهاته مثل ما حصل معي، فالفنان مواطن من حقه ان يعبّر عن رأيه.

​​​​​​​بعد تقديمك اكثر من فيلم من بطولتك، هل من الممكن ان تعود للأدوار المساعدة مرة اخرى؟
لا امانع، فقد قدمت اجمل الادوار مع تامر حسني في "سيد العاطفي"، ومع مصطفى قمر في "حريم كريم". ومستعد للعمل معهما في افلام جديدة ولكن المشكلة ان السوق السينمائية والقائمين عليها سوف يعتبرون ذلك فشلا لي وانني لم انجح على مستوى البطولات وقد اقدمها اذا كان الدوران متساويين في البطولة وهذه ازمة حقيقية لدينا في النظر الى تلك الامور. ففي اميركا مثلا نجد النجم يقدم جميع الادوار ويلعب ادوار بطولة واخرى مشتركة ولكننا هنا نعتبر انه من الفشل للفنان ان يلجأ الى ذلك.

ما هي المعايير التي تستند اليها في اختيارك لأعمالك الفنية حاليا؟
هناك مرحلة في حياتي كنت "مسيّر"، بمعنى انه اذا طُلب مني اي دور كنت اقوم بتنفيذه على الفور، لكن عندما اصبحت من نجوم الشباك اختلف الامر واصبحت اهتم بالمشاكل التي يعاني منها المجتمع حيث انني سابقًا لم اكن اهتم سوى بالعائد المادي من دون النظر الى اي امر اخر لذلك قدمت عددا كبيرا من الافلام التي لم اكن راضيا عنها.

​​​​​​​ماذا عن اعمالك الجديدة التي تعمل على التحضير لها في الفترة المقبلة؟
لدى مشروعين جديدين، الاول هو "حارس الرئيس" عن كواليس فترة حكم محمد مرسي ولكن بشكل كوميدي وهو الاقرب للتنفيذ خلال الفترة المقبلة وانتظر موافقة الرقابة على المصنفات الفنية حتى أصوّره. وفيلم اخر بعنوان "الزومبي" ولكنه لا يزال في مرحلة الكتابة وهو فيلم رعب كوميدي.

ما تقييمك لوضع اولادك ايمى وعمر في التمثيل؟
ابناء الفنانين يتعرضون دائما للظلم وقد مرت ايمي بهذه التجربة، فأنا ارفض ان اتوسط لها لتشارك في اعمال فنية وبدايتها الفنية لم تكن في
افلامي وانما طلبت منها الاعتماد على نفسها حتى لا يقال انني اساعدها ولكنني اجد لديها موهبة كبيرة واتوقع ان تكون نجمة في المستقبل، اما عمر فهو مدير انتاج ناجح ويعمل في العديد من الاعمال الفنية وهو من اختار طريقه.