ولد الشاعر أحمد شوقي في حي الحنفيّ في القاهرة، حيث نشأ وترعرع فيها، ومنذ صغره تتلمذ على يد الشيخ بسيوني، تكفّلت جدّته بمصاريفه وأدخلته الى مدرسة الشيخ صالح ضمن مرحلته الابتدائيّة، ودرس الثانوية في المدرسة الخديوية.

عام 1883 دخل احمد شوقي مدرسة الحقوق، وبقي فيها لمدة سنتين، ثمّ درس الترجمة، وتخرّج من هذه المدرسة عام 1887. ارسله الخديوي توفيق إلى فرنسا من أجل دراسة الآداب الفرنسية والحقوق، وهناك عاش فترة طويلة، كما انه زار الجزائر وإنجلترا وبعد إنهائه الدراسة عاد إلى وطنه مصر، الا ان العام 1915، كان عام شؤم عليه، اذ تمّ نفيه من مصر، ما اضطره الى الذهاب إلى إسبانيا، وفي العام 1919، سُمح له بالعودة إلى وطنه.

ألقابه

ألقاب عدّة أُطلقت على احمد شوقي، منها: أمير الشعراء، شاعر الشرق والغرب، شاعر الإسلام وغيرها من الالقاب التي رافقت مسيرته، الا ان اللقب الذي اشتهر به في كل أصقاع العالم، هو أمير الشعراء.

اضافة الى كتابته القصائد، كتب ست مسرحيات، وهي: مصرع كليوباترا، ومجنون ليلى، وقمبيز، وعلي بك الكبير، ست الهدى، وله أيضاً ثلاث روايات، وهي: رقة الأس، ولادياس، وعذراء الهند. عام 1932، جُمعت له مقالات تتضمن قضايا اجتماعية، وعنوانها أسواق الذهب إذ تتناول موضوعات الحرية، والوطن، وقناة السويس، والموت، وبعض تجارب شوقي الشخصية.

وفاة احمد شوقي

رحل الشاعر أحمد شوقي في الرابع عشر من شهر تشرين الأول من عام 1932، وشكّل رحيله صاعقة مدويّة لعشاق الادب والشعر.

وكانت وصيته أن يُكتب على قبره بيتين من قصيدة نص البردة، وهما: يا أحمد الخير لي جاه بتسميتي، وكيف لا يتسامى بالرسول سمى، إن جل ذنبي عن الغفران، لي أمل في الله يجعلني في خير معتصم.

مميزات قصائد احمد شوقي:

تميّز بنقله للظروف الصعبة بشكلٍ جريء، مع اللجوء إلى القليل من الحزن والمشاعر والكثير من نقل الواقع.

يملك خيالاً واسعاً وابداعا استثنائيا.

تميّز بالأسلوب الدقيق في طرح المواضيع.

تميز بالإيجاز البليغ في كتاباته.

اتّسم أحمد شوقي بالقدرة اللغوية الكبيرة في كتاباته واختيار العبارات الرائعة والصحيحة.

ابرز اقوال احمد شوقي:

"إِنّ الغرورَ إِذا تملَّكَ أمةً.. كالزهرِ يخفي الموتَ وهو زؤامُ. وإِذا النساءُ نشأنَ في أميةٍ.. رضعَ الرجالُ جهالةً وخُمولا. وما نيلُ المطالبِ بالتمني.. ولكن تُؤخذُ الدنيا غلاباً وما استعصى على قومٍ منالٌ.. إِذا الأِقدامُ كانَ لهم ركابا. فخذوا العلمَ على أعلامِهِ.. واطلُبوا الحكمةَ عندَ الحكماءِ. واطلبوا العلمَ لذاتِ العلمِ لا.. لشهاداتٍ وآرا بٍ أخرْ. تركُ النفوسِ بلا علمٍ ولا أدبٍ.. تركُ المريضِ بلا طبٍ ولا آسِ. والمرءُ ليس بصادقٍ في قولهِ.. حتى يؤيدَ قولهُ بفعالهِ. إِنّما الموتُ مُنْتهى كُلِّ حي.. لم يصيبْ مالكٌ من الملكِ خُلْداً سنةُ اللّهِ في العبادِ وأمرَ.. ناطقٌ عن بقايهِ لن يردا. وآثارُ الرجالِ إِذا تناهَتْ.. إِلى التاريخِ خيرِ الحاكمينا وأخذكَ من فمِ الدنيا ثناءً.. وتركُكَ في مسامِعِعاً طنيناً. من يكذبُ التاريخَ يكذبْ ربهُ.. ويسيءُ للأمواتِ والأحياءِ. ربّما تَقتضِيك الشَّجَاعة أن تَجْبُن سَاعَة. الخَيْرُ فيه ثَوابه وإن أبطأ، والشَّرُ فيه عقابه وقلّما أخطأ. الخَيْرُ تَنْفحُك جَوَزايه، والشَّرُ تلفحُكَ نَوازِيه. رُبَّ قارضٍ للأعْرَاض، وَعِرْضُهُ بَينَ شِقَّي المِقْرَاض. مَنْ عَرَفَ نفْسَهُ بعدَ جهْلٍ وَجَدَها، ومَنْ جَهِلَ نفسَهُ بعدَ مَعْرفَةٍ فَقَدَها. منْ ظنَّ أنه يُرضِي أبدا، يوشك أن لا يُرضِي أحَداً. إذا طَالَ البُنْيَانُ عنْ أُسِّه، أنْهَدَم من نَفْسِه. قَادَةُ الثوْرَة مَقُودون بها، كالجَلاميد تَقَدَّمت السَّيل، تحسَبُها تقُوده وهي به مُنْدَفِعة. الثّورَة جُنون، طَرَفَاه عَقْل. أَصْدِقَاءُ السّياسة أعْدَاءٌ عِنْدَ الرِّيَاسة. ربّما مَنَعَتْك الحقُوقُ الكَلام، وأَلجَمتِ العُهُودُ فاكَ بِلجَام. ارْحَم نَفسَك من الحِقْدِ فإنّه عَطَب، نارٌ وأنتَ الحَطَب. الحَقُّ المُسَلَّحُ أَسَدُ عَرِينة، والحَقُّ الأعْزَلُ أَسَدُ زِينَة. مَنْ فَقَدَ الضّمِير لمْ يَجِد مَسَّ التَّحْقِير. الشَّبَابُ مُلاوَة كُلُّها حَلاوَة."